Friday 11th april,2003 11152العدد الجمعة 9 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
المتشائمون وشهر صفر!!
أحمد بن محمد الجردان(*)

من الناس من لا تزال تعشش في عقله جهالات وضلالات لا أبالغ إن قلت هي من بقايا الجاهلية الأولى يوم كان أحدهم يصنع صنماً من تمر ليعبده فإذا جاع أكله، ومن هذه الجهالات والضلالات عقدة التشاؤم والتطير ببعض العاهات وبعض الطيور والحيوانات بل ببعض الأزمنة ومنها شهر صفر واصل ذلك كما قال ابن حجر رحمه الله (إنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك..).
فمن الناس وهم قلة ولله الحمد لكنهم موجودون مع شديد الاسف من لا يزال يتشاءم بصفر ولكن كثيراً منهم يخفون في انفسهم ذلك ولا يبدون لك. لكن ذلك التشاؤم لدى اولئك تلمسه في عدم شروع أحدهم مثلا في شراء عقار أو خطبة فتاة أو رحلة عمل أو عقد صفقة تجارية وما الى ذلك رغم توفر عوامل النجاح بعد توفيق الله وهذا كله مناف لما جاء به الاسلام فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر) قال ابن رجب رحمه الله (واما تخصيص الشؤم بزمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، وإنما الزمان كله خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو شؤم عليه.. وفي الجملة فلا شؤم إلا المعاصي والذنوب فإنها تسخط الله عز وجل، فإذا سخط الله على عبده شقي في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة).
ولا ريب ان التطير بصفر أو غيره إنما يضر بصاحبه فمن عرف بذلك تجده يخشاه حق الخشية وقد ذكر ابن القيم رحمه الله بقوله (التطير إنما يضر من أشفق منه وخاف، وأما من لم يبال به ولم يعبأ به شيئا لم يضره البتة، ولاسيما إن قال عند رؤية ما يتطير به أو سماعه: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك، وذلك لأن الطيرة باب من أبواب الشرك وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته وهذا يعظم شأنه على من اتبعها نفسه واشتغل بها وأكثر العناية بها).

(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved