Tuesday 3rd june,2003 11205العدد الثلاثاء 3 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأزمنة الأزمنة
صدام في إسقاطية سمير عطا الله..!
عبدالله بن عبد العزيز بن ادريس

يقول المثل الشعبي عندنا «إذا ذُبحتْ الناقة كثرت سكاكينها».
أي كثر المشاركون في سلخها وتقطيع أوصالها، وغمس أيديهم في فرثها ودمها تذكرت هذا المثل وأنا أقرأ مقال الكاتب الأستاذ «سمير عطا الله» المنشور في الصفحة الأخيرة من «الشرق الأوسط» عدد 8950 الصادر يوم السبت 3/3/1424هـ.
***
كان عنوان مقاله «أوامر صدام». يحكي سمير تصوراً - افتراضياً- او خيالياً اسقاطيا.. اورد هنا جزءاً منه لمن فاته قراءته: «شوهد السيد صدام حسين في مكتب الوصي الامريكي المستر بريمر.. وكان كالعادة يضع مسدساً الى خصره، ويرفع يده اليمنى في التحية.. ويعتمر قبعة اريكية رمادية، وبدا ان السيد صدام حسين والد عدي وقصي، هو الذي يصدر الأوامر ويدير الشؤون في مكتب المستر بريمر وقد سمعه البعض يأمر بعدم إعادة الكهرباء، والمياه، وسمعه البعض الآخر يقول: اتركوا الجريمة تنتشر.. والسرقة تسود، وتغافلوا عن قطاع الطرق.. وتأخروا في تسليم الإدارة الى العراقيين..! وسأله صحفي تعرف اليه في صوت هامس.. لماذا تفعل هذا أيها الرئيس المهيب؟ فزجره قائلاً: اصمت يا غبي. هل لديك فكرة افضل من ان اجعل العراقيين يترحمون على أيامي.. بهذه السرعة..؟»
***
يقولون «شر البلية ما يضحك» وقد ضحك الناس من صدام حسين ومرتزقته طويلاً.. ثم ضحكوا أكثر وأكثر من أمريكا وحلفائها المعتدين على العراق بعد افغانستان .. والحبل على الجرار.. ولكنه «ضحك كالبكاء»..!
***
أمريكا ضحكت على العالم كله حتى صدقها.. بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل.. وهي تعلم علم اليقين بأن العراق لا يملك أسلحة عادية او تقليدية يدافع بها عن نفسه.. فضلا عن انه يمتلك الأسلحة المزعومة امريكيا وبريطانيا.. ولكنها الخدعة والذريعة والكذب على العالم! وماذا يضيرها من كذبها هذا ما دامت هي القوة العسكرية المهيمنة..؟
***
هي - أمريكا - لا تهتم بالعالم.. بعد ان أصبحت القوة البشرية التي لا تضاهى حتى وان كانت تحس الآن بشيء من الخجل والحرج في عدم مصداقية دعاواها وذرائعها لغزو العراق واحتلاله.. إلا انها في النهاية ستقر وتعترف بأنها تريد الثأر من المسلمين بدعوى تفجيرات الـ11 من سبتمبر عام 2000م والعراق هو الكبش الثاني لوجبة عشائها في يومها الأسود.. الذي تغدت فيه بأفغانستان..!!
***
نعم: ان كان لأمريكا حسنة تذكر في العالم العربي والإسلامي فهو القضاء على صدام حسين ونظامه المتوحش والهمجي.. ولكن ماذا بعد ابعاد ذلك الصنم؟! الشعب العراقي بعد يقظته من صدمة الفرح بسقوط صدام.. احس بأنه لم يحقق شيئاً ذا بال من سقوط النظام الصدامي. فأين ما وعدت به امريكا شعب العراق من المن والسلوى.؟
***
العراق يعيش الان في محنة قاسية.. وموعود بفتن طائفية رهيبة! يصدق عليه حقاً، ما قاله الأستاذ سمير عطا الله بالأمثلة الاسقاطية التي تخنق حياة الشعب العراقي وتوشك ان تحوله الى مسارات أخرى.. نسأل الله ان يجنبه واوطان المسلمين ما يحاك لهم من مستقبل لا يعلم مآله إلا الله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved