Saturday 28th june,2003 11230العدد السبت 28 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عندما تواجه الكلمة طرقاً وعرة عندما تواجه الكلمة طرقاً وعرة

يدور في خلد الكاتب احياناً افكار ربما يستقيها من الواقع المعاش او من خلال استقرائه لقضية معينة قد تتطلب البحث والتنقيب والتمحيص والاحاطة بجميع جوانبها، لتتبلور في ذهنه ويقوم باعداد الصيغة المناسبة، فيأذن لها بالنزول على الورق ليسوقها مترادفة كلمة تردف الاخرى، وانطلاقا في هذا الاتجاه فان تحري الدقة من الاهمية بمكان، والكلمة سلاح ذو حدين اي يمكن استخدامها للبناء ويمكن استخدامها للهدم ايضاً، وهذا مقرون بطبيعة الحال بعدة عوامل منها: صحة وسلامة الهدف وكذلك التوقيت المناسب واختيار الوسيلة المناسبة للوصول الى الهدف بيسر وسهولة. فالكلمة الصحيحة في السياق الخطأ او الكلمة الخطأ في السياق الصحيح فكلاهما ستؤدي للنتيجة نفسها. واستفزاز القارئ ليس بالامر الصعب بيد ان الحصول على قناعته هو الاصعب، والقارئ فطن ويفهم ما يراد بين السطور حتى وان بلغ الكاتب من الحيلة والدهاء ما يعتقد بأنها ستمكنه من التخلص والتملص، الا انه حتماً سينكشف، واذا كان الطرح يتطرق الى قضية حساسة وتهم المجتمع بشكل عام فان على الكاتب في هذه الحالة توخي الحرص والحذر وعدم الخوض في امور قد توقعه بدون قصد في المحظور وتؤلب عليه القراء وهو على فعل ذلك غير مجبور، فاذا لم ترافق الكتابة الحكمة «ورأس الحكمة مخافة الله» فان الطرح سيولد خديجا وغير مكتمل النمو وحتماً لن يستمر بانتفاء الاساس فلا بناء بدون اساس، حتى وان كانت العواميد قوية وصلبة فان هذه البناء لا يفتأ ان يتهاوى مع اول هبة ريح خفيفة قال الشاعر:


هذي الكتابة دين انت غارمه
كل بما سطرت يمناه مرتهن

ومن نافلة القول ان الابحار في الاعماق يتطلب معرفة دقيقة بالعوم، لكيلا يغرق الكاتب ويغرق الآخرين معه ويحوم حول دائرة يكتنفها الغموض من كل جانب ويلاحقها الشك حتى وان كان في ثنايا مقالته قول صائب، فالحكم غالباً يكون على الظاهر ولا يعلم بالسرائر الا الخالق سبحانه وتعالى، والدبلوماسية في الكتابة وهذا المصطلح الذي ما احوجنا الى تأصيله وتفعيلة والمتمثل في بلوغ الهدف بسلامة المنطق وحسن الحوار المقنع والهادف، وما يلاحظ حقيقة من لدن بعض القراء ومن خلال استشفاف الردود هو الاساءة بالظن حتى يثبت العكس مع ان المفترض هو حسن الظن حتى يثبت العكس ولذلك قيل المتهم بريء حتى تثبت ادانته ولم يقل بان المتهم مدان حتى تثبت براءته. فتغليب حسن الظن على سوئه امر حتمي وحث عليه ديننا الحنيف. قال تعالى: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا إن جّاءّكٍمً فّاسٌقِ بٌنّبّأُ فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ فّتٍصًبٌحٍوا عّلّى" مّا فّعّلًتٍمً نّادٌمٌينّ } [الحجرات: 6]
حمد عبدالرحمن المانع /الرياض 11481 ص ب 3694

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved