* لماذا يعتبر ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم عند الأطفال ضاراً؟
- يوجد الكولسترول في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأجبان، ويحتاج كل شخص إلى مقادير معينة من الكولسترول حتى يبقى معافى، ولكن المشكلة تكمن في تناول الكثير من الكولسترول، مع العلم بأن مستوى الكولسترول في الدم عند الأطفال يرتفع نتيجة تناول المأكولات التي تحتوي على الكولسترول والمشبعة بالدهون، مثل الزبدة، ومعظم أنواع الأجبان، والشوكولاته، وقد يصل الأطفال الذين لديهم ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم سن البلوغ وهم يعانون من ألم في القلب، وقد يتعرضون للإصابة بالسكتات القلبية، وبالتالي الوفاة في سن مبكرة لا قدر الله.
* نقل الكولسترول: ما الناقلات الجيدة، والناقلات غير الجيدة؟
- يوجد ناقلات محددة تنقل الكولسترول إلى مجرى الدم، وناقل الكولسترول الجيد يأخذ الكولسترول إلى الكبد بعيداً عن الأنسجة لتخليص الجسم منه، أما الناقل السيئ فيخزن الكولسترول داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى انسدادها في نهاية المطاف. وقد تم تعريف البروتين الشحمي منخفض الكثافة LDL بأنه ناقل سيئ، إذ ان ارتفاع مستوى كولسترول البروتين الشحمي منخفض الكثافة في الدم يكون مرتبطاً بالإصابة بداء الشرايين الإكليلية وتصلب الشرايين أيضاً.
* من هم الأطفال الذين يجب فحصهم لتقصي ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم لديهم؟
- لا تقتضي الضرورة إجراء الفحص الروتيني لجميع الأطفال، وقد يؤدي هذا الفحص إلى إعطائهم علاجاً بالأدوية غير ضروري، مع العلم بأن حوالي نصف الأطفال الذين لديهم ارتفاع في مستوى الكولسترول في الدم يرجح أن يكون مستوى الكولسترول لديهم طبيعياً على وجه التقريب، ويجب فحص الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين في الحالات التالية:
* إذا تعرض أحد الأبوين أوالأجداد للإصابة بتصلب الشرايين أوالسكتة القلبية عند أو قبل بلوغه 55 سنة من العمر.
* إذا زاد مستوى الكولسترول لدى أحد الأبوين عن 240 ملغم/ ديسيلتر.
* في حالة وجود احتمال كبير لإصابة الأطفال بداء الشرايين الإكليلية دون الاستناد إلى التاريخ الطبي للأسرة، وتحديداً الإصابة بالبدانة، أو داء السكري، أوارتفاع ضغط الدم.
النتائج والعلاج:
كما هو موضح بالجدول
يحتاج الأطفال الذين لديهم ارتفاع في مستوى الكولسترول في الدم إلى وضع قيود على تغذيتهم، وقد يستدعي الأمر علاجهم بالعقاقير، وقد تقتضي الضرورة كذلك إجراء مزيد من الفحوص من أجل معرفة سبب ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم. كما يجب إعادة إجراء فحص مستوى الكولسترول إذا كانت نتائج الفحص السابق ضمن الحد الأعلى الطبيعي، وربما يتطلب الأمر إجراء تعديل طفيف في التغذية.
وحتى تؤدي الحمية الغذائية الغرض العلاجي منها، يجب وصفها ومراقبتها من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية. ويجب أن تتضمن ما لا يزيد عن 30% ولا يقل عن 20% من إجمالي السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها من الدهون. على ألا تزيد عن10% من إجمالي السعرات الحرارية من الدهن المشبع، ولا تزيد أيضاً عن 10% من إجمالي السعرات الحراية من الدهون المتعددة غير المشبعة، وما لا يزيد عن 300 مغم من الكولسترول في اليوم.
ولكن يجب عدم وضع قيود على تناول الكولسترول في الرضع والأطفال. إذ يجب ألا يؤثر قلق البالغين فيما يتعلق بالمأكولات التي تحتوي على الدهون والكولسترول على تغذية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، وطبيعيين من الناحية البدنية ومعافين، فالدهون والكولسترول تعتبر هامة للنمو الطبيعي لصغار الأطفال، كما أن حرمانهم من المقادير المناسبة من هذه المواد يمكن أن يلحق الضرر بهم.
باختصار
يجب فحص مستوى الكولسترول في الدم لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين، وينتمون لعائلات ترتفع فيها مستويات الكولسترول والإصابة المبكرة بداء القلب، ويعانون من البدانة، وارتفاع ضغط الدم أيضاً، وتتم معالجة ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم من خلال تحسين التغذية وزيادة مزاولة التمارين الرياضية، وقد تستدعي الضرورة استخدام الأدوية المخفضة للدهون.
ومع أن هذه المقالة تركز على تخفيض مستوى الكولسترول في الدم، إلا أن هناك عوامل خطورة أخرى للإصابة بتصلب الشرايين تنشأ لدى الأطفال ويجب إعطاؤها نفس القدر من الاهتمام، وأخيراً، يجب عدم التشجيع على التدخين، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم، وتجنب البدانة، والتشجيع على مزاولة التمارين الرياضية، وعلاج داء السكري كذلك.
الدكتور/ فارس شديد
استشاري طب الأطفال - استشاري العناية الفائقة وحديثي الولادة- البورد البلجيكي لطب الأطفال مستشفى المملكة / العيادات الاستشارية
| 
