Wednesday 28th may,2003 11199العدد الاربعاء 27 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رجل فاضل فقدناه الشيخ عبدالله الجلهم في ذمة الله رجل فاضل فقدناه الشيخ عبدالله الجلهم في ذمة الله
عبدالله الصالح الرشيد

كانت المفاجأة أليمة ومحزنة ومذهلة عندما هاتفني الناعي بنبأ وفاة جارنا الإنسان الوقور الشيخ عبدالله بن إبراهيم الجلهم، هنا تفجرت مشاعري ووجدتني اجهش بصمت ونبرات مكتومة، في تلك اللحظة توقفت أحاسيسي ولم أجد أمامي سوى صورة الفقيد الذي لم تغب صورته الحقيقية عني سوى ثلاث ساعات فقد رأيته يصلي معنا صلاة الفجر وإذا بالقدر يرصده وأجله المحتوم ينتظره بعد ان أدى صلاة الفجر وقفل راجعاً لمنزله، وقبل وصوله بثلاثين متراً إلى منزله وإذا بسهم المنية يتمثل بسيارة مسرعة تلقي به برعونة ونزق على قارعة الطريق وتهرب مع سائقها الطائش الأرعن وتتركه يتخبط في دمائه حتى لفظ أنفاسه الزكية في صبيحة يوم الاثنين الخامس والعشرين من ربيع الأول.
لقد لقي وجه ربه وهو عائد من صلاة الفجر إثر هذا الحادث المؤلم وكان أحد أبنائه قد حجز له السفر إلى مكة المكرمة الساعة الواحدة والنصف ظهراً في نفس اليوم ليظل كعادته بين فترة وأخرى لمدة اسبوع بجوار البيت الكريم يناجي الخالق العظيم وهذا ديدنه منذ ان تقاعد عن العمل حيث كان يشغل من قبل منصب وكيل وزارة العمل المساعد للشؤون الاجتماعية.
واليوم وقد فارقنا إلى الأبد وحتى يجمعنا الله وإياه بدار كرامته بمشيئته تعالى لا نجد أمامنا إلا ان ندعو له بالرحمة والغفران وأن يسكنه الله فسيح جناته مع عباده الصالحين.
لقد كان فقيدنا الغالي مثالياً في أخلاقه سمحاً كريماً متواضعاً تتجلى في تعامله أروع الصفات، وفياً لأصدقائه وجيرانه، مخلصاً لدينه ووطنه مثال النزاهة وأنموذج التعامل الواعي مع موظفيه وزملائه ومع أبنائه.
لقد عرف الجميع أبا أديب رجلاً كبيراً في سلوكه تأسرك خلاله، وتدفعك إلى احترامه وتقديره خصاله الحميدة ومواقفه المشرفة لأنه يتعامل طيلة حياته مع الجميع بأخلاق الرجال الكبار بكل ما تحمله من أريحية وتواضع ونخوة وشهامة.
لقد خدم طيلة حياته في الكثير من ميادين العمل لأكثر من أربعين عاماً وكان أحد كبار أدباء وشعراء المملكة.
وجاء اسمه واحتل مكانته في كتاب «شعراء نجد المعاصرون» للأستاذ عبدالله بن إدريس.
والآن وقد أفضى إلى ما قدم لا يسعنا إلا ان نعزي أنفسنا بفقده كجار يندر مثاله بالوفاء والتواضع، كما نتقدم بالعزاء الصادق إلى أبنائه الأوفياء ووالدتهم الفاضلة واخواتهم وإلى عائلة الجلهم كافة وأسرة العجروش وجميع أقارب ومعارف وزملاء الفقيد رحمه الله.
فطوبى لك أيها الراحل الغالي ولتهنأ في مثواك قرير العين مرتاح الفؤاد بجوار رب كريم رحيم وكأني بلسان حالك يقول:

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved