Thursday 8th may,2003 11179العدد الخميس 7 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

2 - 6 - 1390هـ - الموافق 4 - 8 - 1970م - العدد «305» 2 - 6 - 1390هـ - الموافق 4 - 8 - 1970م - العدد «305»
قيثارة وكلمات
بقلم: طلعت أبو جبال

الشعور بالاحساس شيء طبيعي يوجد مع العقل البشري كلما هم بالتفكير.. والسلبية الايجابية عقد تجاري مع ذلك الشعور بالاحساس المفعم بالمسؤولية الذاتية عندما تتطور هي الأخرى وتتركز في ثورة العقل.. والسبق الطبيعي للعقل يكون من جهة الشعور.. فأنت تشعر لذلك تحس بالمارة ولا أريد أن أطيل بالشعور في هسمات الاحساس.. فالرسام الشهير «فان كوخ» عندما شعر بأن وجوده أصبح معدوماً وفرغ الحب المدعم بالأمل في لوحاته الشهيرة، أحس بعد ذلك بأن هناك شيء، لابد أن يفعله وينقذه على الفور.. فانتحر.. وأنهى ذلك الشعور باحساس الانتحار..وأبو القاسم الشابي شعوره بالألم الذي أودعه إلى الاحساس.. وفتح له طريقاً جديداً بالحب الذي خلده في أجمل لوحاته الشعرية الصادقة الاحساس ممزوجة بدمه الغالي مع نفحات زكية أعطته ذاته في طريق شاق صعده على الرغم من كل المعوقات التي اعترضت ذاته واحساسها، ولكنه لم يستسلم بل أفرغ كل ذلك في حبه الضائع الذي لم يتعطر منه بالأمل الصادق حتى شذا عبق قصائده في أنوفنا إلى روضة خالدة عبر التاريخ والعصور..وكولن ولسن عندما قبع في خيمته ليكتب دراساته النفسية وهي ناتجة عن احساسه بشعور المدرك الفاهم كان مزيجاً من الحب والأمل وعلى أن تكون تلك الدراسات لها قيمة ذاتية عند كل الطبقات.وعندما يكون الاحساس بالشعور صادق المعنى تتبلور معانيه في اطارها وتقف على الحب ممزوجاً بدم صاحبه مبللاً بالأمل.. وهنا تكون رعشة قديمة سطرها شعراؤنا القدامى في لوحاتهم الرائعة عن ذلك المعنى.. وضياع الحب بالأمل شيء ملموس نستطيع أن نقف على حدوده ونطل باشراقة تفاؤل نستسلم فيها للايجابية إن أمكن ذلك.. أو للسلبية إذا فشل الأمل.
حبات مطر:
يقول نزار القباني في احدى قصائده:
الحب يا حبيبتي قصيدة مكتوبة على القمر.
الحب على ريش العصافير وحبات المطر.
وتمضي قافلة نزار تسير في طريق المطر.. حتى يهدأ ليعود للتحدي مرة أخرى..وفي صولجان الحب..
يا من تحدث في حبي له مدنا بحالها وسأمضي في تحديها..
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها.
على الرصيف:
كان يسير وحده على ذلك الرصيف الخالي من البشر.. يهمس بكلماته إلى ذاته..
فيرتد صداها في أعماق نفسه كصخرة حطمت آماله على ذراتها..
وفجأة تغير الموقف والتجأ إلى البكاء لترتاح نفسه ويطمئن باله.. حدث هذا في سن المراهقة التي أعمته عن الصواب.. وسار في طريق الهاوية..
وفي لحظة حاسمة من حياته فرك عينيه وشاهد منظراً حزيناً.. شاهد ذاته وهي على رصيف كتب على صفحاته «لا يصلح العطار ما أفسده الدهر» وعبارة أخرى «البقاء للأصلح»..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved