* بغداد رويترز:
قال مسؤول أمريكي أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستحث دائني العراق على النظر في تخفيف ديونه في القمة التي تعقدها الدول الصناعية في مطلع الأسبوع المقبل دون الخوض في تفاصيل الاحتياجات الفورية لإعادة البناء.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الفوضى وأعمال السلب والنهب التي اجتاحت العراق عقب الإطاحة بحكم صدام حسين في التاسع من ابريل/نيسان جعلا من الصعب شرح احتياجات العراق لإدارة الخدمات الحكومية الأساسية في الأشهر القليلة المقبلة.
وتعقد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا قمتها في أول يونيو/حزيران في ايفيان بفرنسا لرأب الصدع الناجم عن قرار الرئيس جورج بوش شن الحرب على العراق رغم معارضة دولية واسعة النطاق.
وطلبت الولايات المتحدة من الدول المانحة ومنها تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى وكذلك اليابان وألمانيا المساهمة في مساعدة العراق لكنها ستشارك في القمة دون خطة تفصيلية لما يحتاجه العراق.
وقال المسؤول الأمريكي إن تحديد الاحتياجات سيستغرق بضعة أسابيع أخرى على الأقل. وبعد الإطاحة بصدام خصصت الولايات المتحدة مبدئيا مبلغ 5 ،2 مليار دولار للعراق فيما يمثل أكبر مبلغ يخصص لبلد واحد في عام واحد منذ خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلى النقيض بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية لأفغانستان 780 مليون دولار في العامين الماضيين.
وستكرر واشنطن مطالبتها بتخفيف ديون العراق بدرجة كبيرة، ويقدر المحللون ديون العراق بما بين 120 و130 مليار دولار رغم أن المسؤول قال إن الصورة ليست واضحة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الوفاء بكل الالتزامات التي ترجع إلى عهد صدام سيعوق خروج العراق من الدوامة التي سقط فيها بسبب خوض ثلاث حروب في 23 عاما والعقوبات الدولية التي استمرت 13 عاما على العراق.
والولايات المتحدة ليست من كبار دائني العراق إذ إن ديونه لها تبلغ نحو ملياري دولار بالإضافة إلى مليار دولار فوائد.
ومن الدائنين الرئيسيين روسيا وفرنسا ولكل منهما نحو ثمانية مليارات دولار لكن هناك أيضا نحو 35 مليار دولار قروضا مختلفا عليها لدول الخليج العربية.
وقال المسؤول الأمريكي «خفض الديون هو كل ما يمكن أن نطالب به لأننا لسنا في وضع يسمح بمساعدة العراق على شرح ما يحتاج إليه بالضبط، ومازلنا نحاول التعرف بشكل واضح على مسائل مثل الوضع الحقيقي لديون البلد»، وقال مسؤول يختص عمله بالديون الخارجية على العراق في مكتب إعادة الإعمار الذي أنشأته وزارة الدفاع الأمريكية لادارة شؤون العراق ان الوثائق الضرورية لتقييم ديون العراق ضاعت في عمليات النهب.
واضاف ان الالتفات إلى قضية الديون قد يتم بعد عام أو عامين لان عنصر الوقت غير مهم فيها وان المهم هو اسلوب معالجتها.
وقال مسؤول آخر بمكتب اعادة الاعمار ان عملية رصد الديون الخارجية للعراق أصعب من المتوقع.
|