|
فجعت الأوساط القبلية، والعشائرية بل والشريحة الكبرى من المجتمع المحلي بمنطقة عسير قاطبة بوفاة شيخ من أكبر المشايخ براعة وكرماً وحكمة في إصلاح ذات البين في الخصومات والمشاكل المتفاقمة بين عموم الناس وحيازته على ثقة كل هذه الأطراف المتخاصمة لعلمها بحسن نيته وسداد رأيه وإخلاصه المتفاني، فكانت سببا لتزايد الثقة به وحافزاً له من المسؤولين الذين يعرفون مصداقيته وإخلاصه في التغلب على كل مشكلة يتدخل لإنهائها فأصبح مضرب المثل لهذه القضايا وهذه المشكلات وهذا الإنسان بطبعه هو الشيخ المعروف علي بن عبدالرحمن العسبلي رحمه الله الذي وافاه الأجل المحتوم قبل أيام في محافظة النماص والذي تقاطرت على عزاه آلاف مؤلفة من الناس من كل مكان ممتدة من منطقة نجران جنوباً مروراً بمنطقة عسير وسطاً حتى منطقة الباحة شمالاً خلاف المكالمات الهاتفية التي انهالت على ذوي الفقيد كان في مقدمتهم سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير والذي أناب عنه سعادة وكيل الإمارة في تقديم واجب العزاء والذي يكن سموه له وقاراً وتقديراً عظيمين وسرعان ما يلبي طلبه في أي طلب يراد منه حل مشكلة أو قضية قبلية كانت أم اجتماعية لثقة سموه في نزاهته وإخلاصه ومصداقية عمله فكان الحظ الأوفر دائما حليف ذلك الشيخ الموفق في أي مشكلة أو قضية يتوسط في إنهائها وكانت سببا رائعاً في سمعته وعلو منزلته وكان يتصف مع هذا بكرمه المشهود على مسمع الداني والقاصي فرحم الله ذلك الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد كنت شخصياً من المعجبين به لصفاته المشار اليها وتأثرت كثيراً بوفاته ولكن أقدار الله سبحانه وتعالى على كل نفس في الأرض وفي هذه الدنيا وقد كانت لي هذه القصيدة لمرثاه وإلا فلست شاعرا بالمعنى المطلوب ولكن اجتهاد المرء دليل قلبه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |