Thursday 8th may,2003 11179العدد الخميس 7 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

واشنطن تشترط اعتراف أنقرة بالخطأ واشنطن تشترط اعتراف أنقرة بالخطأ
بوادر أزمة بين تركيا وأمريكا بسبب تجاهل واشنطن وزيردفاع تركيا

  * أنقرة واشنطن أ. ش. أ:
ظهرت علامة أخرى من علامات الأزمة التي تشهدها العلاقات التركية الأمريكية خلال زيارة وجدي جونيل وزير الدفاع التركي للولايات المتحدة التي اختتمها في وقت مبكر صباح أمس الاربعاء عائدا إلى أنقرة.
وأشارت الصحف التركية إلى أن وجدي جونيل الذي توجه إلى واشنطن لحضور اجتماع لحلف الناتو وأوكرانيا لم يستطع الحصول خلال الأيام الأربعة التي استغرقتها زيارته على مواعيد للقاء أي من المسؤولين الأمريكيين باستثنناء مارك جروسمان مساعد وزير الخارجية.
وأوضحت الصحف أن وجدي جونيل التقى مصادفة على هامش الاجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد إلا أنهما لم يعقدا أي اجتماعات أو مباحثات ثنائية بالرغم من خطورة المرحلة الراهنة في العراق وما يفترض أن تتطلبه من تنسيق تركي أمريكي.
وأشارت إلى أن وزير الدفاع التركي اكتفى بالقيام بجولة في واشنطن مع العلم بأنه وقبيل اندلاع الحرب عندما زار وزير الخارجية التركي يشار ياقيش واشنطن مع وزير الاقتصاد على باباشان الرئيس الأمريكي جورج بوش كان على رأس المسؤولين الأمريكيين الذين تباحثوا معهما.
ويذكر أن تركيا كانت قد انتقدت رامسفيلد مؤخرا لتوقفه في قاعدة انجيرليك العسكرية بينما كان في طريقه من أفغانستان إلى لندن دون أن يفكر في التوجه لأنقرة أو لقاء أي من المسؤولين الأتراك.
وجه بول وولفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكي انتقادات حادة لتركيا، وقال إن تركيا التي تنظر واشنطن بتقدير إلى نموذجها الديمقراطي خيبت آمال الولايات المتحدة وجعلت مهمة تحرير العراق أكثر صعوبة واقتربت من عقد اتفاق مع أسوأ ديكتاتور في العالم.
وقال وولفيتز في حديث خاص لشبكة سي. إن. إن. تورك الإخبارية التركية إن الولايات المتحدة بالرغم من ذلك تريد فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا لكنه اشترط لتحقيق ذلك اعتراف أنقرة بخطئها مع واشنطن وأن تكون حساسة بشكل أكبر للحوادث التي تقع في العراق إذا كانت راغبة في الاستمرار في علاقات الشراكة الاستراتيجية بينها وبين واشنطن.
وأوضح بول وولفيتز أن الجيش التركي لم يدافع ولم يؤيد مذكرة نشر قوات أمريكية في تركيا وعبورها للعراق، وكانت خيبة أملنا كبيرة أيضا في الحكومة التركية والرأي العام التركي لأنهم لم يفهموا ما يحدث بالعراق.. واستطرد قائلا إنه كان من المفروض عليهم في تركيا أن يقدموا المساعدة لنا كي تحمي الولايات المتحدة المواطنين العراقيين وتنتقل بهم إلى مكانة أفضل.
وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي إن الفرصة ما تزال قائمة لكي تعمل تركيا مع الولايات المتحدة سويا لتأمين الديمقراطية في العراق.
وطالب المسؤول الأمريكي تركيا بالعمل على اتباع سياسة تنسجم مع السياسة الأمريكية فيما يتعلق بسوريا وإيران لأن واشنطن تعتقد بضرورة تغير مواقف دمشق وطهران.
وأضاف ان الفرق البولندية والإنجليزية تتولى حاليا مهام حماية السلام في العراق معربا عن عدم اعتقاده بأن لتركيا دورا في هذا الإطار في الفترة الحالية.
وتحدث بول وولفيتز باسم الشعب العراقي قائلا إن العراقيين لا يريدون الاقتراب الكامل من دولهم المجاورة ومن بينها تركيا ولا أريد أن أذكر عبارة «ان العراقيين لا يرغبون الأتراك» لأن هذه العبارة ستكون عبارة قاسية على تركيا لكنني أقول فقط إن العراقيين لا يرغبون في القوة التركية.
وانتقد نائب وزير الدفاع الأمريكي الجيش التركي قائلا إن الجيش التركي لم يظهر دور الزعامة القوية في الأزمة العراقية كما أن الحكومة التركية لم تفهم ما الذي خسره الشعب التركي.. ويجب على تركيا أن تعترف بالخطأ الذي ارتكبته في موضوع العراق وأن تتخذ قرارا يتعلق بكيفية تقديم دعمها لأمريكا.
وفيما يتعلق بقاعدة انجيرليك العسكرية قال وولفيتز إننا لم نتخذ حتى الآن قرارا نهائيا بشأن مستقبل قاعدة انجيرليك.. ونحن لم ننسحب من القاعدة.. ولكن تركيا هي التي ذكرت لنا أن مهامنا في قاعدة انجيرليك قد انتهت ويجب أن تتركوها مع العلم أننا كنا نتوقع من تركيا أن تعرض علينا استخدام القاعدة.
وأضاف المسؤول الأمريكى أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى في مكان غير مرغوب تواجدها فيه.. وأعرب وولفيتز عن اعتقاده بأنه لم يعد ممكنا من الآن فصاعدا لواشنطن الاستفادة من قاعدة انجيرليك.
ومن ناحية أخرى، قال نائب وزير الدفاع الأمريكي إن تركيا دفعت ثمنا باهظا بسبب موقفها وكان ممكنا أن يزيد حجم حزمة المساعدات الاقتصادية عن حجم الحزمة التي تم تقديمها بالفعل لأنقرة.
وقال وولفيتز إنه يتعين على تركيا من الآن فصاعدا التخلي عن ذكر أن ما حدث في العراق كان تطورات سيئة لأنه من الخطأ تصور أن تركيا كانت ستشعر بأمان في حالة بقاء الديكتاتور صدام حسين في العرق فترة أطول.
واختتم بول وولفيتز حديثه غير المسبوق في تاريخ العلاقات التركية الأمريكية قائلا انظروا الآن لصورة الموقف التركي مع الولايات المتحدة.. وانظروا إلى صورة التقارب الذي تريد أنقرة أن تقوم به مع إيران وسوريا كحل وكبديل.. وقال وولفيتز أرجو المعذرة إنه طريق خاطىء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved