|
| |
يقول الله سبحانه وتعالى:{يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً }.
وكان يقول: الجمال في اللسان، والمرء مخبؤ تحت لسانه، واعلم أن على الجوارح أدبا، فالبصر ينظر به لاخوانه نظر المودة، والسمع أن يسمع منهم مشته لحديثهم، واللسان يكلمهم بما يحبون بمقدار فهمهم وعلمهم. واليدان تكونان مبسوطتين لهم بالبر والمعذرة والرجلان على حد التبع، ولا يتقدمهم ولا يقعد الا بقعودهم إلى غير ذلك من الادب. والاداب مع اختلافها تنقل الاحوال وتغير العادات لا يقدر على حصرها، وانما يعرف الانسان مابلغه وسعه من آداب أهل زمانه، قال ابن مسعود: ان كل مؤدب يجب ان يؤخذ بأدبه، وان أدب الله هو القرآن. ولولا ما قد جبلت عليه النفوس من ارتياحها إلى أنواع تختلف، وارتياحها بل واسترواحها إلى فنون تستطرف لكان كتاب الله كافيا وذكر غيره مستحسنا. والمروءة دالة على كرم الاعراق، باعثة على مكارم الاخلاق، وهي مراعاة الاحوال التي يكون الانسان على افضلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مرؤته وظهرت عدالته ووجبت اخوته. وقال صلى الله عليه وسلم«لا دين الا بمروءة»، وقال صلى الله عليه وسلم:«المرؤة في الاسلام: استحياء المرء من الله اولا، ثم من نفسه آخراً»، قال ابن سلام: حد المرؤة رعي مساعي البر، ورفع دواعي الضر، والطهارة من جميع الادناس، والتخلص من عوارض الالتباس، حتى لايتعلق بحاملها لوم، ولايلحق به ذم، وما من شيء يحمل على صلاح الدين والدنيا ويبعث على شرف الممات والمحيا الا وهو داخل تحت المرؤة. فاتقوا الله ايها المسلمون، وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |