Wednesday 9th july,2003 11241العدد الاربعاء 9 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركاز مركاز
هوس القوارير
حسين علي حسين

إن من حصنوا أنفسهم ضد المياه القادمة من المصلحة، بتركيب الفلاتر الصغيرة، والكبيرة وتلك التي بإمكانها تغذية فندق أو عمارة، لم يستخدموا هذه المياه المفلترة للشرب، ولكنهم في الغالب كانوا يستخدمونها للغسيل والاستحمام، أما الشاي والقهوة والطبخ، فلا تليق به مياه الفلتر أو مصلحة المياه في وجود عشرات الأنواع من القوارير، التي تزغلل العيون في محلات السوبر ماركت أو في الاعلانات، في تلك الشاحنات التي تطرق باب منزلك لتزودك في أوقات محددة بقوارير أو جوالين ضخمة، معبأة بالمياه الصحية «هكذا يسمونها ونسميها معهم» ومن شدة اقبال الناس على هذه المياه، أصبحت شركاتها أو مصانعها، تضاهي شركات المياه الغازية، وما يقصر عنه الصانع المحلي، يكمله الصانع اللبناني والاماراتي والعماني والبحريني والفرنسي، وهناك صناع يقدمون لنا مياه مأخوذة - كما يقولون أو يكتبون - من النبع الصافي، وهذه المياه غالبا ما تأتي من فرنسا أو لبنان، وأسعار هذه المياه المستوردة عالية، ومع ذلك فإن هناك من يخزنها بالصناديق باعتبارها من المواد الاستراتيجية، التي تحمينا من مصلحة المياه حتى بعد أن تمت فلترتها!.
وهذا الهوس بالقوارير سوف تجده في كل مكان، فالمطاعم والمقاصف والدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة، كلها تقدم الى جانب الشاي والقهوة، قارورة مياه معبأة، لا أحد يستخدم للشرب مياه المصلحة أو المياه المعالجة داخليا، أصبحنا فجأة من أسرى هذه القوارير، ولم ينقذنا من هذا الأسر، جولات بعض البلديات على مصانع أو محلات تعبئة هذه المياه، التي اكتشفت ان هذه المياه التي يجب ألا يطلق عليها مياه صحية، لأن هذه المياه تفتقر الى بعض المكونات التي تجعلها صحية فعلاً، مثل خلو بعضها من الأملاح، بل ان العديد من شركات تعبئة هذه المياه وجد أنها تفتقر الى الرقابة في تنقية المياه وتعبئتها وتخزينها، ولم يستبعد بعض المختصين في المياه أن تكون بعض شركات التعبئة تعتمد مثلما يعتمد في المنازل على فلاتر عادية، غير خاضعة للاشراف الصحي.
والسؤال الآن لماذا انتشرت مياه القوارير، ولماذا أصبحنا لا نثق في مياه المصلحة، بل إننا لا نثق في المياه التي نقوم بفلترتها في منازلنا؟ والسؤال أيضا هل القوارير مختلفة فعلا عن المياه القادمة من المصلحة أو المفلترة، وما هو الفارق بين المائين؟ خاصة ونحن نعرف أن القول بأفضلية مياه القوارير ونقائها وسلامتها الصحية معناه تضرر شريحة مهمة من عامة الناس لا تقدر على شراء الفلاتر أو القوارير!!.
وسوف يظل الهوس القواريري طالما غابت النوعية أو المكاشفة، بسلامة الماء الذي نستقبله من المصلحة.. لكن في هذه الأيام اللاهبة، قلت مياه المصلحة، وأصبحت تأتي على أوقات متباعدة، وإذا أتت فإنها لا تروي الغليل، والخوف ليس فقط من كون المياه المعبأة صحية أولا، الخوف أن يكون اعتمادنا كلياً عليها، إلا إذا قامت وزارة المياه والكهرباء بخطوة حديثة تبقي ماءنا في خدمتنا أطول مدة ممكنة بدلاً من استهلاكه أو تدميره بواسطة مزارع الأعلاف ومصانع أو مزارع الألبان.

فاكس: 4533173

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved