Wednesday 9th july,2003 11241العدد الاربعاء 9 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير محمد بن نايف وتوسيع مجرى الثقة! الأمير محمد بن نايف وتوسيع مجرى الثقة!
ناهد بنت أنور التادفي /عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

أتاح لنا الأستاذ علي الرابغي من خلال عموده «في الوقت الضائع» بجريدة «عكاظ» متعة الاطلاع على إحدى مناقب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مستشهداً بالرسالة التي وجهها لسموه أحد المواطنين بالمدينة المنورة يلتمس فيها مخاطبة السلطات الأمنية لكي يُرفع اسمه من القائمة المحظورة من مغادرة البلاد بعد أن حاول الخروج مراتٍ عدة عبر الموانئ الجوية للمملكة لكن سفره إلى البوسنة في وقتٍ سابق كان سبباً في حرمانه من مغادرة البلاد بحسب رؤية الجهات الأمنية التي ارتأت أن بقاء المذكور في بلاده أفضل له ولعائلته من الخروج في الوقت الراهن لاسيما وأن ملفه السابق من خلال التحقيقات يؤكد أن ذهابه لتلك البلاد كان بدواعي القتال بالمعارك التي دارت رحاها آنذاك من منطلق حماس الشباب ونزواته الطائشة، فهكذا جاءت الرسالة وبتصرفٍ في الصياغة طبعاً.
لكن هنا مربط الفرس فماذا تتوقعون كان رد الأمير محمد بن نايف على رسالة المواطن حيث كانت المفاجأة والدهشة التي عقدت لسان الشاب بل أسرته وأصدقائه ومعارفه ومجتمع طيبة الطيبة بأجمعه في خطوةٍ بالغة الرقي والسمو والرفعة لا تصدر بالطبع إلا من رجل الأمن الواعي والأمير والوفي الراعي والمسؤول ذي التعامل الراقي ممن يحرص على العدل والانصاف وهذه صفات الأمير الملازمة له وليس بمستغرب هذا من رجل عاش في كنف رجل الأمن الأول في هذا البلد المعطاء الأمير نايف بن عبدالعزيز وتشرب من مبادئه وقيمه وسلوكه ونهجه الذي يقوم على العدل والمساواة وإنصاف المظلومين وحفظ حقوقهم.
نعم قد كان الرد شافياً عبر برقية تلقاها الرجل صاحب الرسالة وهاتفه مسؤول كبير في مكتب سمو مساعد وزير الداخلية وأبلغه نيابة عن الأمير محمد بن نايف بأن الأوامر قد صدرت برفع اسمه من القائمة في الحاسب الآلي وأن له مطلق الحرية كمواطن في مغادرة البلاد متى شاء وفي أي وقتٍ أراد ومن أي مكان يبتغي فكل المنافذ مشرعة أمامه بل زاد الأمير على ذلك بقوله إنه يتمنى للمواطن سفراً سعيداً وطلب منه أن يدعو له بحكم جواره للحرم النبوي الشريف.
من المؤكد أن رد الأمير محمد بن نايف قد نزل برداً وسلاماً على رجل المدينة ومن تتبع ثناياه ونفح سطوره فإنه سيطلع على أدبٍ جم وتحفةٍ تربوية مجانية أهدانا إياها سموه عبر التعامل الرقيق مع صاحب سابقة أعلن اعتذاره ورجوعه إلى منطق الحق وقد عدل الرجل عن فكرة الارهاب ورجع إلى الحق، وبالطبع فالرجوع إلى الحق فضيلة لذا ما كان من الأوفياء حكام هذه البلاد حماة العدل والفضيلة إلا إعادة الثقة مرة أخرى والصفح عما مضى من تصرفات ليست سوية، ثم إن سمو الأمير الشاب محمد بن نايف استطاع من خلال هذا الإجراء أن يُعمق مجرى الثقة واليقين وان يُلغي أي مفاهيم خاطئة ليؤكد إنسانيته كمسؤول في جهاز حساس وخطير كجهاز الأمن.
قرأت هذه الرسالة وقارنتها بما اقترفته أيدي المجرمين في الرحاب الطاهرة وما أرادوا القيام به من تخريب في طيبة الطيبة وما خططوا له من نقل إرهابهم العابث إلى مكة المكرمة وربطت ذلك بعفو ولاة الأمر الدائم عن أصحاب السوابق الذين أعلنوا إقلاعهم عن التمادي في الخط غير المستقيم فعاد كثير منهم إلى رشدهم وبقى آخرون في غيهم يعمهون.
بقي علينا أن ندرك أن القصة التي عايشنا وقائعها في المدينة المنورة تُعد واحدة من مئات بل آلاف الحالات التي تحل على أيدي سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لكنها تتم بالخفاءِ ووراء جدران الصمت والسكون الرهيب ومن منطلق قضاء حوائج الناس بالكتمان ولولا أن تبرع صاحب القضية بسردها لما وصلت إلينا هكذا حكاية عطرة تذكرنا بعهد الصحابة والسلف الصالح، فإلى سيدي الأمير محمد بن نايف المجد في العلياء ولتبق سيرته نبراساً يضيء لنا عتمات الليل والظلم البهيم.

الرياض - فاكس: 014803452

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved