Thursday 8th may,2003 11179العدد الخميس 7 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن تسبب في وفاة المئات في أنحاء من العالم بعد أن تسبب في وفاة المئات في أنحاء من العالم
الالتهاب الرئوي الحاد بين غموض أسبابه وإمكانية الوقاية
د. محمد طه شمسي:
المرض الغامض ينتقل عن طريق الرذاذ بين الملاصقين للمرضى والأطباء

انشغلت الأوساط الطبية العالمية في الآونة الأخيرة بظهور نوع غريب من حالات الالتهاب الرئوي الحاد تسبب في وفاة عدد كبير من المرضى في الصين، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وهونغ كونغ، وغيرها دون معرفة أسباب الإصابة، أو نوع الفيروس المسبب للمرض، أو وسائل العلاج.
لكن ماهي أعراض المرض، ومظاهره، ومضاعفاته؟ والسبل الممكنة للوقاية منه؟
د . محمد طه شمسي باشا أخصائي أمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض يعرّف المرض بأنه حالة مرضية تصيب الجهاز التنفسي بشكل أساسي، وتؤدي في حالات قليلة إلى الفشل التنفسي، ولا يزال السبب في حدوث الإصابة غير معروف، فقد لوحظت بداية الإصابة به في بداية الثلث الثاني من شهر فبراير 2003م في هونغ كونغ، وجنوب الصين، وسنغافورة، وتايوان، وإيطاليا، وايرلندا، والولايات المتحدة، كما لوحظ أن أغلب المرضى الذين أصيبوا به كانوا من البالغين بعمر يتراوح بين 2570 سنة، مع حصول حالات قليلة عند الأطفال أقل من 15 سنة، كما ثبت أن فترة حضانة الفيروس تتراوح بين 27 أيام، وحتى 10 أيام، وتكون بداية المرض بأعراض منذرة، حيث يشكو المريض من حرارة عالية أكثر من 38 درجة مئوية، تترافق أحياناً بقشعريرة وعرواءات ( نفاضات )، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى مثل الصداع، والآلام العضلية مع بعض الأعراض التنفسية البسيطة، وقد سجلت حالات مصحوبة بإسهال.
وبعد 37 أيام من بداية المرض، تبدأ المرحلة التنفسية، حيث تصاب الطرق التنفسية السفلى، فيعاني المريض من سعال جاف مع ضيق تنفس، يترافق ذلك مع نقص في أوكسجين الدم، وفي 1020% من الحالات يكون المرض التنفسي شديداً، يستدعي وضع المريض على جهاز التهوية الاصطناعية، أما الوفاة فتحصل في 3% من الحالات.
ويضيف د. شمسي: ورغم أن سبب المرض لا يزال غير معروف، إلا أن التقارير الأولية تشير إلى أنه قد يكون نوعاً من الفيروسات التي تشبه نزلات البرد تسمى: (Paramyxovirides)، كما لوحظ أن المرض ينتشر بالرذاذ، حيث إن المرض يمكن أن ينتقل إلى الأشخاص الملاصقين للمريض من أفراد العائلة، أو من الوسط الطبي من ممرضين، وأطباء، ويفيد في التشخيص إجراء بعض الفحوصات الدموية والشعاعية للصدر، وقياس إشباع الدم بالأوكسجين، بالإضافة إلى زرع الدم، وفحص القشع المباشر مع المزرعة، وإجراء فحوصات خاصة للتحرّي عن الفيروسات، كما يمكن التعّرف على الشخص المصاب أو على الأقل الشك فيه، عند وجود حرارة، مع أعراض تنفسية، بالإضافة إلى قصة سفر حديث، ويقبل المريض في المستشفى إذا استلزم الأمر ذلك وتتضمن وسائل العزل وضع قناع جراحي على المريض أو الشخص المشكوك فيه، أما بالنسبة للأشخاص الملاصقين للمريض سواء أكانوا من أفراد العائلة أم من الوسط الطبي، فإنه يتوجَّب عليهم وضع القناع الجراحي بالإضافة إلى وضع القفازات ولبس معطف، وعند قبول المريض في المستشفى يوضع في غرفة عزل خاصة، كما يوصى بغسل الأيدي بالماء والصابون، أو استعمال الكحول.
وفيما يتعلق بإجراءات العلاج.. يقول أخصائي أمراض الباطنية بمستشفى الحمادي: تختلف شدة المرض من حالة إلى أخرى من مرض بسيط، وحتى حصول الوفاة ولكنه لا يتطور بشكل دائم إلى المرحلة التنفسية الشديدة، وبما أن العامل المسبب لم يحدد بعد، فإنه لا يوجد علاج نوعي، ولكن يوصى بإعطاء العديد من المضادات الحيوية على أساس وجود عوامل ممرضة عديدة تسبب التهاب الرئة، كما يتضمن العلاج إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات وللوقاية من الإصابة بالمرض على المستوى الداخلي، اتخذت وزارة الصحة بالمملكة جملة من الإجراءات للحد من انتشار المرض، ومتابعة المستجدات الوبائية فيه أولاً بأول، وتوعية المواطنين والمقيمين والمسافرين بالاحتياطات الواجب اتباعها للوقاية من المرض، وحثهم للسعي للعلاج بمجرد الشعور بالأعراض، لمنع تقدم المرض، وتفاقم الحالة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved