إنَّ التبادل الإنمائي للإنسان، وإنَّ الإحياء الفاعل لكلِّ مشاعره وأفكاره هو أن يجد من يبادله الرأي، ويقيم معه الحوار...
ذلك منفذ إلى تطوير ملكاته، والإجلاء عن كوامن مواهبه من جهة، وهو إتاحة منبسقة أمام أن يتدفَّق ما في داخله من مكنون قد يكون في إخفائه وطمسه هدر لما يمكن أن يتحول إلى دافع لتطوير ما قد يرتبط بالإنسان ذاته، أو بما يتعلق به من علائق الحياة.
في هذا الزمن تعددت وسائل وأساليب الحوار، الذي هو بوتقة الأفكار بوسيلة اللُّغة، سواء كانت اللُّغة الأبجدية، المنطوقة، أو اللُّغة التعبيرية بالحواس «السمع والبصر أو تعبير الوجه»...
إنَّ طاولات الحوار قد نصبت وامتدت..
وتحلَّق الناس في كلِّ دائرة، صغيرة أو كبيرة..
يتحاورون...
السؤال: ما الذي نما عند كلِّ امرىء من نتائج الحوار؟ جاء الحوار من خلف طاولات العمل، أو البحث، أو المختبرات، أو المصانع، أو المدارس، أو المصحَّات، أو.... أو.... أو حتى التَّحلُّق على أكواب الشاي وفناجيل القهوة؟....
من يشعر أنَّه وجد من يبادله رأيه، ويجلِّي عن كوامنه؟
ومن وجد أنَّه شاركه في الحوار أبعاده، ولم يحبط فهمه؟
وما هي نواتج الحوار؟ ومبادلة الرأي؟!
وما هي آماد نواتج هذا التبادل على المستوى الفردي أو الجمعي؟
إنَّ التفكر في هذا قد يؤدي إلى إحياء للحوار بوصفه واحداً من أساليب التنمية البشرية.
|