Thursday 8th may,2003 11179العدد الخميس 7 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بصراحة بصراحة
هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض؟
لبنى وجدي الطحلاوي

هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض؟ هذا السؤال وضع عنوانا لكتاب عن الاعلام القديم والاعلام الجديد للأكاديمي السعودي الدكتور سعود صالح كاتب، ولذلك تميز الكتاب بطرح اكاديمي عال وسلس ومبسط في نفس الوقت.
ويجيب الكاتب بموضوعية شيقة عن السؤال الذي طرحه عنوانا لكتابه والذي يعتبر المحور الذي يدور حوله الكتاب. ففي عام 1981م وفي داخل المؤتمر السنوي لاتحادناشري الصحف الامريكية (American Newspaper Associate) قال تيد تيرنر، رجل الاعمال الامريكي المالك لشبكة CNN للحضور إن وسيلته الاعلامية عن طريق الكيبل التلفزيوني، افضل وأكثر تأثيراً من الصحافة المطبوعة، وبعد 15 عاماً أي في عام 1996م، اجتمع أكثر من 700 شخص، يمثلون كبرى دور النشر العالمية في مؤتمر «الصحافة المتفاعلة 96» في سان فرانسيسكو، لمناقشة مستقبل صناعة الصحافة المطبوعة، في ظل التطورات التكنولوجية الراهنة كما كان للكاتب فرصة المشاركة فيه، وبالرغم من انه يقول في كتابه إن افضل تلخيص للواقع الصحفي ماذكره ريتشارد ديفيد، رئيس شركة (Infi Net) الامريكية، بأنه «لم يسبق لدور النشر ان واجهت او ستواجه في المستقبل فرصاً للربح كهذه التي امامها اليوم، كما انه لم يسبق لها ان واجهت او ستواجه في المستقبل خطراً يهدد وجودها كهذا الذي تواجهه اليوم»، إلا ان الكاتب يجزم بأن التاج لن يسقط من على رأس الصحافة التي كانت ولاتزال الملك المتوج لجميع وسائل الاعلام.
فالصحافة المطبوعة بشكلها الحالي حبر على ورق وجدت لتبقى، وان تلك التطورات التكنولوجية المتلاحقة لن تؤدي الى انقراض الصحيفة او المجلة او الكتاب، وان السؤال الذي ينبغي لدور النشر طرحه ليس هو هل ستنقرض الصحيفة؟ أو هل سيكون هناك تغيير؟ ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه هو، كيف يمكن للصحافة مواجهة هذا التحدي؟ وكيف يمكن التأقلم مع الوضع الجديد لتلبية رغبات القراء والمعلنين؟ وكيف يمكننا الاستعداد مبكراً للمستقبل؟ وهل سنكتفي بالاستمرار مجرد طابعين للمواد التحريرية على الورق في شكل صحف ومجلات؟ إن الحل الوحيد للنجاة على المدى الطويل كما يراه الكاتب يكمن في قيام المؤسسات الصحفية بتعديل الاساليب الانتاجية والتحريرية بما يتلاءم والتطورات والتغيرات التكنولوجية ورغبات القراء.
وبالرغم من ان البعض يرى ان الانترنت اخترق اهم مصادر الدخل بالنسبة لدور النشر والمؤسسات الصحفية وهو «الاعلان» الا ان البعض يرى ان الانترنت من ناحية اخرى فتح امام الصحف ابواباً واسعة للربح ومصادر جديدة لم تكن متاحة لهم من قبل، فشبكة الانترنت على حد قول مخترعها البريطاني «تيم بيرنرز» اداة اجتماعية اكثر منها تقنية فالشبكة بهذه الخاصية تمثل مصدر فائدة وليس مصدر ضرر على الصحافة المطبوعة، فهي توظف امكانات وقدرات الشبكة الهائلة في مجال «الاتصالات والتواصل» لصالح الصحافة المطبوعة.
فالصحيفة اليوم الوسيلة الاعلامية المتوجة التي لم ولن يخبو ضوؤها، على الرغم من النفوذ الطاغي للوسائل السمعية والمرئية في العقدين الماضيين، لكن تظل الصحيفة تتميز برخص سعرها وامكانية الحصول عليها، فهي في متناول الجميع، وتتميز بسهولة ويسر الحمل، والاستعمال، والاطلاع.. الى اخره من المميزات غير المتوفرة لدى الانترنت، فالمطبوعات الصحفية لابد ان توظف جميع التطورات التكنولوجية لصالحها.. والصحافة التي لقبت بالسلطة الرابعة لكونها اكثر اجهزة الدولة تأثيراً على الرأي العام، ستظل محتفظة بسلطتها داخل أروقة صناعة القرار الحكومي.
والصحافة المطبوعة من اقدم وسائل الاتصال مع القارئ، فلقد سبق ان واجهت تحديات متكررة، منذ ان اخترع الراديو ثم التلفزيون، وأثير وقتها الكثير من الشكوك بأن الصحافة في طريقها للزوال، كما تجددت تلك الشكوك مع ظهور الفضائيات والانترنت، بينما الواقع خلف كل تلك التوقعات الى حد اعترف فيه العلماء والباحثون بأن الاذاعة والتلفزيون والفضائيات والانترنت، جميعها ساهمت بشكل كبير في اتساع انتشار الصحافة المطبوعة وتطورها، بل استطاعت الصحافة المطبوعة ان تسخرهم لصالحها وان تطور كثيراً من نفسها تمشياً مع كل جديد ومواكبة للتطور العلمي والتكنولوجي الذي يجد في الساحة العالمية اولاً بأول، وما دامت الصحافة تنطق بلساننا وتعبر عن ضمائرنا وتهتم بقضايا المواطن وتشبع اهتماماته وتضع الحلول لمعاناته وتوصل صوته للمسؤولين، فلا يمكن ان تنقرض ولا يمكن من احتلال مكانتها من قبل اي جهاز او سلطة اخرى، ولا يمكن ان تهجرها الملايين من الجماهير المحبة لها..ويبقى السؤال الكبير، كيف ستكون الصحيفة شكلاً ومضموناً، في عصر الانترنت والاتصالات الرقمية خلال العشر او العشرين سنة القادمة؟
وقفة:
شكر وتقدير، للدكتور سعود صالح كاتب، على اهدائي كتابه القيم «هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض» وعلى الموقع الذي أنشأه على الانترنت لخدمة كافة الاعلاميين www..ekateb.net «ونحن لانستغرب هذا الانجاز الهام والمدعم بالكثير من الجهود والدراسات الاكاديمية» للخلفية الاكاديمية المميزة للكاتب فالدكتور سعود صالح كاتب، احد النخب الاكاديمية، من ابناء وطني الغالي، المملكة العربية السعودية الحاصل على الدكتوراه في الاعلام من جامعة هاوارد الامريكية، وماجستير كمبيوتر ونظم ومعلومات من الجامعة الامريكية بواشنطن، وماجستير علاقات دولية من جامعة جورج واشنطن.

ص.ب 4584 جدة 21421/فاكس: 6066701-02

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved