توقفت كثيراً عند وقفات حمد بن عبدالله القاضي الذي كان تحت هذا العنوان «الحديث الذي رشَ الأمن في قلوبنا.. الوقفات المتبصرة في حديث رجل الأمن الأول.. بقاء هذه الهيئات وجميع المؤسسات الدينية الرسمية أحد ثوابت هذا الوطن»، تلك الوقفات قد سطرت بأيادي الكاتب الكبير، وبلمساته السحرية في صياغة الكلمة وحسن التعبير كالمعتاد منه وفقه الله وتم نشرها في العدد 11192 في يوم الأربعاء 20/3/1424ه.
تحدث صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله وسدد على الدرب خطاه خلال المؤتمر الصحفي الذي كنا في أمس الحاجة إليه وفي ذلك الوقت بالذات لتلك الكلمات التي أثلجت صدورنا جميعاً من لدن سموه الكريم، فكانت كالبلسم الذي يداوي الجراح، فلا أظن بأن يخطر ببال أحد منا بأن قيادتنا التي خرجت أنسالها من صلب الإمام الفاضل رحمه الله وهو الذي ساند الشيخ الجليل محمد بن عبدالوهاب لنشر دعوته لدين خالٍ من الشرك في وقت عبدت فيه الأصنام في الجزيرة العربية، وقد أسست هذه الدولة ليس على القومية أو الديمقراطية أو العلمانية أو إلى أي انتماء حزبي وإنما جمعت أشتاتها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز على أساس من الوحدة الدينية والعقيدة الإسلامية.
لقد استاء كل ذي لب وعاقل بتبصر ما يحدث من تفجيرات وقتل للأرواح وهدر لمقدرات هذا الوطن الشامخ بأهله وقيادته، بل والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن وهو يرى ويسمع ما يحدث من أناس محسوبين على الإسلام وللأسف الشديد قد شوهوا صورة الإسلام بفعلتهم النكراء وفتحوا باب قد يصعب اغلاقه أمام العدو للنيل من الإسلام والمسلمين، فلماذا لا نبحث عن الأسباب التي أدت بتلك الفئة القليلة في عددها وعقلها إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال الشنيعة، ومن المستفيد من نتائجها في نهاية الأمر، لقد قنّن أعداء الإسلام كلمة الإرهاب وقصروها على المسلمين، والمتابع للإعلام الخارجي من إعلام ثقافي وسياسي يتبين له ما حيك ومازال يحاك ضدنا، بل ان معظم الغربيين ومن لا يدينون بالإسلام قد أطروا واحاطوا كل مسلم بصبغة الارهاب، ونحن وديننا وقيمنا وعاداتنا كسعوديين بالذات نعد بعيدين كل البعد عن هذا، فلماذا ألبسونا هذا اللباس الفضفاض الذي لا يتناسب مع ثقافتنا وعاداتنا كمسلمين أولاً وكعرب ثانياً، فيا ترى من هذا الذي يقف وراء هذا الارهاب أهو الإسلام!؟، لا بل إن الإسلام يأمر بالرحمة والتسامح ولين الجانب وعدم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وليس القتل والدمار وترويع الآمنين ونشر الفتنة والترويج لها والفتنة أشد من القتل، إذاً أهو الإنسان العربي السعودي الذي تربى على القيم الإسلامية وعادات الإنسان العربي من شهامة ونجدة ملهوف واغاثة محتاج ومد يد العون لكل محتاج وذي فاقة، لا والله إن هذه الأعمال الشنيعة هي نتاج فكر مستورد حتى وإن فعلت بأياد سعودية وللأسف الشديد فيبقى هذا الفعل مستنكراً من أهل هذه البلاد الطاهرة، فمن المؤكد ان أصحاب هذا الفكر المنحرف المستنكر والهادف إلى التخريب في بلاد تكره الإسلام وأهله، واستغلوا سذاجة عقول بعض ضعاف النفوس وغرروا بهم لمساعدتهم ليمرروا أفكارهم لمحاربة الإسلام والمسلمين، والنتيجة هي توسيع الرقعة اليهودية في المنطقة حيث كانت البداية من العراق بالحجة الواهية التي طالما سمعناها حتى كدنا نصدقها من كثرة ترديدها بإعلامهم الذي يقلب الحقائق ويزيفها، وهي امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، ومرروا بما يحدث في بلادنا من أحداث حتى تكون لهم الحجة لحرب ضدنا ان سرية أو معلنة، فهل يعود أولئك الشباب إلى صوابهم ويعون ما يحاك ضدنا وضد الإسلام من مكائد، كذلك ما حدث في الدار البيضاء وحالات الاستنفار التي عمت تقريباً كل الدول ما هو إلا تضليل للعالم ليصوروا للعالم أجمع بأن المسلمين في كل مكان لَهُم على السلوك نفسه، وبذلك تعود النتيجة المرجوة وهي تشويه صورة الإسلام عن طريق تشويه صورة المسلمين، أما نهاية هذه المسرحية في بلادنا فالله وحده هو الذي يعلمها وان كنا نستطيع ان نخط لها خطا بتمسكنا بديننا والتفافنا حول قادتنا وبتشبثنا بتراب هذا الوطن الغالي والحفاظ على أمنه واستقراره، فالمتابع للأحداث يلاحظ أنه ومنذ الثمانينيات تقريباً كانت بداية تنفيذ هذه الحرب الضروس ضد الإسلام والمسلمين إذ بدأت بالانفتاح الإعلامي على العالم الإسلامي والعربي ومروراً بالحرب الاقتصادية وتكبيل الدول الإسلامية على الأخص اقتصادياً وان كانوا يخططون للآلية التي سوف تسير عليها هذه الحرب منذ مئات السنين ولكن التنفيذ الفعلي لهذه المخططات كان في ذلك اليوم المشؤوم وهو الحادي عشر من سبتمبر فلم يبرهنوا إلى يومنا الحالي على أن من قام بها هم مسلمون أو عرب، فهل يعي من انجرف وراء هذا التيار التخريبي ما يخطط له أعداء هذه الأمة وما يريدون الوصول إليه أم يساعدونهم على نشر وتنفيذ هذه المخططات التي لا تخدم الأمة الإسلامية ولا الإسلام.
قد يبقى الإنسان حائراً وراء الأسباب التي أدت بتلك الطغمة الفاسدة إلى الانجراف وراء هذا التيار وهذه الأفعال الشنيعة التي لا يقرها لا عقل ولا دين منزل، قد يكون الفقر أو البطالة أو خلو الفكر من العلم والثقافة ولذلك يجب على العقلاء والمفكرين وأهل الرأي والمشورة ان يجلسوا إلى طاولة واحدة لبحث الأسباب وحلها وبأسرع وقت ممكن لأن هذه المدارس التي قد أنتجت مثل هذه العقول المتسخة قد تنتج آخرين ما لم تجابه وتقابل بعقول مستنيرة تدل على الخير وتتجنب الشر تصنع المعروف وتهدم وتنكر المنكر وهذه الأخيرة تحتاج إلى همة ونشاط نحتاج إلى أمة عالمة بدينها وتعرف قدر وطنها وتقدر مكانته بين الأمم
فعشت يا وطني.. أبياً شامخاً للأبد..
أحبك يا وطني حتى وإن تنفست هواءك المملوء بعبق الصحاري المقفرة..
أحبك يا وطني كلما قبلت ترابك وأنا أشم رائحة أجدادي، ورائحة السلف الصالح.. وقبلهم
قائدهم الكريم صلوات الله وسلامه عليه..
أحببتك يا وطني بعيوبك وحسناتك..
فأنت يا وطني أنا وأنا أنت يا وطني..
أحمد محمد العييدي / الرياض
|