شركة الراجحي المصرفية للاستثمار شركة رائدة في إدارة صناديق الاستثمار الإسلامية حيث تلعب صناديق الاستثمار دوراً هاماً في تشجيع صغار المستثمرين في تنمية رؤوس أموالهم والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق الداخلية والأسواق الخارجية التي يصعب على هؤلاء المستثمرين ولوجها وذلك على ضوء الأهداف الاستثمارية للعميل،بحيث يكون العميل مدركاً للمخاطر التي تصاحب العائدات المستهدفة، وفي حديث حول هذا الموضوع كان ل (الجزيرة) لقاء مع نائب المدير العام لشركة الراجحي المصرفية الأستاذ فهد العبدالله الراجحي وكان هذا الحوار:
* شركة الراجحي من أوائل البنوك التي جعلت صناديق الاستثمار موافقة للشريعة فهل ساهمت هذه الأولوية في بلورة مفهوم الاستثمار وفق ضوابط تنأى عن الشبهات؟
- في الواقع أن جميع منتجات الشركة الاستثمارية والمصرفية تخضع للهيئة الشرعية بالشركة التي تدرس وتجيز هذه المنتجات، وبالنسبة للاستثمار وخاصة صناديق الاستثمار فإنها تخضع لعدة معايير شرعية منها نشاط الصندوق فمثلاً صناديق المتاجرة العالمية يجب أن تكون السلعة حلال التعامل فيها وتكون صيغة التعامل محل العقد مجازة شرعاً، وبالنسبة لصناديق الأسهم يجب أن يكون نشاط الشركة التي يتم اقتناء أسهمها مجازاً شرعاً، ولا تزيد القروض والفوائد الدائنة بهذه الشركات عن نسبة معينة. ومن ناحية أخرى قد تتغير ظروف الشركة بعد تملك أسهمها وعليه يتم المتابعة الدورية وتصحيح الأوضاع، كما يتم تطهير الأرباح المستلمة للصندوق مما قد يشوبها من أرباح غير شرعية وذلك كله في ضوء التعليمات الصادرة من الهيئة الشرعية للشركة.
* لو تفضلتم ووضحتم لنا ما هي معايير شركة الراجحي عند إنشاء صناديق استثمارية جديدة.
- لدى الشركة مجموعة من المعايير يتم تطبيقها عند إصدار أي صندوق جديد ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
* الجدوى الاقتصادية من إنشاء الصندوق.
* سهولة وفهم طرق الاستثمار.
* تقييم واختيار مستشار الصندوق إذا كان هناك حاجة لذلك.
* الإجازة الشرعية للصندوق من الهيئة الشرعية بالشركة.
* موافقة مؤسسة النقد العربي السعودي.
* الشفافية مع العملاء بالتعريف بالعائد المتوقع والمخاطر التي تكتنف هذا النوع من الاستثمار وشروط التعامل في الصندوق.
* أي أنواع الصناديق الاستثمارية قصيرة الأجل أم المتوسطة أم الطويلة هي الأفضل للاستثمار ولماذا؟
- بداية يجب أن نعرف أن الاستثمار هو توظيف الأموال بغرض الربح، وتقوم صناديق الاستثمار بهذا الدور، وحيث أن الاستثمار بالصناديق المشتركة طويل الأجل بشكل عام ولكنه يكتنفه العديد من المخاطر التي تتناسب مع العائد المحقق، ويتوقف ذلك على نوع الصندوق، فصناديق الاستثمار التي تعمل في المتاجرة العالمية مثل صناديق المضاربة بالبضائع التي تديرها الشركة تناسب العملاء الذين يفضلون استثمارات قصيرة الأجل لانخفاض نسبة المخاطرة لأقل حد ممكن، وتعد الصناديق المتوازنة والتي تجمع بين الأسهم والبضائع متوسطة الأجل مثل صندوق الراجحي المتوازن الأول والثاني هما مناسبان لاستثمارات متوسطة الأجل، أما صناديق الأسهم كقاعدة عامة هي قنوات استثمار طويلة الأجل حيث أثبتت الإحصاءات تفوق أداء الأسهم في الأجل الطويل على باقي الاستثمارات في السندات وأسواق النقد وغيرها. وتقدم الشركة العديد من الصناديق التي مجال عملها الأسهم منها صندوق الراجحي للأسهم المحلية، وصندوق الراجحي للأسهم العالمية، وصندوق الراجحي للأسهم العالمية الصاعدة، وصندوق الراجحي للأسهم الأوروبية.
* ما هي العوامل والاعتبارات المحلية والدولية التي يجب أخذها بالحسبان قبل الدخول في صندوق استثماري معين؟
- هذا سؤال جيد.. إن الكثير من العملاء ينظرون للاستثمار من منظور واحد وهو العائد دون أخذ العوامل الأخرى في الاعتبار وبعد فترة يكشف العميل انخفاض قيمة استثماراته وخاصة في الأجل القصير، ونصيحتي لعميل الاستثمار أن يحدد أولاً أهدافه الاستثمارية من حيث العائد المتوقع والمخاطر التي يتحملها، مدة الاستثمار قصير أم طويل الأجل. مدى الحاجة إلى السيولة في المدى القصير، كما يجب أن ننظر أيضاً إلى ظروف العميل لتأثير ذلك على القرار الاستثماري منها مدى ملاءة العميل، عمر العميل، مصادر الدخل، موظف، رجل أعمال، أرملة.. إلخ، الخبرة السابقة في مجال الاستثمار، تنويع العميل لمدخراته الاستثمارية.
* إذن فكيف يتم مساعدة العميل لاختيار الصندوق المناسب له في ضوء ما ذكرت من معايير؟
- تدرك الشركة أن تحديد العميل للهدف الاستثماري عملية صعبة وخاصة إذا كان العميل ليس لديه خبرة بالمجالات المختلفة لصناديق الاستثمار وهنا يكمن دور الشركة إذ تقوم بتقديم المشورة للعميل لمساعدته على تحديد أهدافه الاستثمارية، فالعميل محدود الدخل وليس لديه القدرة على تحمل المخاطر بالإضافة إلى العملاء الذين يرغبون في سحب جزء من استثماراتهم لتوفير السيولة، هذه الشريحة من العملاء يفضل لهم الاستثمار في صناديق المضاربة بالبضائع لانخفاض المخاطر ويكون عائد هذه الصناديق يتوافق مع العائدات السائدة في الأسواق العالمية.
أما إذا كان العميل يتسم بالملاءة المالية وله قدرة على تحمل المخاطر ويفضل استثمارات طويلة الأجل ويتمتع بتخطيط جيد لإدارة السيولة فصناديق الاستثمار في الأسهم تناسب هذه الشريحة إذ يمكن توجيه استثماراتهم إلى واحد أو أكثر من صناديق الراجحي التي تعمل في الأسهم المحلية، أو الأسهم العالمية، أو الأسهم العالمية الصاعدة، أو الأسهم الأوروبية.
أما العملاء الذين يفضلون استثمارات متوازنة أي تجمع بين المخاطر العالية والمخاطر المنخفضة وذلك للحد من تأثير التقلبات التي تشهدها الأسهم فيمكن لهم الاستثمار في صناديق الراجحي المتوازنة، فصندوق الراجحي الأول هو صندوق متحفظ لأن مساهمة الاستثمارات في البضائع تفوق نسبة مساهمة الأسهم، بعكس الصندوق المتوازن الثاني الذي يعد صندوقاً طموحاً تتفوق فيه نسبة الأسهم إلى البضائع ويناسب العملاء الذين يفضلون عائدات أكبر من البضائع وأقل من الأسهم بنسبة مخاطر محددة.
* في صناديق المتاجرة بالأسهم أيهما الأفضل المحلية أم الدولية مع توضيح السبب؟
- كما أوضحت أن اختيار الصندوق يعتمد على قرار العميل في ضوء أهدافه الاستثمارية وفي كل الأحوال يجب أن يقوم العميل بتنويع استثماراته للحد من المخاطر فمن الأفضل توزيع الاستثمارات بين الأسهم المحلية والأسهم العالمية مع العلم أن الاستثمار في الأسهم استثمار طويل الأجل لمدة تزيد عن ثلاث سنوات، ولا يجب النظر إلى التذبذبات التي تحدث في الأجل القصير.. ويجب أن يكون العميل مدركاً ومتفهماً لذلك ولديه القدرة على تحمل المخاطر التي قد تصاحب الاستثمارات المشترك فيها.
* ماذا تقول للقارئ الذي لم يتعرف بعد على صناديق الاستثمار وهل من نصيحة لعميل يريد أن يستثمر مبلغاً محدداً في حدود عشرة ألف ريال؟
- إن صناديق الاستثمار تم إنشاؤها لصغار العملاء الذين لا يملكون الخبرة لاستثمار أموالهم بأنفسهم، وأيضاً محدودية حجم المدخرات التي لا يمكن أن تستثمر بشكل منفرد، لهؤلاء العملاء تم إنشاء صناديق الاستثمار لتلبي رغباتهم الاستثمارية، فالصندوق الاستثماري عبارة عن برنامج استثماري لتجميع المدخرات واستثمارها بناء على أهداف محددة لصالح عملاء الصندوق، وتقوم شركة الراجحي بدور مدير الصندوق الاستثماري، ويتمتع الصندوق الاستثماري بمزايا عديدة بالمقارنة بالاستثمار عن طريق العميل، ومن هذه المزايا الخبرة في إدارة الاستثمار وإمكانية الاستعانة بمستشاري استثمار وخاصة في الاستثمارات الخارجية، اقتناء التكنولوجيا والكوادر البشرية المدربة، المعرفة بالأسواق والفرص الاستثمارية العالمية، تحقيق مرونة عند السحب من هذه الاستثمارات بأقل تكلفة، قطعاً هذه الإمكانيات توظف لصالح عملاء صناديق الاستثمار لتحقيق أفضل العائدات بأقل المخاطر.وبالنسبة لهذا العميل من الواضح أن مدخراته محدودة فمن الأفضل له توجيه استثماراته إلى صناديق الراجحي التي تعمل في المتاجرة في البضائع في الأسواق العالمية لانخفاض المخاطر حيث لم تحقق هذه الصناديق أية خسارة منذ إنشائها عام 1990م.
* تقوم الشركة بإدارة بعض الصناديق الموجهة لشريحة من المجتمع هي السيدات والأطفال، ما هي الأهداف من إنشاء هذه الصناديق وهل تختلف عن الصناديق الأخرى وهل حققت أغراضها؟
- في الواقع أن صناديق الراجحي للاستثمار يمكن الاشتراك فيها من الرجال والسيدات على حد سواء، ولكن فكرنا في إنشاء صندوق خاص للسيدات يلبي تطلعاتهن الاستثمارية ويناسب دخلهن ويشجعهن على الاستثمار وخاصة في الأسواق العالمية ولكن بمخاطر محسوبة، من هذا المنطلق تم إنشاء صندوق الجوهرة النسائي في عام 2001م كصندوق يستثمر في البضائع والأسهم، مع إتاحة الاستثمار المنتظم شهرياً وإمكانية السحب الشهري عند الاحتياج للسيولة، وقد حقق صندوق الجوهرة النسائي أداءً جيداً منذ الإنشاء وصل إلى 18%.ومن ناحية أخرى اهتمت الشركة بالأبناء عماد المستقبل، وتم إنشاء صندوق ولدي في ذات العام 2001م لتشجيع الآباء على الاستثمار لصالح الأبناء لإدخار مبالغ محدودة يمكن أن تشكل رأسمال في المستقبل يوجه لأغراض التعليم أو الزواج أو اقتناء أصل عندها يصل الأبناء لسن الشباب بما يطلق عليه التخطيط المالي لاحتياجات الأسرة في المدى الطويل ويتم استثمار هذه الأموال في استثمارات متوازنة بين الأسهم والبضائع وتحقيق نمو للاستثمارات في الأجل الطويل، وقد حقق صندوق ولدي معدل أداء بلغ 16% منذ الإنشاء ، ويتميز هذا الصندوق بإمكانية الاستثمار المنتظم بالإضافة إلى صغر مبلغ الاشتراك الذي يصل إلى 200 $ ، مع إمكانية السحب الشهري عند الحاجة إلى سيولة.
* كما هو معلوم أنه يتم سنوياً مسابقة بين صناديق الاستثمار السعودية والتي تنظمها مؤسسة النقد العربي السعودي لتعريف المستثمر بصناديق الاستثمار فما هو نصيب الشركة من هذه الجوائز لهذا العام؟
- لقد حصدت الشركة 8 جوائز هذا العام فقد حصل صندوق الأسهم الأوروبية على المركز الأول على صناديق الأسهم الأوروبية، في حين فاز صندوق الراجحي المتوازن الأول بالمركز الأول على فئة صندوق الصناديق، كما فاز صندوق الجوهرة النسائي بالمركز الثاني.
* يزداد الوعي الاستثماري بشكل مطرد فما هي الجهود التي تبذلها شركة الراجحي لتشجيع العملاء على الاستثمار في صناديق الراجحي الاستثمارية؟
- تنتهج الشركة استراتيجية تعتمد على محورين بهدف التشجيع وجذب العملاء الذين لديهم الرغبة في الاستثمار، المحور الأول تعميق استخدام التكنولوجيا وتطوير وتبسيط الإجراءات والمحور الثاني تيسير التعامل مع الصناديق.بالنسبة للمحور الأول يتم استخدام خدمة الهاتف المصرفي التي تمكن العميل من التعرف على أرصدته الاستثمارية، كما تم الاستفادة من شبكة الإنترنت حيث لدى الشركة موقع يضم كافة خدماتها بالإضافة إلى موقع خاص لعملاء صناديق الاستثمار، حيث يقدم هذا الموقع خدمة التعامل مع الحساب الاستثماري للصناديق والاستفسار وغيرها من الخدمات، طبعاً من أي مكان وعلى مدار الساعة، دون تكبد عناء الانتقال إلى فروع الشركة لإنهاء المعاملات.كما تسعى الشركة في الوقت الراهن لإتاحة التعامل مع صناديق الراجحي الاستثمارية من أي فرع من فروع الشركة وعدم قصر الخدمة على فروع محددة، وبصفة عامة يمكن للعملاء الاتصال على مديري العلاقة للإجابة على استفساراتهم عن حركة الحساب وأداء الصناديق.
المحور الثاني والخاص بتبسيط التعامل بالصناديق تم تخفيض الاشتراك في صناديق وهي في حدود 2000$ عند بداية الاشتراك و 1000$ عند الاشتراك الإضافي، وتطوير صناديق البضائع ليكون الاشتراك والاسترداد بها بشكل يومي بعد أن كان أسبوعياً. وهذه الجهود بهدف تشجيع العملاء على الاستثمار والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة سواء بالأسواق المحلية أو الأسواق العالمية وتوفير تشكيلة متنوعة من الصناديق تلبي التطلعات الاستثمارية المختلفة لعملاء الاستثمار الحاليين والمرتقبين.
* تشهد أسواق الأسهم المحلية طفرة كبيرة في أداء السوق فكيف يتمكن المستثمر محدود الدخل والخبرة من الاستفادة من الاستثمارات المحلية في الأسهم؟
- عندما نقوم بتحليل سوق الأسهم المحلية نجد أن السوق حقق أداءً جيداً فقد ارتفع مؤشر السوق بنسبة 25 ،42% من أول العام وحتى 17/6 ، فكيف للمستثمر عديم الخبرة ولديه مبالغ صغيرة الاستفادة من هذه الأسواق، في الواقع صناديق الاستثمار هي الحل، ومن الجدير بالذكر أن صندوق الراجحي للأسهم المحلية قد واكب هذا التطور إذ حقق عائداً بلغ 41% عن ذات الفترة.وننتهز هذه الفرصة ونوضح أن أسواق الأسهم المحلية لديها المقومات التي تنافس بها الأسواق بالبلدان الأخرى، وبالنظر إلى أداء سوق الأسهم المحلية مقارنة بالأسواق الخارجية عن عام 2002م نجد تفوق أداء سوق الأسهم المحلية فقد ارتفع المؤشر بمقدار 10% ، في حين ارتفع مؤشر ناسداك بالولايات المتحدة بنسبة 42 ،0% ، وداو جوز منخفضاً بنسبة 19 ،4% ، وانخفض مؤشر نيكاى باليابان بنسبة 07 ،7% ، وكان أداء فوتي بريطانيا - 3 ،8%، وكاك بفرنسا - 54 ،14%، داكس بألمانيا - 21 ،16% ، ويتضح من هذا السرد ، أن الاستثمار في الأسهم السعودية يعد مجالاً استثمارياً مناسباً في الأجل الطويل كباقي أسواق الأسهم العالمية. مما يتطلب من المستثمر عدم الخوف أو العزوف من الدخول في استثمارات في الأسهم المحلية.وتحرص شركة الراجحي على تشجيع العملاء على الاستثمار في سوق الأسهم المحلية فقد تم تيسير الشروط عند الاشتراك في صندوق الراجحي للأسهم المحلية حيث يعد الصندوق عالي السيولة (يومي) والاشتراك بمبالغ محدودة للغاية.
* هل يمكن لغير المواطن السعودي الاشتراك في الصناديق الاستثمارية السعودية؟
- ليس هناك قيود على غير السعوديين للاشتراك في الصناديق السعودية، فالاشتراك متاح للإخوة الخليجيين، والمقيمين وغير المقيمين، وذلك بالاشتراك بصناديق الأسهم المحلية أو صناديق الأسهم العالمية أو صناديق البضائع وذلك بنفس الشروط والإجراءات المتاحة للسعوديين.
* ما هي استراتيجية الشركة لطرح منتجات جديدة؟
- تعكف الشركة على دراسة مجموعة من الصناديق الاستثمارية على أن تأتي الأولية لصناديق ذات الاستثمارات المحلية بهدف تنويع الاستثمارات ومن ناحية أخرى استقطاب رؤوس الأموال المهاجرة التي ترغب في اس
تثمارات محلية بعائدات مناسبة، ومن هذا المنطلق نعتزم إصدار صندوقين خلال هذا العام تلبي رغبات شريحة كبيرة من المستثمرين.
| 
