|
|
من الموضوعات المبرمجة على جدول أعمال «الإنسان» في المجتمعات المتحضِّرة حديثاً موضوع «الاتصال» وقدرة «الإعلاميا» على الربط بين رموز، وأبجدية، وأرقام المعاملة التلقائية بين حاجات الإنسان من عناصر «تخصُّه» خارجة عنه، وعناصر تخصُّه داخلة في تكوينه، من حيث رغباته، تطلُّعاته، حاجاته، طموحاته أو تلك الخارجة عنه: اللَّغة، والعدد، والرموز، فمنذ وظَّف الإنسان على مستوى الفاعلية التلقائية «التَّقْنية» في شكل الآلة الحاسبة، ومن ثمَّ تطوراتها التي لحقت بها حتى غدت «حاسوباً» متنقلاً بحجم الكفِّ وتحوَّل اتصاله «بأغراضه» وتفاصيله عن طريق تلقيم هذه «الآلة» رموزه، وحروفه، وأرقامه، كي تقابل ما يُمليه عليها في سبيل برمجة اتصالية بينه وبين نتائج تأتيه طواعية، فإنَّ هذا الإنسان قد وظَّف كافَّة هذه المسخَّرات في سبيل اتصاله الأسرع، الأنضج، الأشمل، الأدق.. في حالة أن يُتقن المقابلة بينه وبينها. وفي المقابل لم تعد هناك قابلية «للعقول» التي تتعامل «بتسطُّح» مع ما يقابلها من الرموز في العقول الأخرى، إن كان الإنسان يؤمن تماماً بأنَّ لغة اتصاله الحياتية بالآخر هي لغة ما ينطق بمثل ما هي لغة ما يفكر...، سواء جاء اتصاله بأحد أشكال اللُّغة المفكَّرة، فالمنطوقة، فالمكتوبة، أو بها معاً...، فكلُّها تتَّجه لأن يكون القاسم المشترك بينها هو فهم الإنسان للآخر، ممَّن فكرَّ ونطق، أو فكرَّ وكتب أو ذلك الذي سمع ففهم، أو قرأ ففهم... فهناك علاقة تبادلية بين الإنسان والآخر بمثل ما هي العلاقة التَّبادلية في علم «الاعلاميا» بين عناصر التَّلقيم والتفاعل. فالتجاوب، لا يتمُّ إن كان هناك «تلقيم» خاطئ، برمز أو عدد، أو حرف. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |