فلسطين بين التهدئة والتصعيد

إصرار الجانب الفلسطيني على التهدئة وعلى انجاز اتفاق أمني يقابله تصعيد إسرائيلي ملحوظ ومحاولات لا تهدأ من قبل حكومة شارون لاستدراج الفلسطينيين إلى دائرة الهجمات والهجمات المضادة بغرض طمس معالم السلام..
وعلى مدى يومين تواترت التصريحات الفلسطينية المتفائلة بامكانية التوصل إلى هدنة تؤدي إلى وقف العمليات ضد إسرائيل فيما تحدثت المصادر الرسمية الفلسطينية عن إنجاز الاتفاق الأمني الذي تنسحب إسرائيل بموجبه من بيت حانون وبيت لاهيا في قطاع غزة وبيت لحم في الضفة الغربية.
هذا الاندفاع الفلسطيني القوي باتجاه التهدئة ترد عليه إسرائيل بقتل المزيد من الفلسطينيين، وفجر أمس فقط قتلت أربعة شبان بعد أن هدمت منزلهم على رؤوسهم وذلك خلال هجوم بالدبابات والمروحيات على قرية في قطاع غزة.
وعلى الرغم من أن خطط السلام الحالية لا تلبي سقف المطالب الفلسطينية فقد رضي الفلسطينيون التعامل بالحد الأدنى من المطالب من أجل الخروج من دوامة العنف والعنف المضاد وهم يرون الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها أبناء شعبهم والتي تتفاقم يوماً بعد الآخر.
ويعني التصعيد الإسرائيلي في مقابل التهدئة الفلسطينية أن الإسرائيليين يسعون إلى الحصول على المزيد من التنازلات من الجانب الفلسطيني..
وفي مثل هذه الأجواء والتهديدات القائمة فإن اظهار التنازلات من قبل بعض الفلسطينيين مثل الحملة التي ظهرت مؤخراً والتي تعرض اسقاط حق العودة مقابل ازالة المستوطنات إنما تعزز الموقف التصعيدي الإسرائيلي حيث يعتقد الاسرائيليون أن المزيد من الضغوط ستؤدي إلى المزيد من التنازلات وهم سيواصلون هجماتهم العدوانية لتدمير السلام أو كسب تنازلات جديدة.