Thursday 8th may,2003 11179العدد الخميس 7 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بريمر يتولى تشكيل الحكومة المؤقتة وجاي جارنر للإشراف على إعادة النظام والخدمات الأساسية بريمر يتولى تشكيل الحكومة المؤقتة وجاي جارنر للإشراف على إعادة النظام والخدمات الأساسية
تعيين رئيس جديد للإدارة الأمريكية المدنية في العراق انتصار لباول في صراع النفوذ مع دونالد رامسفيلد

  * واشنطن أ. ش. أ:
وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش السفير بول بريمر الرئيس الجديد للإدارة الأمريكية المدنية في العراق وهو الاسم الرسمي لحكومة الاحتلال الأمريكية بأنه رجل يحمل خبرة كبيرة وأن الإدارة الأمريكية بكامل مسؤوليها تثق في قدرته على الاضطلاع بمهمته الرامية إلى تحقيق ما وصفه بالحرية والسلام في العراق.
وقال بوش لدى الاجتماع مع بريمر في البيت الأبيض في وجود وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد إنه يعرف عن الرئيس الجديد للإدارة المدنية قدرته على الإنجاز.
ويوصف قرار جورج بوش بتعيين مسؤول جديد للإدارة المدنية الأمريكية في العراق ليرأس الجنرال المتقاعد جاي جارنر الذي يوصف بأنه صديق لرامسفيلد وتربطه علاقة وثيقة بإسرائيل بأنه انتصار لوزير الخارجية الأمريكي كولين باول في صراع النفوذ مع وزير الدفاع رامسفيلد.
ويعد الرئيس الجديد لما يسمى بمكتب إعادة التعمير والمساعدة الإنسانية وهو الاسم الذي يطلق على حكومة الاحتلال في العراق هو دبلوماسي سابق من ممثلي التيار المحافظ في أمريكا أيضا.
وسيتولى بريمر تشكيل الحكومة المؤقتة بينما سيتولى الجنرال المتقاعد جاي جارنر مهمة الإشراف على إعادة النظام والخدمات الأساسية إلى العراق، ولم يتحدد موعد بعينه لبدء بريمر مهمته غير أنه من المنتظر أن يبدأ مهام عمله رسميا في وقت لاحق من الشهر الحالي.
وكان رامسفيلد قد قال في بيان صادر باسمه يوم الثاني من الشهر الحالي أن «جاي جارنر يقوم بمهمة عظيمة للولايات المتحدة، أي تلميح بعكس ذلك يفتقر للصحة تماما ويعد أمرا مزعجا».
وجاء بيان رامسفيلد آنذاك ردا على أنباء عزم بوش تعين بريمر في المنصب الجديد، حيث شدد ساعتها على أن «البيت الأبيض لم يعلن أي تعيينات بشأن مناصب أخرى.
وسيكون لبريمر سلطة أعلى على الجنرال المتقاعد جارنر غير أن كليهما سيقدمان تقاريرهما إلى البنتاجون مباشرة وليس من المعروف إذا كان هذا الوضع سيتغير في المستقبل.
كما يعد السفير بريمر مبعوث بوش في العراق هو المسؤول الأول عن الإدارة المدنية.
وقد عمل بريمر «61 عاما» في وزارة الخارجية الأمريكية لمدة 23 عاما شغل خلالها عدة مناصب رفيعة عدة مرات قبل أن يكلف في عام 1999 برئاسة اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي تقدم توصياتها للرئيس الأمريكي والكونجرس حول أفضل السياسات لمكافحة الإرهاب.
وقد وصف ترشيح بريمر الذي حث الإدارة الأمريكية على مواجهة الإرهاب والتعامل مع دول مثل سورية وإيران والسودان بصرامة أكبر على أنه تغير في الاستراتيجية الأمريكية حيال العراق وعلامة على فشل جارنر في الجانب السياسي من عملية إعادة بناء العراق.
وكان باول قد دخل في معركة النفوذ مع وزير الدفاع رامسفيلد بالرغم من الانتصار العسكري الذي حققته القوات الأمريكية في العراق.
ويتبنى كل من وزارة الخارجية الأمريكية من ناحية والبنتاجون من ناحية أخرى وجهة نظر متباينة حول مستقبل الحكم في العراق في مرحلة ما بعد الإطاحة بصدام حسين، بما في ذلك دور وأداء ما يسمى بالإدارة الأمريكية المدنية للعراق قبل نقل السلطة لحكومة عراقية منتخبة. ولا يقتصر الانقسام في الإدارة الأمريكية حول الدور أو المهمة التي يتولاها رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية الأمريكية في العراق أو هوية هذا الشخص حيث يتركز الخلاف بين الخارجية والبنتاجون أيضا على شخصية السياسي العراقي أحمد الجلبي رئيس المجلس الوطني العراق.
ويحظى الجلبي بتأييد قوي من البنتاجون لكن بعض المسؤولين في الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية «سي. آي. ايه» يشككون في مصداقيته ويصفونه بأنه شخص متسلق لا يتمتع بأي تأييد شعبي أو سياسي داخل العراق ويحمل تاريخ معاملات مالية مشبوهة.. وتفضل وزارة الخارجية الأمريكية بدلا من دفع أشخاص مثل الجلبي إلى الزعامة الجديدة في العراق، أن يتم وضع عملية انتقال مطولة وتدريجية وموسعة تؤدي إلى عقد مؤتمر وطني بين الفئات العراقية في العاصمة بغداد في نهاية الأمر لضمان التأييد لقيادة منتخبة. ولا يرتبط الجلبي بعلاقة وثيقة بالبنتاجون فقط بل بشخصيات تعرف بتوجهاتها المتشددة ضد العرب والمسلمين بوجه عام يقابلها علاقة وثيقة بإسرائيل وجماعات الضغط اليهودية الأمريكية مثل ريتشارد بيرل عضو مجلس سياسات الدفاع التي تقدم المشورة لوزارة الدفاع الأمريكية، وجيم ولزي مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق المرشح للعب دور مقبل في العراق.
وقد تردد في بعض الدوائر السياسية والإعلامية في واشنطن أن الجلبي تعهد لما يعرف بفريق الصقور الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة بالاعتراف بالدولة العبرية بعد وقت قصير من توليه القيادة في العراق وإقامة علاقة طيبة ووثيقة بين بغداد وتل أبيب تتناقض مع كان يوصف بتهديد عراق صدام حسين لإسرائيل.
ويتزامن الحديث حول هوية رئيس الإدارة الأمريكية في العراق في الوقت الذي أعرب فيه المراقبون للوضع في الأراضي العراقية المحتلة عن القلق لتدهور الوضع الأمنية وتزايد حالات إطلاق بما ذلك الاشتباكات بين المواطنين العراقيين وقوات الاحتلال الأمريكية كما حدث في غرب بغداد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved