Wednesday 9th july,2003 11241العدد الاربعاء 9 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

علم على رأسه نار خالد السديري حب.. وفخر حبيبته غامضة.. وهمه رفيع (3-3) علم على رأسه نار خالد السديري حب.. وفخر حبيبته غامضة.. وهمه رفيع (3-3)
رثى أصدقاءه.. ورثاه الشعر والأدب

* كتب - زبن بن عمير:
ليس لي وانا اكتب آخر الحلقات عندي وليس في شعر وحياة النادر خالد بن أحمد السديري إلا ان أدعو الله العزيز الجليل ان يعلي منزلته ويرحمه ويغفر له..
أما ما أحمله تجاهه فلن تكفيه الأوراق ولن تتمكن منه المداد ولكن الحب.. والإعجاب.. أكبر
من أراد درساً في السياسة فله حياة أمير نجران..
ومن أراد درساً في فنون الحرب.. فله حياة السديري قائد الجبهة.
ومن أراد درساً في الأدب.. فله منزل الخالد وديوانيته الأدبية.
ومن أراد درساً في الشعر.. فله ديوان خالد بن أحمد شاعر الفصحى والعامي
ومن أراد درساً في الوفاء.. فليراجع مع سير الرجال منزل (أبا فهد) الذي كان يغص بهم من كل حدب وصوب.
ولكن الذي أقلقني في متابعتي البسيطة لحياة الأمير الراحل هو ذلك الهم العاصر لقلبه والذي أحياناً كثيرة ما يمزجه ليخفي معالمه بأنه هم العشق ولكنه ربما يكون نوعاً من عشق آخر كعشق (ساجر) مثلاً أو عشق يكون لحبيبة صعبة المنال لظروفٍ معينة.


عسى عين بكت مضنون عيني
تشوفه قبل حزات المنية

آمين.. ولكن لنتساءل معاً هل حصل ذلك؟
هل حصل على ما تمنى من نظرة بريئة ترد الروح وتحيي الأمل كلنا لاندري؟


معذِّبتي لا فرّق البعد بيننا
أجيبي كما عوّدتني عن سؤاليا!

بالفصيح.. بالعامي بكل لغات الدنيا سألها الوصل ولاندري.. من هي.. أو هل أجابت أم لا؟
ولكنها حتماً ليست ككل النساء فكتب لها بالفصيح..
وربما كان الوصل منها دواءً لعلته:


تطيب الأماني ساعةً بعد ساعةً
إذا كان من تهوى لسقمك ساقيا

ولكن ان رفضت تلك المعالجة فماذا يكون الطلب أو الحل:


إلي أعيدي صحتي.. ومسرّتي
وآمالي الكبرى وباقي شبابيا

(آمالي الكبرى) لاحظوا ذلك تطلعات.. وتوقعات.. لن تقع إلا في نفس رجل أبي .. شهم وكأنه قول الشاعر العربي:


وتكره نفسي كل عبدٍ مذللٍ
وقد كرهت حتى الطريق المعبدا

ربما كان كذلك.. وربما أقل.. وربما أكثر فمن يدري؟
ولكن الأكيد بأنه كما قال:


الله يعلم أنني واله.. قلقٌ
والهجر والبعد.. ابكاني.. وابكاك

العمر يجري.. ولايبقى في النفس إلا ما جبلت عليه من إيمان وزهد:


واليوم جنبت الهوى ودروبه
ورجعت أدور رحمة الغفار

توجه تام للخالق عز وجل سبحانه لماذا:


أرجيه يغفر زلتي وذنوبي
في ساعة ما تنفع الأعذار
وعساه يمحي لي جميع أخطائي
وعساه يكتبني مع الأبرار
آمين.. آمين.. آمين
هو مالك الدنيا وهو مولاها
وهو القوي.. القادر.. القهار

توحيد خالص بالخالق سبحانه.. وبأسمائه.. وصفاته.
دعاء لله عز وجل بالغفران والصفح، ربما نقول ماذا حصل بعد كل هذا الهم والألم غير المرئي تعالوا إلى ألم مرئي قاس وحتى الثلج يبرده الجرح ولايروى عطشاً ومع ذلك أدنى الشعر صديقه المخلص وكتب بقوة فارس.. وحكمة شيخ.. ووفاء أمير.
بالله شف لي دبرةٍ ياطبيبي
تراي منهوك الضماير بالاتعاب
لماذا؟


كنك موصي خادمك بتعذيبي
اضمى وعندي بارد الثلج ماذاب
فماذا فعلوا بك أيها النادر الرجل:
متى الجروح اللي جرحتوا.. تطيبي
امشي سليم بعد الحوادث والأسباب

فإذا تم ذلك إلى أين الوجهة والجهة (سؤال متأخر لتقدم إجابته ووقوعها):


ارجع لدارٍ طال عنها مغيبي
متشوقٍ لا ثمار قلبي والأحباب

كل هذا للوطن.. للحب.. للعشق:


الله لايسقي الزمان العصيبي
اللي رماني عن بلادي بالأجناب!!

مات خالد السديري الأمير الإنسان فرثاه الشعر والأدب وصدور الرجال.. والفروسية واعلام الوطن.
ولكلن اقرؤا رثاءه في أصحابه كيف كان وفياً لهم كريماً حتى في رثائهم:


مرحوم يامن غاب عنا خياله
والا فهو معنا.. بحسه.. وطرياه
غدت به الأيام واخفت ظلاله
ومن رافق الأيام ملزوم تاطاه

صديقه حاضر في خياله حتى لو أودعه بيديه القبر وأخذه مفرق الجماعات ثم اقرؤا توصياته لذلك القبر واطراءه لصديقه وثناءه عليه لا لشيء إنما لأن الوفاء هو شريان خالد السديري.. والحق قلبه:


ياقبر وارفق به وسوى نزاله
واليا شكى يا قبر.. فاسمع لشكواه

لصديقه يلاطف قبره ويرجوه لذلك وكأنه كتب هذا البيت بدمع عينه.. ونبض روحه من وفائه:


هذا عزيزٍ مايشح بحلاله
أوفى من الوافي.. بجوده وجوداه
كريم نفسٍ طيب الله فاله
في عالم الموتى سقى الله مثواه
هو فزعة المحتاج إلى قل ماله
وهو فزعة المسكين إلى عمست ارياه

اطراء لصديقه الذي عرفه اكثر من 50 عاماً لزبن بن عمير عندما أودعه قبره بكاه.. وأثنى عليه.. ورثاه.. واطراه..
لماذا؟
لأنه فقط الأمير خالد السديري
فأخذته يد المنون بعد صديقه بفترة ودفن في مسقط رأسه الغاط ولعلها كانت همه.. وعشقه.. فرثاه الشعر والشعراء.. وبكاه معشر الأدباء.
وقال الفصيح.. صاحب الشعر الصحيح.. محمد حسن فقي في رثاه:


وقالوا: مضى عنا فقلنا: لقد مضى
به جانب فذٌ.. من السلم.. والحرب
إذا ما استوى بين الرجال رأيته
أخا ثروةٍ في الفكر.. تغني.. وفي القلب
وبعض المنايا يستبد بأمةٍ
فيسلمها بعد الوقيعة.. للكرب
عن 40بيتاً فالشعر في كيفه لا بكمه..
ورثاه غير فقي كثر وفي الشعر الشعبي قالوا:
بعض النفوس تغيب ويغيب مجدها
وبعض النفوس تغيب ومجدها في مكانها
نادرين هؤلاء مثل أبا فهد...
على فقد (خالد) كم عيونٍ تهاملت
دموع حرارتها تحرق وجانها
وعلى فقد (خالد) كم قلوبٍ تراجفت
تراجف رعد سحبٍ تسابل غشانها

النهاية:


فقدناه لكن ما فقدنا محاسنه
على صفحة (التاريخ) يسطر بيانها
نعم.. «لايذهب العرف بين الله والناس»
ولاحظوا اين بقي صيته على صفحة التاريخ

كثيرون يريدون البقاء في أحد هوامش التاريخ ولكن سرعان ما يلفظهم التاريخ في سلة مهملاته..
مع أن (السديري الخالد) سعى له التاريخ لينال شرفاً في بعض صفحاته.
ليس للكلام مجال.. ولكل مقام مقال.. رحمك الله
أيها النادر.. المتواضع الوفي
رحمك الله ياخالد بن أحمد السديري
رحمك الله أبا فهد.. ياصانع المجد..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved