Wednesday 9th july,2003 11241العدد الاربعاء 9 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رأى اقتصادي رأى اقتصادي
حوار الاقتصادات
د. محمد اليماني

شهد الاقتصاد الامريكي في الاشهر الأخيرة انخفاضا غير مسبوق في معدلات الفائدة، اذ وصلت الى ادنى مستوى لها منذ خمسة وأربعين عاما، وهي لا تزال مرشحة لمزيد من الانخفاض الذي قد يصل بها الى الصفر او الى ان تكون بالسالب، مما يعني ان البنوك لن تقوم باعطاء المودعين لديها فوائد على ودائعهم، وربما طالبتهم بدفع اجور او مبالغ مالية مقابل قبول ودائعهم لديها.
وبعيدا عما يعنيه هذا الانخفاض الكبير في معدلات الفائدة الاسمية والحقيقية والمستوى المتدني التاريخي الذي وصلت اليه من عدم فعالية احد اهم الاسلحة التي يمتلكها الاقتصاد الامريكي لمعالجة مشاكله الاقتصادية، فان هناك العديد من التساؤلات التي تثور حول الوضع غير التقليدي الذي يمكن ان يوجد فيما لو انخفضت اسعار الفائدة الى الصفر او اقل منه. وأحد اهم هذه التساؤلات هو عن ماهية الآلية التي يعمل او يدار بها الاقتصاد في ظل غياب الفائدة التي هي العمود الفقري للاقتصاد الرأسمالي، خاصة وانه ينظر الى المستوى المتدني جدا لاسعارها على انه ضروري لعلاج المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الامريكي.
مما لاشك فيه ان هذا الواقع فيما لو وجد سيكون وضعا غير تقليدي بالنسبة للاقتصادات الرأسمالية من حيث الجانب، العملي، اما من حيث التنظير فهو ليس بجديد اذ ان هناك الكثير من الدراسات والكتابات التي تغطي هذا الجانب وكل ما يحتاجه الاقتصاديون الغربيون هو اسقاط الواقع النظري على الواقع التطبيقي مع اجراء التعديلات التي يستلزمها واقع الحال وتمليها ظروف التطبيق.
ويصبح التساؤل السابق اكثر غرابة عندما يصدر من بعض المهتمين المسلمين، الذين يجاورون الغربيين في تصورهم عدم امكانية وجود اقتصاد بدون فائدة، بل ويطالبون بضرورة التفكير في دراسة الوضع وايجاد الحلول المناسبة لهذه النازلة قبل وقوعها تجنبا لما يترتب عليها من آثار سلبية ومنعا لتعطل آليات الاقتصاد وادوات عمله.
ومما لاشك فيه ان من بدهيات الاقتصاد الاسلامي حرمة الربا شرعا، وبناء عليه فان سعر الفائدة مساو للصفر في جميع الاحوال، وهذا هو السعر الذي يعمل وفق الاقتصاد الاسلامي.
ليس هذا فحسب، ففي نظر الاقتصاد الاسلامي ان وجود الفائدة وليس غيابها سبب لكثير من العقوبات الدنيوية وبعضها اقتصادي والاخروية التي تقع على الفرد والمجتمعات وذلك بنص القرآن والسنة.
وربما كان التساؤل الانسب والحالة هذه ليس عن كيفية عمل الاقتصاد بدون وجود سعر فائدة موجب بل عن كيفية الاستفادة من الآليات التي يتوافر عليها الاقتصاد الاسلامي للتعامل مع الوضع الجديد في الاقتصاد الرأسمالي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved