Tuesday 3rd june,2003 11205العدد الثلاثاء 3 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
عندما يملُّ الإنسان النعمة!
شاكر سليمان شكوري

هل هؤلاء مسلمون.. أو حتى بشر!!؟
أعني أولئك الخارجين الذين قتلوا وروعوا الآمنين والمستأمنين.. أطفالاً.. ونساء.. وكباراً.. دون ذنب أو جريرة، لا لهدف إلا الارهاب الحاقد الذي يزينه لهم شياطين الجن.. والإنس؟!
تقول الكاتبة «وفاء كريديه» إن الإرهابي إنسان يفرح لكل طوبة تقع ولكل مشكلة تهدر دما، و«يستأنس» بموت كل نفس.. يتلذذ بالتفكير في العار والفشل.. ساخط على نفسه لذا يتجه بالخراب لمن حوله!
فهل استراح «المغاوير» وأشفى غليلهم قتل الطفلين يزيد وأخته (4، 8 سنوات)، وثكل والديهما الأردنيين لهما، أم أشجى نفوسهم المريضة صراخ الأطفال وعويل النساء، تقول أخت سعودية تقطن على بعد 200 متراً من موقع التفجير، إن طفليها (7، 9 سنوات) أفاقا من نومهما مذعورين من هول الانفجار، وقد انتابتهما والأم - في غياب رب المنزل - نوبة صراخ مفزوع حين بدأت مكيفات الشقة ونوافذها تتحطم بدوي التفجيرات، فخرجت بولديها من الشقة وإذا بسكان العمارة - مسنات وأطفالاً - فزعون لا يدرون ما يفعلون، والنساء - من جنسيات مختلفة - يهربن - في ملابس النوم - بأبنائهن، وحاملات لكبار السن منهن.
ومذا فعل عبيدة عبد الله الأمريكي الحاج المسلم حتى تغتاله أياديكم القذرة؟!
ومحمد البليهد الحاصل على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا العائد ليسهم في تنمية بلده - لا في خرابه كما تفعلون - كان يتناول العشاء مع أصدقاء له، ولما سمع صوت الرصاص هرع لانقاذ طفليه (توأمان في الشهر الثاني من عمرهما)، ولكنكم أيها المارقون لم تمهلوه فسقط صريعاً قبل أن يصل إلى ولديه، وقد علق أخوه فهد بأن هذا لن يغير الكثير ضد زمرة من الرجال تدربوا في أفغانستان وعلى الحكومة أن تكون أقسى ضدهم، خاصة بعض أئمة المساجد الذين لا يكفون عن غسل أدمغة الصبية في المساجد!
ويقول الكاتب سمير عطا الله معزياً والد الشهيد إن القتل الأبله قد أصاب كبد عبد الله البليهد - وكيل امارة الرياض - وقد أمضى عمره في خدمة الناس ومراجعة قضاياهم بتلك الابتسامة التي يلقاها - منه دائماً- عشرات ألوف المراجعين، وأفظع ما في الشر حين يكون غبياً أيضاً، وناكراً للجميل، وخالطاً الموت بالحياة والشهادة بالقتل!
وهل يعتقد هؤلاء الآبقون الغادرون الحاقدون أنهم قد زعزعوا قلوبنا بهذا العمل الخسيس؟!
كلا وألف كلا، واسمعوها من أهل الشهداء المغدورين، فهذا والد الشهيد ملهي الحربي الجندي في الحرس الوطني يتحسب على القتلة مؤكداً أنهم خارجون عن الدين قبل خروجهم على القانون!
وهذان اخوان للشهيد فليح العنزي يؤكدان أن أخاهما قام بتأدية الواجب، وأن على كل مواطن أن يدافع عن هذا البلد ضد «المخربين» الذين يحاولون زعزعة أمنه!
وعلى عكس ما زينت لكم كوابيسكم، قد زادت فعلتكم النكراء من التفاف المواطنين حول قيادتهم وجرّمكم المجتمع - بغير استثناء - دون تردد، فهل لكم ولأمثالكم من الصغار (الندرة) قبل بتحدي المجموع الساخط عليكم، وهل ينتظر الأحياء منكم والمنتحرون - إلا الخزي والعار في الدنيا، والعذاب المقيم في الآخرة، فَبُوءُوا بذنبكم ودم الضحايا «الأبرياء» عالق في ذمتكم إلى يوم الدين.
ويبقى السؤال: هل هذا الوطن الذي أعطاكم كل هذه النعم ولم يبخل.. خليق بأن تفعلوا به ما فعلتم.؟ إلا أن يكون الواحد منكم - والعياذ بالله - قد ملّ النعمة!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved