Friday 11th april,2003 11152العدد الجمعة 9 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجزيرة طارحة التساؤل على المؤسسات الخيرية:لماذا المساعدات تذهب للخارج ؟! الجزيرة طارحة التساؤل على المؤسسات الخيرية:لماذا المساعدات تذهب للخارج ؟!

* الجزيرة خاص:
تواجه المؤسسات الخيرية بالمملكة حالياً انتقادات من مختلف الأوساط في الداخل لتكثيف أنشطتها الخيرية والإغاثية في خارج المملكة مع وجود الحاجة لهذه الخدمات والأعمال في الداخل.
«الجزيرة» واجهت عدداً من مسؤولي تلك المؤسسات لمعرفة ردهم تجاه تلك الانتقادات، وحقيقة ما يقال ان هذه المؤسسات ستتخلى عن بعض برامجها لتسخر إمكاناتها لخدمة المحتاجين في الداخل .. فماذا قالوا:
البحث والتقصي
في البداية يقول الشيخ عقيل العقيل المدير العام لمؤسّسة الحرمين الخيرية: إن ما يثار حول توجه المؤسسات الخيرية للعمل في الخارج وإهمال الداخل معظم من يثير هذا الموضوع أو يكتب عنه للأسف لا يكلف نفسه عناء البحث والتقصي بل إني أكاد أجزم أن أحدهم لم يفكر في زيارة إحدى المؤسسات والاتصال بالمسؤولين فيها والوقوف على حقيقة الأمر، ولهؤلاء ولغيرهم نوضح: ان المؤسسات الخيرية تعمل بالداخل وعلى سبيل المثال أنشأت مؤسسة الحرمين الخيرية لجنة خاصة سميت «لجنة الداخل» يعمل فيها أكثر من عشرين شخصاً، لها فروع في المكاتب الإقليمية تنفذ أعمالاً مختلفة في الداخل منها على سبيل المثال لا الحصر، بناء المساجد، وقد تم بناء أكثر من مائتين وسبعين مسجداً داخل المملكة ومساعدة حلقات تحفيظ القرآن وقد تم صرف قرابة مليون وخمسمائة ألف ريال لهذا الغرض خلال عام 1422ه ومساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال برامج توزيع بطاقة شراء للمواد الغذائية وبطاقة أخرى لشراء ملابس تصرفها اللجنة للفقراء وتم الاتفاق مع مجموعة من المراكز التجارية لتنفيذ المشروع إضافة إلى ما تم صرفه نقداً للمحتاجين أو مساعدتهم في دفع إيجار المنزل وعلاجهم ونحو ذلك، أضف إلى ذلك ما تقوم فروع المؤسسة في كل من جدة ومكة وأبها من حملات إعانة في مناطق تهامة، وغير ذلك كثير وتبلغ مصروفات المؤسسة في الداخل قرابة «خمسة عشر مليون ريال» سنوياً داخل المملكة والرقم مرشح للزيادة في المستقبل بإذن الله.
وأكد الشيخ العقيل: ان هذه المؤسسات وأعني بها المؤسسات الخيرية، وليس «الجمعيات» إنما أسست في الأصل لأداء رسالة في الخارج، وكما هو معلوم فإن للمملكة العربية السعودية رسالة سامية تفرضها مكانة المملكة وكونها مهبط الوحي وقبلة المسلمين، هذه الرسالة السامية هي التضامن مع قضايا الأمة الإسلامية ومساعدة الشعوب الإسلامية في العودة الراشدة إلى دين الله عز وجل ومعالجة أوضاع هذه الشعوب من حيث حاجتها إلى تصحيح المعتقد من أوضار الشرك والبدع ومحدثات الأمور.
جمعيات الداخل
ورأى العقيل ان مسؤولية العمل في الداخل يجب ان تنهض بها المبرات والجمعيات الخيرية المسجلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهي كثيرة تزيد على الستين وتتسلم أموالاً من المتبرعين كل عام ويقوم صفوة من رجال المجتمع وكل ما تحتاجه هذه الجمعيات في تقديري هو التنسيق والدعم الإعلامي وشيء من التنظيم الإداري وإعادة النظر في انتشارها الجغرافي..
ومما تجدر الإشارة إليها هنا ان الفقر والحاجة نسبية وان الأحوال في المملكة جيدة بفضل الله وكرمه ولا أدعي عدم وجود الحاجة لكنها ليست كحاجة المجتمعات الإسلامية المسحوقة في كثير من بلدان العالم.
وهذا أمر شاهده ويدركه الجميع، فلا أظن أحد يدعي بأن أشخاصاً يموتون جوعاً في المملكة أو أن امرأة تحفر بيوت النمل لعلها تحصل على ربع كيلو من الذرة لسد جوع أطفالها أو أن حلقة لتحفيظ القرآن الكريم تتخذ مقراً لها تحت شجرة في صحراء قاحلة أو أن حياً من أحياء الفقراء يهدده مرض الكوليرا أو الحمى الشوكية، ولا يجد الناس من يؤمن لهم الأمصال الواقية والعلاج اللازم.
الأقربون أولى بالمعروف
أما الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز رئيس إدارة المساجد والمشاريع الخيرية فيؤكد ان الدعوة في الداخل أهم من الخارج وانه يجب الابتداء بالقريب قبل البعيد «فالأقربون أولى بالمعروف» ومع ذلك لا يهمل الخارج لأن المسلمين كالجسد الواحد خاصة ان جميع المسلمين في العالم ينظرون إلى هذه البلاد فإنها بلاد الحرمين ومنبع الدعوة وهذه الإدارة ولله الحمد أعمالها بالداخل كبيرة وسوف نضاعفها إن شاء الله ولكن كثيراً من المحسنين يرغبون في بناء المساجد قليلة التكاليف وهي في الخارج أقل من الداخل بكثير أما محتاجو الداخل فإدارتنا ولله الحمد لها نشاط في سد عوزهم وان كانت الإمكانات قليلة فقد أقمنا إفطار الصائمين في كثير من بلادنا الحبيبة وحفرنا آباراً وبنينا مساكن ومساجد ووزعنا كتباً وأشرطة وأقمنا دورات شرعية في الداخل وسنضاعف ذلك في المستقبل إن شاء الله تعالى.
منطلق الرسالة المحمدية
في حين يوضح الشيخ محمد بن حمد الخميس المدير العام للجنة مسلمي افريقيا من خلال مشاركته قائلاً: نرجو ان لا يفهم القارئ أننا نشجع على عدم التبرع للداخل وإنما يسدد ويقارب، فكما ان إخوانك هنا بحاجة فكذلك الحال لإخوانكم في البلدان الفيرة الذين يسلب منهم دينهم وهو أعز ما يملكه المسلم في هذه الدنيا كما أنهم ينتظرون من حكومة هذا البلد المعطاء وأهله الإعانة والمساعدة لكونها رمز الإسلام ومنطلق الرسالة المحمدية، وحباها الله جل وعلا بخدمة الحرمين الشريفين، فنقول وبالله التوفيق إن المسلم بين خيارين فالجمعيات الداخلية كثيرة ولله الحمد بل هي أضعاف الخارجية.
خيركم خيركم لأهله
أما الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية الدكتور عدنان خليل باشا فيؤكد ان العمل الخيري في مجتمع ما لابد ان يعطي اهتمامه لتحسين ظروف المجتمع الذي ينطلق منه، وفي الحديث الشريف «خيركم خيركم لأهله»، وفي الأثر الشائع «الأقربون أولى بالمعروف»، لذا فإن «هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية» لم تغفل يوماً العمل داخل المملكة ولكن بصور متفاوتة حسب الاحتياج والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة، مشيراً الى أن مجموع ما أنفقته الهيئة بالداخل ما يزيد على خمسين مليون ريال سعودي، موضحاً ان المؤسسات الخيرية تتنوع في نطاق عملها وفقا لرغبات المحسنين الكبار، ومعظم من يتبرعون للهيئة إنما يتبرعون لعلمهم بأن أنشطتها تمتد لتغطي بلاد المسلمين شرقاً وغرباً، ويريدون إيصال تبرعاتهم لهذه البلاد ثقة منهم بأن الخير في المملكة عميم والحمد لله، وان ما يعتري بعض أبنائها من عوز وحاجة تغطيه بفضل الله حكومتنا الرشيدة ثم المؤسسات الشقيقة المعنية أساساً بالعمل في الداخل وفقاً لترخيص إنشائها، وجهة تبعيتها، ونحن نؤدي الأمانة في تلبية رغبة المتبرع، وما يخصصه سواء للمحتاجين داخل المملكة أو
خارجها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved