نجاح الخصخصة يحتاج إلى سوق مالية كفء !!!
صالح بن محمد علي بطيش

يشهد الاقتصاد الوطني تطورات وإصلاحات اقتصادية لإعادة هيكلة وتحرير الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع الاقتصاد العالمي وتهيئته للانضمام لمنظمة التجارة العالمية، ومن هذه الإصلاحات خصخصة مؤسسات القطاع العام لزيادة فرص مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي وتنويع مصادر دخل المجتمع، مما ينتج عنه تحويل هذه المؤسسات إلى شركات مساهمة، يؤدي ذلك إلى نمو كبير في الشركات المساهمة عدداً وحجماً، يصاحب ذلك الحاجة الملحة لإنشاء سوق للأوراق المالية كفء ومنظم، لتسهيل توجيه الموارد المالية لتمويل المشاريع وعدالة تسعير الأوراق المالية وسرعة تسيلها عند حاجة المستثمر، لذلك جاء قرار مجلس الوزراء خطوة عملاقة في هذا الاتجاه، بإنشاء شركة مساهمة تسمى السوق المالية، سوق رسمية لتداول الأوراق المالية من أسهم وسندات ومشتقاتها، تتولى تشغيل وإدارة السوق وتنفيذ تداول ونقل وتسجيل الملكية وعملية التسوية والمقاصة وتنظيم عمولتا الوسطاء وتوفير المعلومات، كما أنه تم إنشاء هيئة للرقابة والإشراف تسمى هيئة السوق المالية الأسواق المالية جزء من منظومة مؤسسات الدولة الحديثة، تقوم بدور حيوي في نمو وازدهار الاقتصاد الوطني وتحسين دخل المواطنين، وذلك باستثمار مدخراتهم وزيادة وتنويع مصادر تمويل مشاريع الخصخصة بدلاً من أن تنحصر في المصدر التقليدي التمويل البنكي، القروض البنكية المكلفةالأصول والأوراق المالية من أسهم وسندات ومشتقاتها لا تؤدي وظيفتها إلا بوجود سوق مالية كفء يتم من خلالها تداول هذه الأوراق واستثمارها لتوجيه المدخرات من المدخرين إلى المستثمرين، تتيح للمواطنين فرص لاستثمار مدخراتهم بكل اطمئنان، كما تتيح للمؤسسات مصادر متنوعة لتمويل مشاريعها بتكلفة عادلة أداء ونشاط السوق المالية مقياس ومرآة لوضع الاقتصاد الوطني وأحد متطلبات نجاح برنامج الخصخصة، بل هناك صعوبة في المضي ببرنامج الخصخصة بدون وجود سوق مالية كفء كفاء الأسواق المالية في تحديد سعر الأوراق المالية يؤدي إلى تقليل مخاطر الأسواق مما يزيد حجم الأموال المتاحة للاستثمار ويترتب على ذلك تخفيض تكلفة تمويل المشاريع. وجود سوق أوراق مالية كفء تتوفر لا بد من توفر منافسة كاملة في السوق، جميع الأوراق المالية يمكن تجزئتها وتسويقها بدون قيود أو تكلفة، توفر المعلومات للجميع وفي وقت واحد وبدون تكلفة، بحيث يعكس سعر الأوراق المالية في السوق جميع المعلومات المتاحة، أي أن جميع المعلومات عن الشركة تترجم بشكل صحيح في سعر سهم هذه الشركة. كفاءة السواق المالية تعني أن سعر الأوراق المالية في السوق المعلومات المتاحة في السوق، وبالتالي عدم إمكانية تحقيق أرباح غير عادية، حيث أسعار الأوراق المالية تعكس بشكل كامل وآنياً كل المعلومات المنشورة والمتاحة، تشمل البيانات الاقتصادية الماضية والتاريخية المتعلقة بالصفقات والعائد والاندماج والقوائم المالية للشركات، لذلك الأوراق المالية يتم تسعيرها بشكل صحيح وعادل ويمارس السوق الأوراق المالية، وعليه فإن عملية الإفصاح في إعداد التقارير المالية مهمة ولها دور تساعد المحللين الماليين في تبويب وتحليل البيانات وتوفيرها للمستثمرين للأسواق المالية دور كبير وجوهري في تطوير بيئة الاستثمار من خلال إنشاء أسواق أوراق مالية أولية جديدة، التي من خلالها يتم الاكتتاب في الأوراق المالية لاستقطاب رؤوس الأموال وتشجيع المستثمرين لإنشاء شركات واستثمارات جديدة ، حيث لا يقوم الاقتصاد ولا ينمو ولا تتوفر فرص وظائف للمواطنين بدون استثمارات، ومن ثم يتم تطوير أسواق الأوراق المالية الثانوية التي من خلالها يتم تداول أي انتقال للأوراق المالية من مستثمر إلى آخر،كذلك تساهم في تطوير وتنظيم ونشر المعلومات عن الشركات وتعزيز الثقة والشفافية والإفصاح، كما أن للأسواق المالية دور في نشر الوعي الاستثماري بين المتداولين حتى لا يضروا أنفسهم والآخرين بقراراتهم العشوائية.