Friday 11th april,2003 11152العدد الجمعة 9 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مقالة مقالة
فهد بن عبدالله الخلف
حقوق مسلوبة

ما رأيت جهداً في عالم الأدب والنقد قد أضيع لأصحابه مثلما أضيع جهد العلماء في كتاباتهم البليغة وأساليبهم المتميزة فكثيراً ما غفل نقاد الأدب عن تقدير جهود العلماء الإنشائية فيما صنفوه من كتب، وقد صدق أنيس المقدسي عندما قال «إن الأمم الراقية لم ترتفع إلا بالعمل وباحترام ما يعمله أفرادها» من هذا المنطلق لفتت انتباهي هذه الفكرة فأحببت أن أعرضها على القراء أولاً، وأن ألفت انتباه النقاد إليها ثانياً.
لم يحظ الأدب الطبعي الجميل بحظ من دراسة النقاد والباحثين وعنايتهم بما حظي به الأدب الصناعي مع أنه هو الأدب الذي تجلت فيه عبقرية اللغة العربية وأسرارها وبراعة أهل اللغة ولباقتهم وهو مدرسة الأدب الأولى، وقد اهتم الدارسون والنقاد بذلك الأدب الصناعي الذي طغى على كل ما يؤثر عن الأمة وما تحويه مكتبتها الغنية الزاهرة من أدب طبعي وكلام مرسل وتعبير بليغ يحرك النفوس ويثير الإعجاب ويوسع آفاق الفكر ويغري بالتقليد ويبعث في النفس الثقة ولا عيب فيه إلا أنه صدر عن رجال لم ينقطعوا إلى الأدب والإنشاء ولم يتخذوه حرفة ومكسباً ولم يشتهروا بالصناعة الأدبية ولم يكن لهذا النتاج الأدبي الجميل الرائع عنوان أدبي ولم يكن في سياق أدبي وإنما جاء في بحث ديني أو بحث علمي أو موضوع فلسفي أو اجتماعي وبقي مغموراً مطموراً ولم يشأ الأدب الصناعي أن يفسح له في مجلسه ولم يتنبه له مؤرخو الأدب لضيق تفكيرهم وقصور نظرهم فينوهوا به ويعطوه مكانه اللائق به مع أن هذا الأدب الطبعي الجميل القوي كثير وقديم في المكتبة الإسلامية.
لهذا لا بد من أن ينظر لهذا النثر الفني البليغ نظرة واعية ولا بد من تقدير لأدبية وأسلوبية هؤلاء المؤلفين لأن عدم تقدير هذه المواهب يعد بخساً في حق الأدب وأهله وقرائه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved