|
| |||||||||||||||||||||||||
* كتب - زبن بن عمير:
وذكر فهد بن محمد الفردوس: «ان الأتراك وضعوا راكان في مكان بعيد عن مدينة اسطنبول، وكلفوا رجلا يصنع له القهوة، وبعض الخدم للقيام على خدمته، ومن بينهم السجان حمزة الذي طلب من راكان أن يحدثه عن أخبار رحلته عبر البحر الى ان وصل تركيا. فقال له راكان قصيدة طويلة، ونحن نعتقد أن هذه القصيدة ربما قالها راكان وهو في منفاه في «نيش» أثناء حروب العثمانين في البلقان «الصرب»، وربما يكون حمزة زامله في القتال هناك، وهذا مطلعها:
ولعل هذه الأبيات أثبات للقصة وأما عن قصة خروجه من السجن فهي ثابتة بعد أن بارز راكان رجلاً أتعب الاتراك وقتل فيهم عدداً كبيراً فخرج له بعد ان طلب فرساً يختارها بنفسه ثم يدربها على طريقته الخاصة وبعدها خرج للرجل واسره ويقال انه قتله وبعدها أُطلق سراحه مكافأة له. أما الثابت فهو أن راكان اسر في بلدة «نيش» وايضاً كان هناك جرحاً في ذراعه. وهناك قصائد لاخو لجعه في المنفى لا تكاد تخلو من الوجد والقلق.. الوجد لقبيلته.. والقلق عليها..
دمع.. وهم.. «وليلٍ كموج البحر ارخى سدوله.. علي بأنواع الهموم ليبتلي»..
لا.. اذن من ماذا؟ من الشوق لفياض نجد.. وصبا نجد.. والعجمان:
ثم:
لمن:
ماذا تريد ان يصل لهم ومن رسولك:
كيف والى أين:
هكذا أنت كل قبيلتك في قلبك وكلهم في نظرك نادرين ولكن ماذا تريد منهم:
يا لهذا الحب العاصف لقبيلتك.. يا لهذا الوفاء.. «ربع يوم» يراهم تكفيه عن زايد شوقه ولعله استبدل عشقه للحبيب بحب اعظم واسمى.. حبه لجماعته. وربما كان العائق كبيراً بينكم يا راكان ألا تستطيع الهرب:
اعلم انك شجاع.. ولكن فضلت سؤالك فقط:
ليس عندي ادنى شك في ذلك.. ولكن أردت ان..:
لم تدعني اكمل أردت أن أسألك عن القلق وكم قضيت من الزمان هنا:
لا ألومك على همك.. وعلى قلقك.. وعلى سقم حالك ولكن أين أنت؟
كل هذا وأنت محاصر بين حديدٍ.. وبحور.. وليل..
ومن جملة الكيفات صرت محرومي ؟؟؟ اعانك الله .. وعزي لمن مثلي عليه الدهر هام مقصور رجل ولا جزع ما يشومي «ولا جزع ما يشومي» لا يستطيع فعل شيء ولا يجزع إلا الحر الأبي أمثالك ولكني لاحظت بداخلك قلقاً دائماً من العشق الى السجن وكأنك طبقت بيت المتنبي:
لعل القناعة كنز لا يفنى ولكن العقيدة الثابتة أهم من ذلك بكثير.
الى اين ومع من:
هذا دليل على الأسر ولكن ليس باليد حيله:
ايمان تام.. ولعلك ترى من «مقابيل الليالي» خيراً.. ومجداً.. وسؤدداً.. «فما اضيق العيش لو لا فسحة الأمل» تعالوا لنقرأ هذا الهم القوي المسيطر والإيمان التام:
ثم:
هل بعد هذا شيء.. لا اظن ولكن لعلكم تحسون بهمه.. وحاله.. وانظروا امنيته البسيطة:
لا أنيس ولا جليس طافت به الذكريات وعصفت به الطيوف فماذا تذكر؟ ومن خطر على قلبه وباله:
وهم.. ايضاً منهم:
نعم.. هذا هو نادر في كل شيء حتى في همه.. وقلقه.. وسجنه.. كعادة الأبطال امثاله في ذلك العصر. في العدد القادم عودته.. وانصافه.. ومدحه.. ورثاؤه ولعلها تكون بعضاً مما في القلب لمثل هؤلاء النوادر من الرجال.. ولعلها حفظاً لهم.. وحقاً علينا تجاههم.. بل انها قليل من كثير.. زبن بن عمير
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |