يقول الدكتور ستيفن ايدلسون من مركز أبحاث التوحد بولاية سالم أوريجون: إن إدارة الذات هو مصطلح وتعبير سيكولوجي يستخدم لوصف الطريقة التي بها يتحقق الاستقلال الذاتي والهدف من إدارة الذات للسكان الذين لديهم اضطرابات في النمو، هو لرفع الإشراف والمراقبة من الوالدين ومقدمي الرعاية والمدرب الوظيفي أو صاحب العمل للشخص نفسه ويتيح البرنامج الناجح لإدارة الذات لهؤلاء الأفراد العيش والعمل بصورة مستقلة داخل بيئتهم. تتكون إدارة الذات من ثلاث:
مراقبة الذات
الهدف من مراقبة الذات هو تدريس الشخص ليكون أكثر وعياً بسلوكه الخاص وبالنسبة لأولئك الذين لديهم اضطراب في النساء يتم اختيار هدف سلوكي موجه أو عدة أهداف سلوكية موجهة مثل السلوك العدواني والازعاج الذي لا طائل له، أو سلوك ملازمة مهمة ما لفترة طويلة، ويتم تعليم الشخص ليراقب هذه السلوكيات عند حدوثها، وإحدى هذه الاستراتيجيات هو تدريس الشخص مراقبة سلوكه الخاص لفترات زمنية قصيرة. وفي البداية ربما يقوم المدرس أو المشرف بتذكير الطالب كل عشر أو خمس عشرة دقيقة لملاحظة سلوكه وفيما بعد يمكن استخدام ساعة كتلك التي تستخدم في المطبخ لإحداث إشارة سمعية كل عشر أو خمس عشرة دقيقة وذلك لإشعار الشخص لكي يلاحظ ما إذا كان الهدف السلوكي المنشود قد حصل والهدف النهائي قد يكون تدريس الشخص ليراقب سلوكه بدون ملقن وعلى سبيل المثال بعد القيام بسلوك غير مرغوب فيه يمكنه ان يدرك فوراً ما يقوم به ما تقوم من عمل، ويحث هذا الإدراك الشخص بعد ذلك على إيقاف السلوك قبل ان يستمر به. وفي بعض الأحيان يكون هناك اثر تفاعلي يضمن في السلوك غير المرغوب فيه فقط وذلك بسبب عملية الملاحظة تلك.
تقويم الذات
يحدد الشخص ما إذا اكان هو/ هي منهمكاً في الهدف السلوكي المنشود أم لا بالنسبة للأهداف التي تم وضعها، على سبيل المثال إذا كان الهدف هو الاحجام عن حدوث ضرر للذات لمدة 10 دقائق، فالشخص وأولئك الذين يساعدونه/ يساعدونها يمكن ان يفكروا ملياً طوال فترة العشر الدقائق الزمنية ليقرروا ما إذا كان هذا الهدف قد تحقق وإذا كان الأمر كذلك فالشخص يمضى قدما أما المرحلة التالية وهي تقوية الذات، وإذا كان الأمر غير ذلك فإن الأهداف قد تحتاج إلى تعديل ويحتاج الأمر إلى حدوث مراقبة الذات مرة ثانية ولكي نجعل أقصى حد لاحتمال النجاح ينبغي ان تكون الأهداف واقعية وقابلة للتحقق وينبغي أن يحصل التحدي أكبر كلما واجه الشخص النجاح بثبات.
تقوية الذات
تقوية الذات يشير إلى تسليم الذات مكافآت للوصول إلى الأهداف الموضوعة على سبيل المثال إذا كان الهدف هو الإحجام عن العنف لمدة 30 دقيقة (مثلا 3 فترات كل منها عشر دقائق لمراقبة الذات) وإذا حقق الشخص الهدف جيداً لكفى الشخص نفسه/ نفسها ويرى الباحثون ان السماح للشخص بالاختبار من مكافآت متنوعة هو أكثر فعالية من عرض مكافأة واحدة فقط في البداية قد تعطي هذه المكافآت للشخص فوراً مثل أكل وجبة سريعة ولكن تشبها بالعالم الواقعي يكون من الأفضل تحديد رموز اقتصادية من خلالها يتلقى الشخص الرمز (مثل العملات المعدنية، نجوم، لسلوكه المهبوط وبعد ذلك يقوم باستبدالها بمكافآت في وقت لاحق وعلى الرغم من ان المكافآت الخارجية الملموسة هي في أغلب الأحيان فعَّالة للغاية فمن المفيد أكثر ان نجعل الشخص يعتمد في النهاية على المكافآت الداخلية مثل معرفته بان أداءه كان جيدا لذلك في حين التقوية المستمرة تؤتي أكلها بعدما يتم تحديد سلوكيات جديدة (مثل التعلم ألا تكون تعسفيا) فان السلوكيات تكون أشد إذا أصبحت التقوية منقطعة لكن تأكيد التنظيم الذاتي قد يكون تحديا في تدريس شخص لديه لما هي تمويه ولكن كثيراً من المحترفين تلقوا غاية النجاح استخدام التقنيات السلوكية لتحقيق ذلك. وتشمل هذه التقنيات، القولية، والتكرار، والتكيل، التلقين، التغذية الارتجالية، والاضمحلال، والتصميم في البداية قد يحتاج الفرد لإشراف شديد ولكن مع مرور الزمن مثل هذا الاشراف يجب ان يزال تدريجيا بقدر الإمكان وإذا كان برنامج إدارة الذات ناجحاً فمن الأهمية بمكان تطوير نوع ما من برنامج الصيانة وإلا فإن مهارات الشخص قد تتدهور بمرور الوقت ويجب إدخال الدورات المساندة في البرنامج مثلا إدارة الذات قد تستغرق فترة لا يستهان بها من الوقت والطاقة في التنفيذ وعلى أي حال مشاركة الفرد بهمة ونشاط في سلوكه/ سلوكها الخاص قد يكون المفتاح لتحقيق وتقليل السلوكيات وكذلك المحافظة على السلوكيات المضبوطة وبموجب ما تمكن الشخص من مراقبة وتقييم وتقوية سلوكه/ سلوكها الخاص به تعود الفائدة على كل واحد.
ياسر الفهد - والد طفل توحدي
| 
