Wednesday 9th july,2003 11241العدد الاربعاء 9 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

30/6/1390هـ - الموافق 1/9/1970م - العدد 309 30/6/1390هـ - الموافق 1/9/1970م - العدد 309
أسبوعيات شاب
بقلم - خالد الدخيل

قال: إن للزمن مرارة؛ قلت: وللمرارة مضاد لها هي: الحلاوة
قال: ولكن المرارة تشتد حنظليتها في وصلة قصيرة طويلة من عمر الإنسان.
قلت: وما عساها تكون تلك الوصلة؟ فأجاب: وهل تريد هذه من يسأل عنها، انها سن المراهقة.
أسبوعيات شاب
قلت: فعلا.. والسعيد من استطاع ان يحتمي بشاطئ الأمان من تلك الأمواج المتلاطمة.. والرياح الهائجة.. يا لها من حياة صاخبة.. مغلقة.. لقد عشتها.. ولا أزال أعيش في جزء منها.. ولكني سأكتب وريقات عن تلك الذكريات المرة.. سأكتب من وراء صحارى الضياع.. بعيداً عن اللهب المحرق.. وعن الأشواك.. والعقبات.. سأكتب وريقاتي على وريقات من الشجر.. وبحبر من قطرات المطر وبعود من أغصان الزهر.. فاقرأ ياصديقي والله معي.
«1»
نحن في رحلتنا مع الزمن نسير في درب طويل.. مجهولة نقاط النهاية للبشرية فيه.. طريق مفعم بالمصاعب.. مزروع بالأشواك.. ومزخرف بالصعوبات.. يكتنف الشقاء في جفاف جوه.. واليأس في حرارة شمسه وقروسة برده ومع ذلك فهو يحتضن الورود والرياحين في طراوة مناخه وجمال ربيعه.. وصفاء ينابيعه.. إنه درب يحتاج إلى عقل مدبر. وكما قال صاحبي ان للزمن مرارة وماهي إلا الارتباك بين مجاهل رحلتنا هذه! فلابد ان هناك حلاوة تستطيع ان تقضي على تلك المرارة وماهي.. إلا الحكمة في التصرف.. فابحث ياصديقي عن تلك الحلاوة في قطع عن «الشيكولاته» أو «الكاكاو» وثق بأنك لابد واجدها في زاوية من رأسك!!
«2»
صحيح ان للشمس لذة.. ومن بعد لذتها فائدة.. وإننا نحتاج إلى الشموع عندما تكتنفنا دياجير من الظلام معتمة.. وهذه أشياء من البديهة بمكان ولكننا لم نفكر في ان نصطحبها معنا خلال رحلتنا في صحارى الضياع.. وذلك لأن الضياع يعبر عن فقدان مقود القيادة عند الإنسان.. لذلك أحرقتنا الشمس ومزقتنا الأشواك في الظلام.. فشربنا من دمائنا.. ولم نعد نعي قيمة أوقات الفراغ.. وأصبحنا ننسب أسباب ضياعنا إليها.. مع انها مهمة ولابد منها في حياة كل فرد.. فلولاها لما رأينا هذه الاختراعات.. وقرأنا تلك المؤلفات.. الخ.. ولكن من فقد مقود القيادة لم يستطع كيف يتصرف ألم يقل لنا العقاد:
«أوقات العمل تملكنا.. ولكننا نملك أوقات الفراغ».
«3»
أخي الشاب: ألم ترتوي بعد من دموع الشقاء؟.. ألم تكل وأنت في متاهات لا نهاية لها ولا آخر؟.. ألم تعي بأن الأمل والثقة بالنفس هما الجسر الذي عن طريقه تستطيع ان تصل إلى أهدافك ومراميك؟ انها الحياة تريد العمل.. والمهمة والنشاط والطموح. لاحياة مع اليأس.. ولا يأس مع الحياة.
جثة هامدة لاحراك لها تلك الدمية المكتسية بلباس الاحياء وعقول محنطة تلك التي لا تحس مفهوم الحياة.. وسبل الانتصار.. والنجاح.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved