Tuesday 3rd june,2003 11205العدد الثلاثاء 3 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
للتنظيم ثمن..!
د. فارس الغزي

ذهبت في الأسبوع الماضي إلى جوازات الرياض لغرض تجديد جوازي المثخن بأختام الترحال إلى درجة الانتهاء!، وقد تمت كافة الإجراءات بكل سهولة ويسر، وما ذلك إلا بفعل التنظيم الرائع الذي تميزت به على وجه الخصوص هذه الإدارة الرسمية، وهذا هو الواجب أو المفترض ان يكون ولا شكر كما يقال على واجب غير ان مقارنة الشيء بضده تظهر حسن أحدهما، وهنا يتوجب الشكر لأقول شكراً يا جوازات الرياض على حسن الأداء وروعة التعامل، وأشهد لله انني لم أجد ما ذكره في مقالة سابقة له هنا زميلي وصديقي عبدالله بخيت حين ادعى ان مبنى الجوازات يعج برائحة «الشكشوكة!» التي لديه ضدها نوع من الحساسية، فالرائحة التي وجدت حسبما أسعفتني حاسة الشم كانت رائحة «كبدة!» وليست «شكشوكة» غير أنني لم أتبين أمرها بمعنى هل كانت كبدة حاشي أم غنم.. وهذا لا يهم.. المهم هو أولاً انها لم تكن «شكشوكة» وثانياً ان لدي حساسية ضد الكبدة، ومع ذلك فقد كانت حساسية منظمة هي الأخرى حيث لم تهاجمني إلا بغد مغادرتي لأجواء مبنى جوازاتنا المحترم، وعلى كل فحقيقة انها كبدة وليست «شكشوكة» تدل على اهتمام إدارة الجوازات على التنويع الغذائي حرصاً منها على امداد مراجعيها بمختلف الفيتامينات والمعادن، وهذا بحد ذاته فضيلة أخرى تضاف إلى فضائل التنظيم التي تتميز بها هذه الإدارة.
بالمناسبة يفيدنا العنوان أعلاه بأن للتنظيم ثمناً وبالفعل فهناك على سبيل المثال ما قد يلحق بموظفي المنشأة المنظمة من تعب ومشقة غير ان لهذه السلبية في المقابل ثمناً ايجابياً لا يتضح بالضرورة لكل فرد، ومن ضمن ذلك الرضاء عن الذات وذلك حين يحس الفرد بأنه قد قام بما يجب عليه وأتقن ما يلزمه اتقانه، فضلاً عن ان مجرد احساسه برضاء العميل أو المراجع كفيل بدوره بأن يزرع الفرح والرضاء والانتشاء في كيانه فينعكس ذلك على نفسه ايجابياً، في المقابل فلو تخيلت حال موظفي إدارة من الإدارات التي لا تعترف بالتنظيم لوجدتهم قد اعتادوا على صراخ العملاء واحتجاجاتهم وما يلحق بذلك من سخرية وتهكم وعبارات نابية.. الخ، وهذا بذاته وبدون أي شك كفيل بأن يؤثر في نفسياتهم على المدى القصير مثلما يؤثر فيها على المدى الطويل لا سيما حين يتراكم ذلك ويصبح القاعدة لا الاستثناء، عليه فمقارنة الثمن السلبي للتنظيم بضده «ثمن عدم التنظيم» قمين بأن يمنح الأول كافة درجات النجاح بل التفوق بينما يعطي الأخير كافة مبررات الرسوب أو الفشل الذريع.بل هل تريدون سبباً آخر لفوائد التنظيم..؟! حسناً إليكم بهذه القصة الحقيقية التي وقعت أحداثها هناك، فقد حدث انني قد قدمت أوراقي لتجديد جوازي وانخرطت حينها بالتحدث إلى الموظف الذي صادف انه من قراء شدو «ويارا» حسبما قال، وفي خضم ذلك نسيت ان أقدم له ايصال دفع المبلغ المطلوب لتجديد الجواز حيث استلمت جوازي ومضيت في حال سبيلي، ولحسن الحظ فقد كان الموظف المعني طالباً منتسباً في الجامعة وتلبية لطلبه فقد أعطيته رقم هاتف مكتبي في الجامعة، وحين أخبرني هاتفياً بالأمر سارعت بالطبع بالذهاب إليه ومنحه الايصال المذكور الذي كدت أتخلص منه اعتقاداً مني بانتفاء أهميته..
السؤال هنا.. ماذا لو حدث ان غادرت مبنى الجوازات وأنا غير راض عما تم تقديمه لي من خدمة؟!
هل يا ترى سوف أبادل الإساءة بالإحسان؟ أقصد هل سوف أبادر كما فعلت لأعطيهم الايصال المذكور؟ في الحقيقة لا أدري ويكفي هذا التردد الخيالي كدليل قاطع على سوء منقلب سوء التنظيم.
وفي الختام شكراً «ولا أجزل» للأخ رئيس الرقباء عبدالمحسن محمد القحطاني.. شكراً له على حسن الأداء وروعة الاستقبال.. وشكراً له على اعتقاده «الصحيح!» بأن «الجزيرة» تكفي وتغني وتشفي..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved