تتقرر قيمة برامج ومناهج التربية والتعليم في ضوء قدرتها على صياغة وتشكيل فكر وعقول وشخصيات الشباب على النحو الذي ينمي ويستثمر أقصى قدراتهم العقلية ويعينهم على توجيهها نحو خدمة أنفسهم وخدمة وطنهم.
إذا لم يحرس القدرات العقلية ويوجهها فكر سليم متوازن فقد يوجهها صاحبها نحو إفناء الإنسان وتدمير مكتسباته الحضارية. وعليه فإن نقطة البداية الصحية لإرساء القيم الأساسية الدينية والاجتماعية الراقية هي المرحلة المبكرة جداً من التعليم - مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي. هناك - في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي - سوف يتسنى لنا أن نبني ونؤسس لدى الطفل عادات وقيماً ومبادئ يصعب على أي فكر ضال طارئ أن يقتلعها مستقبلاً.
هناك سيتعلم الطفل كيف يحترم الغير ويبدي اهتماماً بهم، وسيتعلم ألا يتجاوز حق الآخرين في إبداء الرأي وحقهم في التملك المشروع، بل وحقهم في الحياة، هناك ستكون البداية الصحيحة لبناء الفهم والتصور الصحيح. وعليه، فإني من هذا المنبر أدعو زملائي التربويين والمؤسسات التربوية إلى تصحيح الخطأ المتمثل في تجاهلنا لمرحلة ما قبل التعليم الابتدائي، وفوق هذا أدعو أيضاً إلى تطوير برامج تشرك أولياء أمور الطلاب عند كافة المستويات الدراسية في كافة مناشط المدرسة التعليمية.
(*) كلية المعلمين بالرياض
|