ما الرسالة التي ستصل إلى رجل الشارع البسيط المستغرق في قوت يومه حول التفجيرات الأخيرة التي تمت في مدينة الرياض؟
ما الصورة التي ستنحفر في دماغ ربة البيت التي تمتد كشجرة وارفة تحت ظلال أبنائها؟ إحساسها وهي تدفع أطفالها كل صباح إلى المدرسة وهي تدعو الله بأن يحفظهم ويصونهم عبر طريق آمن ومدارس آمنة.. ووطن آمن؟؟
ما الرعب الذي سيغلف قلوب الصغار ونحن نحاول ان نفسر لهم (من هؤلاء ياماما؟) ولماذا يعلو الغضب والتجهم وجوههم؟؟ وماذا يبيتون لنا؟؟
لكن المصيبة الأدهى من جميع ما سبق كونهم يتحدثون باسم الإسلام ويتخفون باسم الإسلام ويروجون لشعاراتهم عبر الإسلام.
جميع تلك المتفجرات المرعبة والأسلحة بغيضة الشكل والقنابل المزروعة بين بيوت الآمنين المطمئنين تحاول ان تجعل الإسلام واجهة لها.
من الذي عبث بقلوب الشباب المحتدمة بالمثاليات؟ من الذي أفرغ مهجهم من الانتماء للجماعة والعمل من أجلها والسعي إلى الأسمى والأرقى وحولهم إلى الغام متفجرة مليئة بالحقد والرفض لمكانهم وزمانهم وتاريخهم وشعبهم؟؟
ما آلة الحقد المرعبة والجهنمية التي تلتقم الشباب وتعيد انتاجهم بصورة مشوهة ومحتقنة بالكره والبغض؟
هل يمتلكون خطة عمل إصلاحية واضحة وصريحة لهذا الشعب مكاناً وزماناً؟؟
ان أقرب نموذج لتجربتهم السياسية هي حكم (طالبان) في أفغانستان ذلك الحكم الدموي الذي اعتمد على النار والحديد والتصفية الدموية ضد جميع من لايشبههم أو يخضع لفكرهم ونظرتهم الضحلة الساذجة للدين وللحياة.
هل هذه الحلول التي تستحق هذا الركام من القنابل والمتفجرات على كل حال وجودهم ليس جديداً وطارئاً في النسيج الفكري والثقافي للعالم الإسلامي منذ فجر الإسلام.
فهم الذين قتلوا الإمام علي رضي الله عنه ابن عم الرسول عليه صلوات الله وزوج ابنته وأب لريحانتي قلبه واحد العشرة المبشرين بالجنة.
عبدالرحمن بن ملجم هو البذرة الأولى التي انتجت شجرة العنف والدماء والخبث وهي التي تحتوي على ماض دموي مرعب عبر صفحات التاريخ.
حمانا الله واياكم من الفتنة وشرورها وربط الله على قلوب شباب المسلمين وحماهم من ثمار شجرة الخبث {فّأّمَّا الذٌينّ فٌي قٍلٍوبٌهٌمً زّيًغِ فّيّتَّبٌعٍونّ مّا تّشّابّهّ مٌنًهٍ ابًتٌغّاءّ الفٌتًنّةٌ}.
|