Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من نوادر الشعراء من نوادر الشعراء
بأبيات معدودة عاد الأمل إلى الخطيبة

لا شك أن الشعر الحقيقي له دور مهم وفاعل في وعي المجتمع وثقافته، والشاعر الحق هو الذي يتلمس أوضاع مجتمعه ويعبر عن مشاكله وآماله ويسعى من خلال موهبته إلى تشخيص بعض المواقف ووضع الحلول لها.. من ذلك ما قام به الأستاذ الشاعر صالح بن محمد الكريدا.. حين طرق سمعه قصة الفتاة الحزينة «عبير» التي كانت مخطوبة لأحد الشباب وكان اسمه سلطان.. وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على هذه الخطبة.. اعتذر سلطان عن الاستمرار وأبدى رغبته بعدم الزواج من عبير لظروف تخصه شخصياً مما أثار الحزن والإحباط في نفس عبير.. التي تعلق قلبها في سلطان وبنت الكثير من الآمال والأحلام في مستقبلها معه.. ولم يكن يخطر ببالها مثل هذه النهاية القاسية المؤلمة.. حيث الخذلان والإنكار.
وقد قام الشاعر بنظم هذه الأبيات على لسان «عبير» ووجهها إلى «سلطان» يقصد التقريب بينهما.. لعل سلطان يراجع نفسه ويقدر الإنسانة التي أحبته وضحت بالكثير من أجله حيث رفضت كل من تقدم لها.
وأصرت على انتظار سلطان لأنها لم تيأس من رجعته وكان أملها بالله كبيراً أن يهدي حبيبها سلطان الذي تركها بلا سبب مقنع أو حتى مبرر.
وهذه أبيات الأستاذ صالح بن محمد الكريدا تقول:


الله يجازيك يا سلطان
خليتني يالله الخيره
بنيت لك بالحشى مسكان
ياخذ هل البر والديرة
وأحلام فوق السحاب ألوان
خيال مقدر لتصويره
ملكتني يا شقر الجنحان
يا واحداً ما نبي غيره
عبير عقبك على نيران
والحلم أبي منك تفسيره
وش السفينة بلا ربان
والرب نرضى بتدبيره
صارت حياتي بلا عنوان
طيري كفخ وانقطع سيره
ليتك تعوّذ من الشيطان
يا طيب الفال والسيرة
وتراجع النفس يا كحيلان
والمر ما هو كما الشيره

وقد كان لها بفضل الله الأثر الجيد والحميد في نفس سلطان الذي أحس بغلطته وتسرعه.. وبادر إلى تصحيح غلطته بمراجعته لأهل عبير واعتذاره لهم.. وأنه راغب بهم وفي عبير زوجة له.
هذا وأرغب أن أنوه بأن الأسماء في القصيدة أسماء رمزية.. غير الأسماء الفعلية ويقصد منها دلالات فلسفية..
فالشاب سلطان قد يعني المثل الرجولي للسلطة والاختيار والقرار وعبير للفتاة قد يعني التفكير والتعبير.. هذا ما فهمته من كلام الشاعر وتعليقه على أبياته السابقة.
أشكره على موقفه الشهم النبيل وأشكركم أعزائي القراء.
محمد بن إبراهيم هزاع الهزاع
عنيزة المكتبة الصالحية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved