التفجيرات التي حصلت في الرياض سابقاً واخيراً هي حقيقة مؤلمة جداً لنا كبلد يعتبر مركز الاسلام حيث يحتضن الحرمين الشريفين وللشعب السعودي باعتباره مقتفياً لآثار رسول الامة محمد صلى الله عليه وسلم ولا منازع في ذلك.. حيث يطبق في حقهم ما نص عليه القرآن العظيم وسنة نبيه المطهرة.. بل ومؤلمة لكل مسلم على ظهر البسيطة وخاصة من عرف حقيقة الاسلام واهله وشعائره لأن المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.
وهؤلاء الذين قاموا بعمليات التفجير هم ولا شك من آباء وامهات مسلمين واهلوهم غير راضين عن تصرفاتهم تلك لأنها تصرفات شاذة اذ قتلت مسلمين وذميين تعمداً.. ثم ان التفجير الاخير الذي سلك مسلكاً جديداً هو الانتحار.. الحقيقة انه يعتبر سلوكاً مشيناً.. سلوكاً منحرفاً لا نكاد نصفه الا بأجرم.. الاجرام فلو حدث ذلك في فلسطين ضد اليهود المغتصبين لكان قد حقق امانينا واماني كل مسلم كما يفعله الشهداء المنتحرون في فلسطين.. خلص الله بلادهم من حثالة البشر وانجسهم.
فحقيقة انه يجب ان ننظر ونفكر في عقول المستقبل ماذا ستكون في بعض الشباب الضالة فهناك الآن القنوات الفضائية لها دور.. وهناك التليفون الجوال له دور بل من اسوأ الادوار.. وهناك الانترنت اسوأ واسوأ من سابقيه فبالامكان استخدام الوسيلة الثانية والثالثة في سبيل هذا النوع من الاجرام وبكل سهولة سواء بتحديد مواقع او توقيت تفجير او اخذ الحذر من الباحثين عنهم والمتابعين لهم.. وهلم جرا.
فالذي انادي به كما نادى به الكثير من العلماء والمفكرين والمربين هو محاولة بل العمل بكل جد باحتواء اولئك النوع من الشباب وهم في اماكن وجودهم حتى وان هم خارج المملكة وحسن التعامل معهم فهم بحاجة الى من يقف الى جانبهم وينبه عقولهم ونحن بحاجة إليهم باسترجاعهم عما هم فيه من غي وضلال.
وبهذه المناسبة انادي بضرورة تحسين وضع الاحياء الاخرى فان حالتها الحالية غير مقبولة اذ تحتاج الى ترتيب وتنسيق ومراقبة للساكنين والزائرين والارهابيين وحتى من لصوص المنازل والسيارات.. وما الى ذلك.
فلو ان الاحياء خصص لها عمد على مكانة عالية من العلم والفهم والادب لامكن الاشراف على الاحياء عن قرب وعن بعد فيصبح الحي كالمنزل وذلك باتباع الآتي:
العمدة خريج شريعة مزود بجهاز كمبيوتر وسجلات ايضاَ لديه ما لا يقل عن موظفين اثنين على درجة من العلم والادب ايضاً.. اضافة الى مالا يقل عن ثلاثة من رجال الامن على اختلاف اصنافهم من المتقاعدين الراغبين بالعمل وخاصة من عمل بالشرطة من اجل خبرتهم بالتعامل مع الناس ويزود المكتب بصورة من مخطط الحي او الاحياء التي تتبعه ويكون مسجلاً لديه بالجهاز رقم كل منزل ومالكه وساكنه ورقم هاتف المنزل والجوال ما امكن واذا كان مستأجراً فمكان عمله ورقم تليفونه بالعمل ايضاً زيادة على السابق ومعلومات اخرى لديّ لا يتسع المجال لذكرها.. بهذه الطريقة يمكن الاشراف على الساكنين بما لا يقل عن 95% فهلا استخدمنا امكانياتنا لحفظنا وحفظ امننا وحفظ من يعيش بين ايدينا وتحت مسئوليتنا وبذمتنا.. ارجو ان نتمكن من ذلك.
صالح العبدالرحمن التويجري
|