Wednesday 9th july,2003 11241العدد الاربعاء 9 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
شاطئ نصف القمر
هدى بنت فهد المعجل

في فترة مضت، لم يكن شاطئ نصف القمر يستهويني، للفوضى العارمة التي ابتلي بها من جراء شباب أتوا من مناطق عدة اتخذوه، خلال إجازة الربيع، مخيماً لهم يمارسون فيه لهوهم، وعبثهم، طهيهم، ونومهم، حيث ترى الخيام وقد تراصت بجانب بعضها البعض بطريقة حجبت مساحة الشاطئ الشاسعة، ليس في الجزء المخصص للعزاب وحده، بل ولقسم العوائل نصيباً من احتلالهم الشبابي.
وربما ساعد وضع الشاطئ، وانفتاحه على أن يتمددوا بخيامهم لمساحة أرحب، وأوسع ليصبح الشاطئ بذلك ملكاً لهم خلال أيام الأعياد، والعطل الرسمية، وعطلة الربيع... وعلى من يأتي بعائلته أثناء هذه الأوقات أن يتخذ له مكاناً قصياً، مفترشاً التراب الرطب، ومستقبلاً الخيام بما فيها من عبث، وفوضى شبابية، أو الشارع العام ليحصي عدد السيارات العابرة..!!
فليس من السهل (وقتها) الوصول للشاطئ، والاستمتاع بمنظره البديع، ونسيمه العليل، وروعة القوارب وهي تمخر عباب البحر مقلّة المصطافين.
كل ذلك كان سبباً في عدم حرصي، وغيري كثيرون على ارتياد شاطئ نصف القمر، والاستعاضة عنه بكورنيش الدمام، وكورنيش الخبر، والواجهة البحرية به.. حتى كدنا أن ننسى الطريق المؤدي للشاطئ نفسه..
وعندما بلغني مؤخرا أن تحسينات أحدثت في الشاطئ، تشجعت لرؤية تلك التحسينات، وما إذا كانت تخدم العوائل راغبة التنزه في أماكن متفرقة، ومتنزهات، وليس متنزهاً واحداً فقط.
عزمت على زيارة الشاطئ.. أعددنا متطلبات النزهة المعتادة.. استقللنا السيارة.. السائق لم يسبق له أن توجه بنا للشاطئ.. لذا كان علينا أن نسأل عن الطريق المؤدي الى الشاطئ مباشرة (فكل الطرق تؤدي إلى روما).
قد تعجبون لأمري، من سكان مدينة الدمام وتجهل طريق شاطئ نصف القمر!
ولكنها الحقيقة، لأن وضع الشاطئ (كما قلت) لم يعد يستهويني، ولكنه الآن أغراني لزيارته، لما سمعته عنه.
قطعنا الطريق المؤدي إليه معتمدين على السؤال..
آآآه، تذكرت، هو نفسه الطريق، بسكة الحديد القاطعة له..
أكثر من مرة أقفل علينا الطريق عندما يتلقى المراقب خبر مرور إحدى القاطرات..
كانت متعتنا رؤية القاطرات تعبر ونحن منتظرون.. ولكن خيبة أمل الصغار هذه المرة أكبر من خيبة أملنا حينما كنّا صغاراً، أو ربما توقعت ذلك، فلم يعبر قطار ونحن سائرون باتجاه الشاطئ.
عبرنا الطريق.. اتخذنا المسار الأيمن.. (مدينة الأمير محمد بن فهد الترفيهية) ما زالت على وضعها.. مع ظهور عوامل التعرية عليها، وقلّة المرتادين لها.
أمامنا لوحة تشير إلى أن الاتجاه الأيمن لمرتادي الشاطئ من العزاب، والاتجاه الأيسر للعوائل..
قصدنا الاتجاه الأيسر.. لاحت لنا فلول الشاطئ.. بدت لنا جلسات أرضية مظللة حديثة الإنشاء صممت على هيئة نصف دائرة تقريبا، تضم أكثر من جلسة خلفها مسطحات زراعية بالإمكان الجلوس عليها، ورصيف واسع، وممرات للسيارات ومواقف لكل مجموعة جلسات..
ركّنا السيارة في موقف خاص، ثم توّجهنا بحثاً عن جلسة خالية..
كان أمامنا عدة أماكن مهيأة للجلوس.. المسطحات المزروعة، الجلسات، بقرب الشاطئ.. ولا خطورة على الأطفال من السيارات، أو من الضياع بعد هذه التحسينات الجديدة.
لا أثر لفوضى السيارات، بعد ان اصبح لكل مجموعة جلسات مواقف خاصة ميسرة، وقريبة، ومنظّمة..
بإمكان الزائر، والمصطاف أن يستمتع وعائلته في أي مكان أراد بدون مضايقات.. وليس للعزاب الآن مجال لأن يستأثروا بالشاطئ، فالمساحة المرصوفة، بجانب الشاطئ، والمصبوبة، والمبنية تحول دون شغلها بالخيام، وهذا ما كنا نريده من الجهات المسؤولة.
لأن لشاطئ نصف القمر جمالاً، وخصوصية لا نستطيع أن نعوضها بغيره.. ولكن..!!
ومع الجهد المبذول، والواضح في هذا الشاطئ من قبل الدولة إلا أن فئة من المرتادين ما زالوا لا يحسنون التعامل مع معالم بلادهم، والمتنزهات.. فالخربشات المتكررة بالطباشير، والأقلام الفلوماستر، والبخاخات شوّهت المكان، وخلفية الجلسات، وحداثتها.. بجانب مخلفات الأطعمة، والمعلبات، وما شاكلها المرمية في جهة جانبية من داخل الجلسات قد ينفر الزائر، ويجعله يعرض عن الجلوس بها تقززاً كما أعرضنا!!

فاكس: 8435344 03
ص. ب 10919 الدمام 31443

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved