* كتب - سالم الدبيبي:
يتشرف شباب ورياضيو الوطن مساء اليوم بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حيث يرعى سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - النهائي الكبير الذي سيجمع فريق نادي الاتحاد وشقيقه الأهلي على استاد الملك فهد الدولي بالرياض.. والذين اقتصرت عليهما المنافسة من أجل الحصول على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في كرة القدم لأندية القسم الممتاز.
وبغض النظر عن نتيجة المباراة سيحظى شباب الوطن بشرف السلام على قائد الأمة - رعاه الله وأيَّده -، حيث سيتسلَّم الفريق الفائز كأس البطولة والميداليات الذهبية، بينما سينال الفريق الخاسر صاحب المركز الثاني الميداليات الفضية، في حين سيحصل القادسية ثالث الترتيب والنصر الرابع ميداليات برونزية.. كما سيتم تتويج فرق نادي الوحدة بدرع بطولة الدرجة الأولى والميداليات الذهبية ووصيفه الخليج بالميداليات الفضية والجبلين ثالث الترتيب بالميداليات البرونزية.. وستنال جميع هذه الفرق المكافآت المالية المخصصة كل حسب ترتيبه وانجازه.
طريق النهائي
حسب النظام المعتمد لتنفيذ طريقة لعب مباريات البطولة جاء تأهل الفريقين لهذا اللقاء الختامي عن جدارة واستحقاق، بعدما أنهى الاتحاد المرحلة التمهيدية بذهابها وإيابها بمجموع «22» مباراة متصدراً ب«49» نقطة فاز «15» مرة وتعادل في «4» مباريات بينما خسر «3» مباريات وبذلك نال شرف التأهل المباشر للمباراة النهائية.. في حين حل الأهلي وصيفاً له ب«47» نقطة فاز «15» وتعادل مرتين بينما خرج خاسراً من خمسة لقاءات.
واستطاع الأهلي الوصول بعدما خاض مواجهة عصيبة في الدور قبل النهائي أمام القادسية الذي اضطر للتنازل عن فرصته نظير قوة الأهلي التي مكنته من اللحاق بالنتيجة بعد أن كان متأخراً بهدفين مقابل لا شيء.. حيث استطاع التعادل قبل أن ينجز الانتصار بالهدف الذهبي بعد تمديد المباراة الممتعة إلى الزمن الاضافي.
استرداد الكأس غاية العميد
يعتبر تواجد الاتحاد في نهائي البطولة الذي ستجري أحداثه مساء اليوم الخامس على التوالي حيث استطاع الاتحاديون استثمار تطور فريقهم العتيد بإبقائه ضلعاً رئيسياً في الأحداث والمناسبات المحلية المهمة.. وكان الأصفر قد خسر نهائي الموسم الماضي أمام الهلال بعد أن كان ينتظر الفوز الرابع على التوالي، حيث سبق له هذا الشرف في المواسم 1419 و1420 و1421هـ، لذلك سيسعى اليوم بكل قوة لاسترداد اللقب وضمه للثلاثة السابقة مع بطولة الدوري المشترك لكي يرفع محصلته في سجلات الدوري إلى خمس مرات فضلاً عن رفع رصيد انجازاته البطولية إلى «24» لقباً محلياً وخارجياً.
المحاولة الأهلاوية الرابعة
رغم أن واقع الأهلي الحاضر يختلف تماماً عن السنوات العجاف الماضية، إذ تمكنت الجهود التي بذلت من أعضاء شرفه وإدارته من استرداد منزلته الرفيعة بين أقرانه أندية الذهب والبطولات.. غير أن هذا الأمر لا يزال في طور التجهيز حيث يرى الأهلاويون أنهم بحاجة ماسة إلى التوقيع في سجلات أبطال الدوري التي لم تخضع لهم منذ فوزهم بها الثاني والأخير عام «1404هـ» قبل إقرار نظام المربع الذهبي الذي سبق أن مروا من تصفياته ثلاث مرات أعوام «1416 و1419 و1420هـ» قبل أن يتعثروا بعدم التوفيق خلال المباريات النهائية.. وفي محاولتهم الرابعة يتمنى أبناء القلعة أن يكسروا الحاجز النفسي الذي رافقهم في المرات السابقة ليضيفوا لقباً رابعاً على صعيد بطولات الدوري وانتصاراً أول بالكأس الغالية بعد تغيير المسمى والنظام، الأمر الذي إن تحقق سيرفع محصلة التتويج الخضراء إلى «22» من الألقاب والبطولات المختلفة.
الاتحاد يبحث عن الثأر رغم التفوق
بالتأكيد ان نكهة المنافسة التقليدية تفوح بين العناوين الخاصة التي وضعها كل من الفريقين لهذه المباراة، رغم أن الهدف الرئيسي المرسوم في المخيلة يفوق بكثير فوز طرف على الآخر.. لكن وضع الاعتبارات في الوقت الذي يسبق المباريات الهامة كالتي بصددها اليوم لا يجنب وضع احتمالات الخسارة، كعرف سائد على جميع اللقاءات النهائية التي لا تحتمل سوى الفوز والظفر باللقب، ومن هذا المنطلق ستظهر الحساسية المتبادلة بين الجانبين، فالخسارة ستكون بلا أدنى جدال أصعب وأمر منها لو جاءت من فريق آخر.. وعلى هذا السياق تبقى الكرة في مرمى الاتحاد الذي تلقى الموسم الماضي ضربة موجعة بخسارته كأس ولي العهد أمام جاره اللدود حينما تفوق الأهلي بنتيجة الفوز «2/1».. لكن حفيظة الأخير لا تخلو من المطالبات، حيث تنتظر جماهيره تقريب الفارق إلى أقل مما يتفوق به الاتحاد الذي سبق له التتويج أربع مرات على حساب الأهلي وذلك أعوام 1378هـ نهائي كأس ولي العهد و1417هـ نهائي كأس الاتحاد و1419هـ نهائي كأس بطولة خادم الحرمين الشريفين 1420هـ نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، في حين سبق للأهلي كسب نهائي آخر يضاف للموسم الماضي حينما فاز بكأس الملك عام 1399هـ.. ونصل اليوم للنهائي السابع بين العملاقين.. فبأي ألوان الفرح تضاء سماء العروس!!؟.. بأصفر سدد فاتورته وأعاد التفوق لساحته!!؟.. أم بأخضر أدرك اللعبة وتسلم الزمام!!؟
ثقة الأهلي تخشى إيليا
منذ تسلم المدرب البلجيكي إيليا المهمة خلفاً لسلفه وصديقه ديمتري في وقت مبكر من عمر الموسم الرياضي والفريق يحاول أن يجد الأسلوب الأمثل لوضع خطواته، فعلى الرغم من الفوز ببطولة كأس الأمير فيصل المدمجة للأندية العربية، لم يحظ هذا المدرب بالثقة الكافية نظراً لفلسفته وتدخلاته المتكررة بشكل متسرع وغريب، الأمر الذي أدى إلى عدم الاستقرار على ركيزة تكتيكية واضحة يتم البناء عليها بصورة متدرجة ومقننة تمنح الفريق الثبات المنهجي كوسيلة طبيعية تنسجم مع فريق يحظى بكافة العناصر المؤهلة للتفوق.
وكما حدث في مباراة القادسية الماضية وقبلها في أكثر من مناسبة لعل أهمها نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال، يخشى أنصار الفريق أن تنتكس آمالهم بخوف هذا المدرب وميله للخيارات الدفاعية التي غيبت إلى حد كبير المعطيات الهجومية التي من الممكن لو اعتمدت في وقت مبكر لأراحت الفريق.. لذلك قد يكون الاتحاد غير القادسية حين تمكن الأهلي من إدراك النتيجة رغم تخلفه بهدفين دون مقابل، وبناءً عليه لن يقبل من المدرب أن يسلم مجموعته منذ البداية كفريسة سهلة تترنح في بحثها عن طريق النجاة، وهي تستجمع قواها المهلهلة بفضل اختراعات إيليا التي طالت التشكيل وتوزيع المراكز والمهمات.
وبعد أن تمت المناقشة أو بالأحرى المساءلة من قبل الإدارة للمدرب فضلاً عن الدرس «المأزق» الذي تلقاه أمام القادسية.. يتوقع أن يعود إلى الترتيب المنطقي لأوراقه بحيث يدخل مباراة الليلة بتشكيل ينسجم مع خطة تكتيكية متوازنة تمنح المجموعة انضباطية لائقة بين إحكام الدفاع ورسم الهجوم. وفي هذا الصدد قد يكون التشكيل الأمثل مكوناً من:
تيسير آل نتيف في حراسة المرمى خلف الدفاع الخماسي الذي يقوده خالد بدرة، وقائد الفريق محمد شلية في الناحية اليمنى، حسين عبدالغني يساراً بينما، نايف القاضي ووليد عبدربه ساعدا دفاع.. وفي خط الوسط عبدالله الواكد، إبراهيم سويد، محمد بركات في حين يشكل طلال المشعل وأبو شعيب المباركي ثنائي خط الهجوم.
القروني تجربة ثمنها لقب
يضع المدرب الوطني خالد القروني مشواره التدريبي السابق المكلل بالتوفيق مع أكثر من فريق آخرها نجاحه بإعادة الوحدة إلى دوري الكبار في كفة وخوضه تجربة اليوم في كفة أخرى وحدها.. حيث لا يمكن المقارنة بين هذه وتلك.. ومن حيث جسامة المسؤولية ووزنها في اطار الأحداث الرياضية الهامة.
لكن القروني يدرك جيداً خطورة الموقف كما يلم بالمكاسب الجمة التي ستعود عليه فيما لو حاز النجاح!!.. وبغض النظر عن ذلك كله، يملك مدربنا الوطني خبرة عريضة تراكمت خلال سنوات قضاها في الميادين الخضراء بين لاعب بارز ومدرب ناجح.
والاتحاد ظهر كفريق يملك كل المقومات التي يتمناها المدربون، بفضل مخزونه الذي يفيض بأسماء دولية لها وزنها واعتبارها تجمع بين خبرة التعامل وارتفاع المهارات.. بيد أن التوظيف المتناسق كان الفاقد الوحيد بحيث تظهر للعيان فوضوية الأداء الذي يعتمد على القدرة الفردية بغياب الرابط الجماعي التام، لذلك جمع الاتحاد ما بين قوة شكيمته هجومياً والعكس تماماً في الضعف الدفاعي الهزيل، مما جعله مرتهناً للفوز السهل كما هو ممكن احتمال تلقيه الخسارة.ولا شك أن هذه التركيبة لن تغيب عن القروني الذي يحمل على عاتقه ترويض لاعبيه لمنظوره الإصلاحي الخاص، خصوصاً وهو قد عكف على تنفيذ تصوراته بإقامة معسكر تدريبي في موقع المباراة.. ولكن الابتعاد فترة طويلة عن أداء المباريات الرسمية سيكون سلبية لا ندري ما الذي أجراه الاتحاديون لتفادي آثارها!!.. وهي أيضاً اضافة للمتغيرات يشكلان ضبابية يصعب وضع قراءة مسبقة عما ستكون عليه الفرقة الصفراء من حيث التشكيل أو منهجية الأداء.. ولكن ووفقاً لاجتهادات يتوقع أن يمثل الفريق كل من: مبروك زايد حارس مرمى، وباسم اليامي «قائد الفريق» وحمد العيسى «مسفر القحطاني» وحسين مبروك «أسامة المولد» وحمد المنتشري وصالح الصقري خماسي خط الدفاع، في حين يشكل الثلاثي خميس العويران ومحمد نور والبرازيلي ماريليو «مناف أبو شقير» ثلاثي خط الوسط بينما يبقى الحسن اليامي ركيزة هجومية لا يتوقع الاستغناء عنها إلى جوار أحد الثنائي «أبو بكر كمارا وحمزة ادريس».. كل الأماني والدعوات بأن يقدم العملاقان مستوى فنياً يواكب أهمية المناسبة وأن يكون الفوز حليف الأفضل.
|