لقد وضعت «الأصبع» على الجرح

الأستاذ عبدالرحمن السماري حفظه الله
لا أدري كيف أبدأ رسالتي هذه إليك لأنني عرفتك شخصاً أبياً لا تسكت عن الخطأ مهما سبب لك من متاعب وكانت معرفتي بك منذ ما يزيد عن خمسة وثلاثين عاماً كنت خلالها من الحريصين جداً على ما يسطره قلمك من معالجات ومناقشات لجميع ما يهم الوطن والمواطن، والذي دعاني إلى بعث هذه الرسالة إليك وفي هذا الوقت بالذات هو ما كتبته في زاوية «مستعجل» بجريدة «الجزيرة» بتاريخ 20/3/1424ه العدد «11192» بعنوان «الجامعات مغلقة للتحسينات» حيث إننا نعيش هذه الأيام هول الصدمة من جراء الأحداث الأخيرة التي حدثت في مدينة الرياض وراح ضحيتها أناس أبرياء وسببت لنا من الألم والحسرة ما لم نستطع نسيانه لزمن طويل، وقد كنت من المتابعين لما يطرح في إعلامنا عن الأسباب والمسببات التي تدعو مثل هؤلاء لاقتراف هذه الجرائم ولم أجد في جميع ما كتب ما يصيب كبد الحقيقة في ايضاح السبب الرئيسي وراء هذا الانحراف الفكري لدى هؤلاء الشباب إلى ان قرأت مقالك سالف الذكر الذي وضع الاصبع على الجرح حيث إن شبابنا يعاني من الضغوط النفسية عند نهاية كل عام دراسي مما تعجز النفس البشرية عن تحمله، وكما تعلم يا أخي الكريم ان الدولة أعزها الله لا تبخل في كل ما من شأنه تحصين شباب هذه الأمة وتوفير فرص العيش الكريم لكل مواطن ولكنها بحاجة إلى من يساعدها ويقدم لها النصح والمشورة مثل ما جاء بمقالك سالف الذكر ولكن الأمر يحتاج إلى تفعيل ومتابعة لهذا الموضوع الذي أجد انك أهل له وذلك بإصدار صرخة قوية عبر منبرك النزيه باسم هؤلاء الشباب إلى ولاة الأمر للإسراع في معالجة هذه المشكلة وايجاد الحلول المناسبة لها قبل ان يستفحل الأمر ونجد المدارس الثانوية تخرِّج لنا مجرمين وقطَّاع طرق، لأن الكل يبحث عن لقمة العيش فإذا سدت الأبواب في وجوههم سيبحثون عن أي باب يوفر لهم هذه اللقمة، أتمنى لك طول العمر والتوفيق في أداء رسالتك السامية.