يحاول القطاع الصحي عموماً استقطاب خيرة الكفاءات وأمهرها لما في ذلك من أهمية لا تخفى على أحد، فهو القطاع الذي يتعامل مع الإنسان في حالات الصحة والمرض، ولذلك لا عجب إن رأينا التسابق المشروع بحثاً عن كوادر تفخر المؤسسة بها، وكذلك تعرف هي قيمة المؤسسة التي أولتها ثقتها.
ولعله من الأمور الواقعية أن يتجلى ذلك بوضوح في القطاع الطبي الخاص ، و«الحمادي» جزء أساسي منه في أرضنا المعطاءة، لقد عرف «الحمادي» قيمة هذه العملية الانتقائية الاختيارية، ووضع لذلك معايير دقيقة بحثاً عن طبيب أو حتى ممرضة أو موظف يتمتع بصفات العطاء والإنجاز والتفتح الذهني والخبرات المشهود له بها والمقدرة العلمية، وبنفس الوقت الحفاظ على ما لدينا من خبرات وكفاءات متميزة قل اجتماعها في مؤسسة واحدة.
إننا وبمنظارنا الإداري نميز بوضوح بين الطبيب الذي يفني عمره في تطوير نفسه ورفع مستوى خبراته ومعارفه ويتفانى بخدمة مرضاه ويصل الليل بالنهار في البحث والاطلاع ورغم ذلك لا تفارق البسمة محياه، وبين ذلك الذي يكتفي مما أخذه أثناء دراسته ونسي نصفه أو أكثر، وجعل ممارسته المهنية عبارة عن عمل روتيني وتجارة يحصل بنهايتها على راتب شهري، وقطع ما بقي من أوصال بينه وبين من ينشد الصحة على يديه، وفي هذا كل الأذى لنفسه قبل غيره.
إن المثال المشرق الساطع الأول هو ما ننشده، وقد نجحنا والحمد لله في هذا المسار على مدار السنين، وقد نجح كذلك من كانوا المثال والأنموذج الطيب فحازوا على إعجاب المريض والمجتمع، وكذلك المدير، وكانت السعادة إن جاز لنا التعبير من نصيب الجميع، وبالتأكيد فإن لكل مجتهد نصيب.
( * ) المدير العام للمستشفى
| 
