Wednesday 28th may,2003 11199العدد الاربعاء 27 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
تعاون المواطن مع الأمن «2-2»
عبدالرحمن بن سعد السماري

* إن الأب الذي يشك في تصرف ابنه أو أبنائه أو يرى منه سلوكاً غير سوي.. أو تصرفات مشبوهة.. سواء لوحده أو مع أصدقائه.. فإن عليه أن يستعين بالشرطة أو بالجهات المعنية.. ويحاول أن يصل معهم إلى حل أو تفسير للمعضلة.. فقد يتم إحباط جرائم وكوارث يمكن أن تطيح برأس ابنه.. ولكن إذا بلَّغ عنها مبكراً.. فستكون عقوبته بسيطة للغاية.. وقد يترك تكريماً لوالده بعد استيفاء كل المعلومات المطلوبة منه.
* وكم من الآباء والأهل.. سلموا ابنهم المدمن للجهة المعنية.. فوجدوا كل التعاون والتجاوب.. ووجدوا العلاج لابنهم وخرج من المستشفى معافى سليماً.. وعاد إلى المجتمع كعضو صالح نافع فاعل فيه.
* إن مشكلتنا عندما لا يكون بيننا وبين الشرطة جسور.. أو نظن أن الشرطة والجهات الأمنية شيء مرعب مخيف.. أو شيء ضار.. بينما هي على العكس من ذلك.. فلو ذهبت بابنك أو قريبك.. شاكاً فيه وتحروا ولم يجدوا شيئاً.. فإنهم لن يوقفوه حتى لو طلبت ذلك أو ألححت عليه.. لأن هذه الجهات ليس همها وهدفها وهاجسها ورسالتها إيقاف هذا ومساءلة الآخر.. ومعاقبة هذا وإحالة الآخر للمحكمة.. بل هدفها مصلحة الفرد والمجتمع.. والذود والذب عنه ودفع الشرور والأذى والمشاكل عن المجتمع.. ونشدان مجتمع آمن مستقر يعيش سعيداً.
* يبدو أن العلاقة بين المواطن ورجل الأمن عموماً.. تحتاج إلى المزيد من التشجيع والتحفيز والتقوية والتجسير وشيء من الثقة والاطمئنان.. وهذا.. لن يزرعه سوى ما قلته في زاوية سابقة.. من عقد لقاءات بين الجهات الأمنية والمواطن.. وإقامة معارض أو ملتقيات يسهم فيها المواطن العادي والشاب ورجل الأمن.. والدخول في دوائر الأمن تلك.. والاطلاع على ما يجري هناك.. وأن المسألة مسألة دائرة عادية مهمتها الحفاظ على أموال وأنفس وأعراض عباد الله.
* إلى قبل سنوات.. ربما بعيدة.. كان الشرطي أو العسكري كالبعبع المخيف المرعب.. وكان العسكري لا يمكن أن يمشي إلا مقطب الحاجبين مكفهر الوجه لا يبتسم ولا حتى يتحدث مع أحد.. بل صاحب لسان صلف وعنجهية شديدة.. ويبدو أن هذا السلوك السابق.. زرع في نفوس البعض هذا التخوف الشديد من رجال الأمن ومن الأمن عموماً.. ونحن نحتاج الآن.. وفي ظل أوضاع جديدة اختلفت فيها الأمور.. وصار رجل الأمن يحمل أعلى المؤهلات وأعلى الشهادات وصار رجل الأمن دكتوراً ومفكراً ومثقفاً وخبيراً.
* نحتاج إلى صنع علاقة جديدة.. وزرع ثقة جديدة.. وتبديل الصورة السابقة.
* إن دوائر الأمن.. مثلها مثل الدوائر الحكومية.. قد تحتاجها لعلاج مشكلة معينة لديك أو لدى أسرتك أو مجتمعك.
* قد تحتاج إلى دوائر الزراعة لمعالجة آفة أصابت مزرعتك أو حديقة منزلك.
* وقد تحتاج إلى دوائر شرعية أو قضائية لعلاج مشكلة قانونية نشأت لديك.
* وقد تحتاج إلى استشارة شرعية أو غيرها وهكذا.. ومثل ذلك.. تحتاج إلى دوائر الأمن لمعالجة مشكلة قائمة أو حتى مجرد شكوك.. حتى تقطع الشك باليقين.. ويصبح الأمر واضحاً..
* وثق.. أن تبليغك عن أي شخص مخطئ أو في مكان شبهة.. هي حماية له شخصياً قبل حماية المجتمع.. لأنك بهذا التصرف.. تردعه قبل أن يتهور ويرتكب جرماً عظيماً.. ولحظتها.. لا ينفع أي شيء.. وتصبح الأمور صعبة للغاية.. فأنت إزاء جريمة ومجرم ولكن بتصرف بسيط.. تحول دون كل ذلك.
* وليس معنى هذا أن ذلك الدور المطلوب منك.. دور تجسسي أو ملاحقة عباد الله أو ممارسة الفضول أو الإضرار بأحد.. لأن ذلك ليس شأنك.. لكن لو شاهدت أمامك شيئاً أو شككت في شيء.. أو رأيت شخصاً أو بيتاً مشبوهاً.. فيجب عليك الإبلاغ عنه فوراً.. ولن يطولك أي شيء.. سواء ثبت البلاغ أم لم يثبت.
* هذا الأمر.. يحتاج إلى مناقشة وحوار.. ويحتاج إلى رأي الجهات المعنية نفسها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved