Saturday 28th june,2003 11230العدد السبت 28 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
انزعوا الفتيل 2/2
رقية الهويريني

في المقال السابق تم التطرق الى ظهور أصوات نشاز يقوم أصحابها بزرع فتيل الفتنة داخل أرض الوطن!! وفيها يُنسب كل فعل شاذ أو متهور - مها كان شكله وأبعاده - تارة الى الفكر الإسلامي المستقيم، أو المناهج الاسلامية وتارة أخرى يعزى سبب خروج فئة مارقة تنتهج فكراً منحرفا الى المحاضرات وخطب الجمعة ليتم فيها اخماد وهج الشباب الاسلامي المستقيم على شرع الله وسنة رسوله الكريم. وتزداد المطالبة بالاكتفاء بخطبة الجمعة التي تدعو لصفاء العقيدة فحسب!! وفصلها عن هموم الناس كما كانت في وقت مضى بحجة أنها داعية لإثارتهم وبث الحماس في نفوس الشباب!! وربما تكون تلك الخطب مناسبة لذلك الزمن حين لم تكن هناك متغيرات وأهداف وفتن كماهي عليه الآن! وعقيدتنا صافية منذ ان أزال عنها الدرن المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بتوجيه الناس ونصحهم، وترك البدع التي تشوه جمال الإسلام، وعليه فإن خطبة الجمعة الآن لا تنفصل عن المجتمع بأحداثه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل إنها تجمع اسلامي أسبوعي تطرح فيه أفكار لصالح المجتمعات يقوم عليها فضلاء يحملون من المقومات العلمية الشرعية ما يؤهلهم لمعرفة آلام المجتمع ومناقشتها في كل خطبة. وما دامت الخطبة تمس هموم أفراد المجتمع فإنهم لا محالة مجتمعون، وإن فُصلت عنه فستفقد ذلك الوهج الذي نرجو الله ألا ينطفئ. وحين يأتي الخطيب حافظاً لكتاب الله الكريم، عارفاً لسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، مدركاً أوجاع المجتمع، مؤدياً الرسالة التي أؤتمن عليها فأنعم به من خطيب! وهل يعقل ان يصدر من ذلك الرجل الذي حمل كتاب الله في صدره، ونال درجة علمية عالية القيام أو الدعوة لتخريب أو دمار لأمته، وهو المشفق عليها؟! فكيف إذاً تتعالى الأصوات بحل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ والمناداة للاكتفاء بخطب شكلية يوم الجمعة لا تعالج قضية ولا تبين للناس حكماً شرعياً في كل مناحي الحياة! واختزال المناهج الشرعية، والغاء حلقات تحفيظ القرآن، بدعوى أنها قد تؤدي الى قيام فكرٍ منحرف!! ولم لا تلغى مادة الفيزياء وبعض دروس الكيمياء لأنها تعلم طريقة صنع القنابل والمتفجرات ومكوناتها؟! ويمنع الجوال لأنه يساعد المخططين على الأعمال الهوجاء، وكذلك السيارات لأنها تساعد في نقلهم، والأمر يسري على الأسلحة بأنواعها، ولعلنا نتساءل بمَ تفوق الغرب إذاً بقسوته علينا؟! أليس بالفيزياء والكيمياء وباختراع تلك الأسلحة والقنابل الذكية والعنقودية والألغام التي دمرت الأرض والبشر؟ وبالأغذية المعالجة وراثياً والأسمدة الكيميائية؟! أم بتصدير نفاياته لدولنا الاسلامية الفقيرة المقتاتة على فُتات الغرب؟!.ولو لم يكن من مناهجنا الاسلامية من حسنات إلا إدراك مغزى الآية الكريمة {وّمّنً أّحًيّاهّا فّكّأّنَّمّا أّحًيّا النَّاسّ جّمٌيعْا } لكفى!! وما رسول الاسلام الذي جعله الله خاتماً للأديان إلا رحمة للعالمين. وما سنته إلا نبراس للحق والهدى حيث قال عليه الصلاة والسلام «تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا أبداً، سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضُّوا عليها بالنواجذ».ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة حين نقول إن أكثر شبابنا المتفوق في دراسته هم ممن استقام على الحق، لم تشغلهم نغمات الجوال أو موديلات السيارات، وقصات الشعر والملابس الغريبة عن الهدف الذي أوجدوا من أجله. فللوقت قيمته عندهم، والعلم أسمى ما يقضونه به، والدين لديهم عقيدة وشريعة { تّرّاهٍمً رٍكَّعْا سٍجَّدْا يّبًتّغٍونّ فّضًلاْ مٌَنّ اللهٌ وّرٌضًوّانْا} . وبعد.. ما بالنا نحن المسلمين أبناء هذا الوطن يخرج علينا من يجادلنا في أمور محسومة؟! ونحن ديننا الاسلام، ودستورنا القرآن، وعدونا يتربص بنا ويتحين فرصة الفرقة بيننا

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved