* لندن - رويترز:
المحادثات سرية جدا، وحتى الآن لم تحدد هوية المتورطين الرئيسيين، وتجري محادثات لتسليمهم مع دول صديقة لم تذكر أسماءها.
تقول حكومات غربية ان ايران تحتجز بعض أكثر المتشددين الهاربين المطلوب القبض عليهم وتراقب كيف تتعامل طهران معهم.
واذا تعاونت طهران في تسليم شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن فإن ايران التي وصفها الرئيس جورج بوش بأنها أحد أضلاع محور الشر الذي جمع فيه أيضا العراق قبل الحرب وكوريا الشمالية يمكن أن تخرج من عزلتها.
ولكن اذا تأكد ان ايران تماطل أو انها تسمح لمتشددين بارزين بالهروب من الشبكة فإنها ستثير غضبا عارما لدى بعض جيرانها وواشنطن وتريد دول غربية ان تعرف الذين اعتقلتهم ايران.
وقال مصدر بمخابرات غربية لرويترز «أفضل تخمين لدينا ان هناك عددا أو كان هناك عدد من المسؤولين المتوسطين والبارزين في القاعدة. ولكننا لا نعرف من هم بشكل مؤكد. وغير واضح أيضا ما اذا كان هؤلاء الناس لا يزالون معتقلين أو أحرارا في ايران. ما يجري هناك سر غامض».
وحدود ايران الطويلة مع أفغانستان كانت طريقا قديما للتهريب وقالت الولايات المتحدة ان المطلوب القبض عليهم من تنظيم القاعدة لجأوا اليها أثناء الحرب التي أطاحت بنظام طالبان الذي كان يؤويهم.
وتكهنت وسائل اعلام غربية وعربية بوجود شخصيات بارزة من القاعدة في ايران وذكرت أسماء مثل سعد نجل اسامة بن لادن وأيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة وسيف العدل قائدها العسكري.
وصرح مسؤول كويتي لرويترز ان وزير داخلية بلاده زار ايران الشهر الماضي وناقش مع مسؤولين هناك موضوع الكويتي سليمان أبو غيث المتحدث باسم القاعدة.
ونفت ايران انها تحتجز الظواهري أو أبو غيث أو سعد بن لادن. ولكنها لم تعلق على سيف العدل.
والظواهري والعدل مصريان لهما صلة بتنظيم الجهاد في بلدهما. واذا كانت طهران تحتجزهما فعلا فقد تسلمهما للقاهرة.
وتقول وسائل اعلام عربية ان محادثات سرية تجري بين مصر وايران. وقال مصدر المخابرات الغربي انه يعتقد ان الايرانيين يبحثون تسليم مشتبه فيهم لمصر والسعودية واليمن.
ولد أبو غيث في الكويت ولكنها لا تعتبره الآن مواطنا كويتيا وقالت صحف ان الكويت رفضت أيضا تسلمه من ايران التي تبحث تسليمه لدولة ثالثة.
ويلاحظ أن واشنطن التي أثارت ضجة كبرى قبل بضعة أسابيع هادئة حاليا بخصوص وجود شخصيات من القاعدة في ايران وربما يعني هذا انها تأمل في انفراج.
قال جاري سيك كبير خبراء الشؤون الايرانية بالبيت الأبيض سابقا والرئيس الحالي لمعهد الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا بنيويورك «اذا كانت هناك حقيقة مفاوضات بين ايران ومصر أو السعودية فاعتقد انه من الحكمة أن تلزم الولايات المتحدة الصمت».
واذا كانت ايران تحتفظ بمتهمين بارزين من القاعدة فإنها ستواجه ضغطا هائلا يجعل من الصعب عليها الاحتفاظ بسرية أسمائهم لوقت طويل.
ولكن لا يمكن توقع حل قريب حسبما يقول سيك.
وتساءل «اذا كان الظواهري في ايران فهل هو هناك بمعرفة منظمة أو جماعة ما أو احدى مؤسسات الدولة وهل يعمل من أرض ايرانية.. وقد يكون أو لا يكون تحت سيطرة مؤسسة للدولة.
«وعادة عندما نتوصل الى الحقيقة فإنها ربما تكون أكثر تعقيدا مما كنا نظن».
|