بحكم انتمائي وعضويتي للجمعية السعودية للإعلام والاتصال فإنني أعتبر أن حدثاً كبيراً وضخماً مر بنا عشية قبول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام، الرئاسة الفخرية لجمعيتنا التي شَرُفَت وتشرفت ونالت ما لم تنله جمعية مماثلة من الاهتمام والرعاية والمتابعة وتفقد لأحوالها وأحوال المنتسبين لها، وهذه ليس مستغرباً على سموه الكريم فقد أولى الإعلام بشكل عام والجمعية بشكل خاص دعمه وتوجيهه ووقته، وكل ذلك يأتي في إطار اهتمام سموه العميق بقيمة الإعلام الذي أضحى سلاحاً يزيل دولاً ويمحي شعوباً عن خارطة البسيطة، وان ننسى فإن العالم بأسره لا ينسى الجهود الجبارة التي ظل يبذلها سموه في نشر الحضارة الإسلامية السمحة وما تتمتع به بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي من نمو وازدهار في ظل القيادة الرشيدة لحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين.
لقد جاء المندى الإعلامي السنوي الأول الذي نظمته الجمعية وشرفه بالحضور سمو سيدي وزير الداخلية في ظل متغيرات وظروف وحملات شرسة يتعرض لها الإسلام عموماً والمملكة على وجه الخصوص، لاسيما أن الحملات الحاقدة التي تدار بأيدٍ صليبية يهودية حاقدة تستهدف في المقام الأول ديننا ووجودنا على الأرض كأمة مسلمة صاحبة رسالة خالدة.
لذا فإن المنتدى الذي بدئ بوضع الإعلام السعودي تحت المجهر حري بأن يلقى كل هذا الاهتمام من رجل الإعلام الأول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي يقوم بدور بارز وجهد مضن للرقي بالإعلام والسعي الدؤوب للوصول به إلى أعلى الرتب حتى يكون إعلامنا حائط صد قوي للهجمات المفتعلة، وعود على بدء فإني أتذكر أن توجهت بسؤال إلى الدكتورة خيرية السقاف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ورئيسة اللجنة الرئيسية للجمعية في ذاك المنتدى الى حمل شعار الإعلام السعودي «سمات الواقع واتجاهات المستقبل» سألتها عن الدور المنتظر الذي يمكن أن تؤديه المرأة لدعم أنشطة الجمعية لاسيما في هذه المرحلة بالغة الخطورة فردت سعادة الدكتورة بالقول: مع بداية نشأة الجمعية رأينا أن مشاركة المرأة قاصرة على نيل العضوية فقط ثم تطورت المسألة لتتكون لجنة رئيسية تمثل مجلس إدارتها للجانب النسائي حيث امتد دور المرأة شاملاً مساهمتها في الأنشطة العلمية والبحثية وذلك عبر المشاركة بالبحوث وأوراق العمل.
أما الأستاذة جميلة قطاني المنسقة الإعلامية للمنتدى فقالت عن المرحلة المقبلة بأنها تتطلب استقطاب الإعلاميات والشخصيات المهتمة بقضاياه لأننا في حاجة ماسة لمد الجسور بين الإعلاميات والهيئات الإعلامية لمزيد من رسوخ اقدام الإعلاميات نحو أفق المنهجية التي تتطلب الدورات التدريبية والتأهيلية المفضية إلى تعزيز مكانة الإعلام المنهج وقدرته في وجه الهجوم الكاسح الذي نجابه به من قبل الآلة الإعلامية الغربية الضخمة.
وفي تلك الندوة انتابتني مشاعر الغبطة وبدأت تغادرني سحابة الإحباط فهذه ليلة مباركة كسبت فيها الجمعية رئاسة رجل الإعلام الأول واكتشفت فيها أني انتمي إلى جمعية قديرة ما دامت عضواتها كلهن يفكرن بتفكير الدكتورة خيرية والأستاذة جميلة، فأهلا بمشاريع الجمعية ومنهجها الذي ننتظر منه التفعيل الحقيقي لملاقاة الاستعمار المطوي في أحشاء العولمة وديمقراطية وستمنسر المعلبة ومعاً يداً واحدة مع أميرنا المحبوب لسد الثغرات وخدمة الدين والمليك والوطن.
(*) عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
|