Thursday 8th may,2003 11179العدد الخميس 7 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

استغلالاً للتطورات الدولية الحالية استغلالاً للتطورات الدولية الحالية
هل هناك إمكانية لإحياء المسار السوري الاسرائيلي

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عمر شوقي:
منذ انتهاء الحرب الأخيرة على العراق ومسألة إحياء المسار السوري الاسرائيلي تتواصل في المسارات والأروقة السياسية والدبلوماسية المختلفة وهو ما يطرح عددا من التساؤلات أبرزها هل هناك بالفعل إمكانية لإقامة مباحثات سلام بين اسرائيل وسوريا؟وسائل الإعلام الاسرائيلية اهتمت بشدة بتلك القضية وركزت عليها طوال الفترة الأخيرة.ألوف بن، المحلل السياسي في صحيفة هآرتس ادعى ان رئيس الحكومة أرئيل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم اتفقا على إعادة النظر بامكانية استئناف المفاوضات مع سوريا بعد شهر من الآن وذلك بعد ان يتضح الموقف السوري على المستوى الإقليمي والدولي. وادعى بن أن «هذا ما جاء من ديوان رئيس الحكومة بأعقاب النشر في صحيفة معاريف ان شارون كان قد رفض اقتراحاً سورياً لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل والذي نقل إلى شارون عشية الحرب على العراق».
ويقول بن أيضا ان شالوم أيد القيام بدراسة جدية لاحتمالات التفاوض على المسار السوري، واستشهد بتصريحات شالوم الأخيرة والتي قال فيها : «سأكون جداً سعيداً باستئناف المفاوضات، لكن على السوريين ان يأتوا بأيد نظيفة، وبدون شروط مسبقة».
أما عن شارون فيقول بن انه اكتفى بالقاء تصريح ضبابي قال فيه: «نتيجة الانتصار الأمريكي في العراق حدثت زعزعات في الكثير من دول المنطقة الأمر الذي فتح إمكانيات للتوصل على اتفاقيات سلام إضافية».
أما وزير الدفاع شاؤول موفاز فأعلن انه يتحفظ من القيام بجهود لتجديد مباحثات المسار السوري حيث يعتقد انه لا يجوز لإسرائيل إجراء مفاوضات على مسارين في نفس الوقت، كما يتمسك شارون بنفس الموقف لكنه، وعلى ذمة هآرتس، مستعد «للتباحث مع السوريين بدون شروط مسبقة.
من جانبه انتقد قائد أركان الجيش الإسرائيلي الفريق موشيه يعلون سوريا بشدة خلال حواره أخيراً مع صحيفة يديعوت احرونوت. وقد حاول يعلون خلال المقابلة تقييم وضع إسرائيل خلال السنة الماضية وإجراء مقارنة بين السنة الحالية والسنة الماضية، واعتبر السنة الحالية أفضل من سابقتها رغم جميع الظروف ويقول انه حدثت العديد من التطورات رغم الخسائر العديدة.
وركز يعلون خلال الحوار على ما أسماه الخطر السوري فقال: «تستجيب سوريا لجميع المعايير الأمريكية الخاصة بدول محور الشر، النظام لا يتحلى بالمسؤولية ويملك أسلحة كيماوية ويستعمل الإرهاب، وسوريا في حالة ضغط نتيجة الوضع الذي وجدت نفسها فيه بعد الحرب على العراق، وبأعقاب سلوكهم خلال الحرب، حيث سمحت سوريا بوصول إرهابيين من أراضيها إلى العراق ونقلت صواريخ مضادة للدبابات ووسائل للرؤية الليلية إلى العراق، وثمة شكوك كبيرة حول قيام سوريا بمساعدة العراق على إخفاء بعض قدراتها الممنوعة، والآن سوريا في مركز اهتمامات الولايات المتحدة بسبب تصرفاتها».
ووصف يعلون سوريا بأنها مثل المنطاد الطائر الذي يفقد الهواء الذي يحمله ويوشك على الهبوط، ومن أجل انطلاقه ثانية يجب على القيادة إلقاء حمل غير ضروري وزائد من المنطاد. كما يقول يعلون حول هذا «الحمل» ان المقصود هو «تسليم الفارين العراقيين المتواجدين على أرضها والقيام في وقت لاحق بعدة خطوات التي تهم إسرائيل جداً: السماح للجيش اللبناني بالانتشار على الحدود الجنوبية، تفكيك نظام القذائف الصاروخية التابعة لحزب الله من الجنوب وإغلاق مقار قيادات التنظيمات الإرهابية».
وحول هذه المسألة يقول يعلون للصحيفة: «هذه المقار ليست مكاتب إعلام كما تدعي سوريا. هذا الإنكار مضحك تماما مثل إنكارهم امتلاكهم الأسلحة الكيماوية، انها مقار تمارس الإرهاب في لبنان وعلى الساحة الفلسطينية، وهي تمول وتشجع وتدعم وتحدد السياسات. تدرك سوريا انها بحاجة الآن لدفع الثمن، لكن حالياً ما نسمعه هو مجرد كلام. هل أعلنوا انهم أغلقوا المقار؟ جيد، لقد أعلنوا ذلك. لكنني لم أر حاليا انها توقفت عن العمل، لا حركة حماس، ولا الجهاد الاسلامي ولا الجبهة الشعبية، كما لم ألاحظ بعد نزع أسلحة حزب الله».
وحول سؤال تعامل بشار الأسد مع الضغوط الأمريكية يقول الفريق موشيه يعلون: «الشيء الوحيد الذي سيؤثر هو حجم الضغط السياسي والاقتصادي، لا يمكننا الحديث عن انعدام العقلانية في اعتبارات الأسد، لكن ثمة قلق بالنسبة لمدة نضوجه ومسؤوليته، فالذي يتخذ في الأسبوع الثاني للحرب على العراق قراراً بنقل قوافل من الأسلحة إلى العراق يثير العديد من التساؤلات حول قدراته، والشيء المثير للقلق هو ان الأسد يتخذ مواقفه بناء على قناة الجزيرة، الأمر الذي قد يشكل قاعدة لمواقف خاطئة. سبق ان كنا في مثل هذه الموقف مع أسد الأب، خلال التوترات التي سادت بين إسرائيل وسوريا صيف 1996».
أما حول تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حول السلطة الفلسطينية وانتخاب أبو مازن فيقول يعلون ان أبو مازن انتخب على أساس استجابته لتطبيق وتنفيذ ما جاء في خطاب بوش لكنه وخلال تشكيل حكومته حدث بعض التراجع عن هذا المخطط، وقال يعلون أيضا ان «التهديد الأساسي على أبو مازن ليس حماس بل رئيس السلطة الفلسطينية». ويضيف: «القيادة الحالية لم تقم حاليا بأي شيء، نحن نسمع أمورا هي مجرد عبير عن النوايا، لكن يجب على القيادة ان تنظم نفسها، وتقوية أجهزة الأمن ونزع أسلحة حماس والجهاد. فمنذ عام 1994 مارست السلطة سياسة التعايش سوية من عصابات تم تمويل بعضها من قبل رئيس السلطة. الآن لا يجوز أن تكتفي السلطة بمجرد الكلام، بل البدء باظهار الاستعدادات والجهود والنتائج، وسوف نعلم كيف نرد بناء على الاستعدادات والجهود المبذولة وذلك من خلال افتراضنا انه يجب الانتظار لرؤية النتائج».
وحول فرص التوصل إلى حل سلمي أو أية تسوية على المسار الفلسطيني يقول يعلون: «نحن في خضم هزة أرضية في المنطقة هي نتاج استراتيجية الأمن القومي الأمريكي والتي حددت أهدافا لمعالجتها في مجال محاربة الإرهاب، والسلاح غير التقليدي، والأنظمة التي لا تتحلى بالمسؤولية. وإذا نجحوا بفرض نظام مستقر وديمقراطي في العراق فإن الأمر سوف يلقي تأثيره إلى ما أبعد من العراق. ففي ايران النضال الداخلي في أوجه، الشعب يؤيد الاصلاحات، لكن المحافظون ما زالوا يسيطرون على مراكز القوى».
وفي نهاية المقابلة تتطرق الصحيفة إلى التغييرات العسكرية على الجيش الإسرائيلي وتقول ان هذه التغييرات تتمحور حول القدرات التكنولوجية والتزود بطائرات جديدة وفصل آلاف الجنود من الجيش النظامي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved