طاب للبعض أن يتحدث عن الركود الادبي في بلادنا..ولذَّ لهم أن يقولوا أي شيء عنه..
لمجرد المشاركة في اثارة الزوبعة.. دون الاهتمام بالنتائج.. كأنما الادب لا يحتاج لكي يتحرك الا الى هذا النوع من الكلام.
حسنا أن نتعرض لقضايانا الادبية بالنقد.. وألف أهلا بالخصام اذا كان مصدره الرغبة لتمييز الجيد من الرديء في الاثر المنقود.. ومن ثم اعطاء نتائج نحس منها معايشة الناقد للأدب الذي يتحدث عنه..
لكني مع الاسف لا أجد فيما قرأت الا تكرارا مملا لما قيل عنه في الماضي.. والى الدرجة التي لم يحاول هؤلاء مجرد الاشارة الى ما جد على القضية من جديد..
نحن لا نلومهم لو كانوا يفتقدون قدرة الحديث عن مثل هذه المواضيع.. لكننا نحس بالمرارة ونشعر بالألم.. نتيجة القناعة بقدرتهم من جهة.. ولأن هذا التقصير فيما كتبوه انما حدث لأنهم لم يكونوا جادين في نقاشهم من جهة أخرى..
لقد كان على هؤلاء أن يطالبوا بأدب جيد بمشاركتهم أولا ودعوة الآخرين ثانيا.. ولا أعتقد أن ركود الادب الآن في حالة أسوأ من الماضي.. اذ ما نزال نعيش معه نفس الوضع.. ولكن الغيرة عليه مع الاسف لا تأتي الا حين لا نجد ما نكتبه وهذا ما يجعله عديم الجدوى ضعيف الفائدة.
ان الركود الادبي أفضل بكثير من الحركة التي تعتمد على لطش انتاج الآخرين.. بحثا عن الشهرة.. ومحاولة لاقناع الناس على أن هنا أدباء وأدباً.. فأينكم من هؤلاء.. وأين كانت أقلامكم.. للماذا فضلتم الابتعاد عن المشاركة لايجاد الادب الراقي الذي تبحثون عنه.. ثم هل يرضيكم تحرر الادب من الجمود بإثارة مواضيع جانبية كأدب المرأة وأدب الرجل أو أدب الشيوخ وأدب الشباب.
كأني بكم تتهمونني بسوء الفهم على أساس أن جمود الادب الذي تتحدثون عنه انما يعزي لقلة المؤلفات.. وهنا أقول وماذا أفدنا من بعض ما صدر والى اليوم من كتب ودواوين شعرية وروايات قصصية.. حتى نتحمس للمطالبة بمثلها.. ونصر على جمود الادب بدون الحصول على مماثل لها.
ان الحديث عن ركود الادب لا يكون الا نتيجة للقناعة على أن هناك تفاوتا كبيرا في الانتاج بين الماضي والحاضر.. وهذا لا يكون ايضا - وكما أرى - الا بعد الدراسة العميقة لمستوى أدب الفترتين.. وبغير ذلك يبقى كلامنا سطحيا وفي مستوى الركود الادبي.. فهل جربنا أن نقوم بمثل هذا..؟
قولوا نعم.. لأسألكم الدليل، ولي عودة.
|