Friday 11th april,2003 11152العدد الجمعة 9 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مرافئ نفسيه مرافئ نفسيه
رسالة معلمة قلقة تخشى الخادمة !!
فهد خالد العايد

أرسلت إحدى الأمهات وهي تعمل بمجال التدريس رسالة تشكو من إصابتها «بقلق» مستمر وترجع اسباب قلقها هذا إلى أن «فلذات كبدها» أولادها الستة تشك في ان الخادمة وفي اثناء غيابها تسيء معاملتهم خصوصاً ان هناك من أولادها من لا يستطيع ان يعبر عن نفسه وكذلك ان بعضاً من أطفالها «بنات» ويكمن قلقها وخوفها في أن تنتقم منها وتصفي حساباتها من خلال إيذاء أطفالها الأبرياء وتساءلت ما العمل؟!! في الحقيقة ان هذه الرسالة هي التي دعتني لطرح تساؤلات وعرض توصيات وأتمنى أن أصيب كبد الحقيقة ولنناقش المشكلة بواقعية ربما تكمن المشكلة ان معظم الأسر لا تخلوا من الخادمات وخصوصا الأمهات اللاتي يعملن وليست هذه المشكلة وإنما المشكلة ان هؤلاء الأمهات لا يحسن التعامل مع الخادمات بشكل إنساني وأخلاقي فالخادمة تهان وتضرب وتؤخر أجرتها وعندما تمرض لا تعالج وكأنها مكينة، تكنس، وتغسل، وتنظف، وتربي تنام الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتستيقظ الساعة الخامسة لتجهز الفطور وتجهز الأولاد للمدرسة، الأولاد يضربونهن، في بعض الأسر إحصائيات تؤكد ان الخادمات تضرب على يد الأم وكذلك من بعض الأولاد وبعد هذا كله نريد منها ان تكون رحيمة على أولادنا نريدها أن تكون أمينة على بناتنا بالله أيعقل هذا الكلام!!! مشكلة بناتنا وأمهاتنا أنهن يفتقدن لأسلوب التعامل مع الخادمة وكسبها لتكون عضواً في العائلة بدلاً من ان تكون شيئاً حقيراً داخل العائلة طبعاً هذا لمن ابتلي في الخادمة واصبحت ضرورة وأقول للسائلة ولمن يعانين من هذه المشكلة يجب أن تغيري تعاملك مع الخادمة إذا كنت تحبين أولادك يجب أن تعتبريها «أخت لك» أو صديقة فما المانع أليست تشاركك المنزل اليست تطبخ غذاءكم وتربِّي أولادك يجب أن تحببي أولادك !!! لها أقصد أن تعملي على أن تحب أولادك وهذا الأهم وهذا لا يأتي من خلال التوبيخ ومصادرة الحقوق إنما يأتي من التعامل الراقي ورحمتها وإعطائها حقوقها وعدم تهميشها وعدم السماح لأولادك بإهانتها وضربها يجب أن تقفي بصفها عندما تتعرض للظلم من أولادك حتى ولو كان هذا الوقوف «ظاهرياً» مع التأكيد على أن الظلم لا يرضى به أحد وان الإنسان المظلوم تكون ردة فعله الانتقامية قوية كذلك تعويد أطفالك على احترامها وأنها تؤدي عملاً بالنهاية هو خدمة لهم وأنهم اذا لم يحترمونها فإنهم سيفتقدونها وكذلك عدم تحميلها ما لاتطيق وكذلك السماح لها بأن تشعر بأنسانيتها من خلال الحوار معها وطرح الأسئلة عن أهلها ونفسها وأولادها والسماح لها بالأطمئنان عليهم وتقديم الهدايا لها بين الحين والآخر خصوصاً إذا ما علمنا أن أي شيء يرضيهن ولكنه سيكون له الأثر في نفوسهن.
وبعد ذلك تأكدي ان الخادمة بالنهاية «إنسانة» لها عواطفها ولها ضميرها وسيكون تعاملها مع أولادك رداً للجميل والتعامل الراقي منك.
هذا إن أردت فعلا أن تطمئني على أولادك واعقليها وتوكلي.

اخصائي نفسي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved