Friday 11th april,2003 11152العدد الجمعة 9 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من تاريخ الصين من تاريخ الصين
د. محمد بن عبدالرحمن البشر

بدأ «شيانغ يو» وهو احد الشجعان من اسرة نبيلةٍ من قبيلة «شو» حياته اثناء فترة الممالك المتعددة، وكانت اسرته تحكم احدى تلك الممالك، واستطاعت مملكة قوية اسمها «شن» السيطرة على جميع الممالك بما فيها مملكة هذا الشجاع، موحدة تحت لوائها جميع ممالك الصين. وكان هناك موظف صغير في هذه المملكة اسمه «ليو بانغ» انضم الى ثورة الفلاحين التي قامت بعد موت مؤسس موحد الصين. وبعد وفاة القائدين اللذين قاما بثورة الفلاحين اتيح لهذا الموظف الصغير «ليو بانغ» قيادة الثورة، في الوقت نفسه استطاع ذلك الشجاع «شيانغ يو» ان يقود حملات متعددة للقضاء على مملكة «شن» المتهالكة بعد موت مؤسسها، واتفق القائدان على العمل معاً تحت لواء ملك سابق من مملكة «شو» اسمه «خوا» وكان احد الذين قضى عليهم موحد الصين.
وأثناء تخطيط القائدين للقضاء على مملكة «شن» المتهالكة وصل الى هذا القائد الشجاع طلب للنجدة من قريته «جولو» التي كانت تحت الحصار من جيش «شن» لمدة شهر، وقد زحف بجيشه الى هناك، وبعد ان قطع النهر الاصفر طلب من الجند تحضير الطعام الكافي لثلاثة ايام، ثم احرق السفن وقال لجنده مثل مقولة طارق بن زياد «العدو أمامكم والبحر وراءكم» وانطلق الجند الى الامام، واستطاعوا تخليص المدينة من الحصار، لكنه لم يتوقف عند ذلك، بل سار بجيشه حتى استطاع السيطرة على خمس من المناطق المجاورة، لكن حليفه «ليو بانغ» بعدد قليل من الجند سارع للعاصمة، التي لم يعد لها حماية، وأعلن نفسه امبراطوراً على الصين فعاد «شيانغ يو» لمحاربة حليفه، واستمرت الحرب بينهما اربع سنوات، عمد بعدها «ليو بانغ» الى الحيلة حيث كان يعرف جيداً سايكولوجية خصمه، فبدأ يرسل له رسائل تذكره بوطنه «شو» وأرسل له كثيراً من المحظيات «السراري» اللاتي يجدن الغناء الوطني لبلده، فعاد أدراجه تاركاً العاصمة ومن ثم بقي في الصحراء مع عدد من المحظيات «السراري» في خيام نصبها هناك مع جيشه الكبير.
وفي احد الايام التي كان يقضيها مع احدى محظياته، سمع اصواتاً من بعيد، وخرج فإذا بأصوات الخيل تجلجل يتخللها نغمات من أناشيد بلده «شو» فأدرك ان خصمه استطاع بدهائه جمع اكبر عدد ممكن من قبيلته اليه، وقال المثل الصيني المشهور «اغاني شو من الجهات الاربعة» التي تعبر عن انسداد السبل امام المرء، فجمع ما بقي من جنده وعددهم ثمانمائة فقط وقال «ان ارادة الله لم تكن معي»، ثم اخذ سكيناً وانتحر والعياذ بالله، وهكذا كانت نهاية الشجاع القاسي الذي جانبته الحكمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved