Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سؤال وجواب سؤال وجواب

البرود الجنسي عند النساء
* أنا سيدة متزوجة ولكن زوجي يتهمني بالبرود الجنسي.. أرجو إفادتي في هذا الموضوع ؟
ص.ع.م الرياض
بعد عرض المشكلة على الدكتور عزت عبد العظيم استشاري الطب النفسي بمستشفى الحمادي بالرياض أجاب قائلاً :
تعتبر العلاقة الزوجية الخاصة من الأمور الحساسة المحرجة التي غالباً ما يصعب مناقشتها في المجتمعات الشرقية الإسلامية ولأنه لا حياء في الدين والطب سنحاول توضيح هذه المشكلة نظراً لأهميتها وتأثيرها البالغ على استقرار العلاقة الزوجية والأسرية وسعادة الزوجين وراحتهم النفسية. إن الجنس إحدى الوظائف البيولوجية والخصائص الغريزية للإنسان مثل الأكل والشراب والنوم التي غرزها الله سبحانه وتعالى في سائر الكائنات الحية بما فيها الإنسان أيضاً وذلك لاستمرار تكاثرها لتستمر الحياة على الأرض حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
ولأن الله قد كرم بني آدم وميزهم بالعقل على سائر المخلوقات فإن إشباع غريزة الجنس عند الإنسان تتميز بالرقي وتحكمها أسس سلوكية وقواعد دينية واجتماعية حتى أن فيها وسيلة للتكاثر واستمرار الإنسان في إعمار الأرض إلا أنها تعطي اللذة والمتعة المتبادلة بين الأزواج والتي تزيد المودة والسكن والرحمة بينهم أيضاً.
وحتى نفهم معنى البرود الجنسي بداية نقول: إن العلاقة الجنسية تمر بأربع مراحل هي: الرغبة في الجنس ثم الإثارة أثناء العملية الجنسية يعقبها الدخول في حالة النشوة وقمة المتعة بعدها يحدث نوع من الإشباع والراحة والاسترخاء..
ولكن قد تتأثر أي مرحلة من هذه المراحل ببعض العوامل الجسدية أو النفسية التي تنعكس عليها سلبياً أو حتى إيجابياً ومن هنا فإن عدم الرغبة الجنسية والنفور من ممارسة الجنس مع عدم استمرار الإثارة الجنسية أثناء الممارسة تسمى بالبرود الجنسي، وبالطبع لهذه الحالة أسباب كثيرة أهمها الأسباب النفسية، لكن يجب ألا نغفل الأسباب العضوية الأخرى مثل اضطراب الهرمونات الأنثوية أو الإصابات التناسلية الموضعية لدى المرأة كالتهابات عنق الرحم أو المهبل التي قد تسبب آلاماً في الجهاز التناسلي والتي قد تجعل المرأة تبعد عن ممارسة الجنس نتيجة هذه الآلام التي تسببها العملية الجنسية.
وهناك أسباب اجتماعية أو أسرية مثل كراهية الزوج والنفور الجنسي منه نتيجة المشاكل والخناقات والمشاجرات والمعاملة السيئة والتي تجعل الزوجة تكره الممارسة الجنسية معه وبالتالي تصاب بحالة البرود الجنسي.
أما الأسباب النفسية التي تعتبر أهم وأكثر الأسباب لحالة البرود الجنسي لدى المرأة فهي غالباً ما تكون نتيجة صراعات وعقد ورواسب نفسية في العقل الباطن تجعلها لا شعورياً تكره الجنس أو تقرف منه وتصاب بالاشمئزاز أو ربما تجعلها تصاب بالخوف من ممارسة الجنس، كل هذه الاحتمالات ربما نتيجة لاعتبار الجنس مع الزوج عيباً أو حراماً أو مهيناً ووضيعاً ويسبب شيئاً من الإزلال وتقليل الكرامة للمرأة أو أي أفكار أخرى خاطئة عششت في عقلها الباطن نتيجة لمعتقدات اجتماعية أو تربية خاطئة من الأهل وبالتالي فإنه بعد الزواج الشرعي الذي أحل الله فيه النكاح والعلاقة الجنسية الشرعية مع الزوج إلا أن هذه الأفكار قد تظل عالقة في الأذهان وبالتالي لا شعورياً يحدث النفور الجنسي لدى المرأة نتيجة بعض الأخطاء في الممارسة الجنسية من جانب الزوج ولذا فهي لا تصل لمرحلة النشوة والإشباع الجنسي وبالتالي عدم الراحة النفسية والجسدية بعد الممارسة الجنسية مما يصيبها بآلام احتقان الجهاز التناسلي وحالة ضيق وتوتر نفسي ومع تكرار هذه الأمور بعد العلاقة الجنسية فإن الزوجة قد تصاب بحالة البرود الجنسي، وأحياناً قد يحدث البرود الجنسي لعوامل أخرى نفسية مثل الخوف من تبعات هذه العلاقة من حمل وولادة ومسئولية تربية الأبناء وبالتالي عدم الرغبة في هذه العلاقة من البداية تفادياً لهذه المشاكل من وجهة نظر المرأة، وهناك أسباب نفسية أخرى لحالة البرود الجنسي لدى المرأة في علاقتها الطبيعية مع الزوج، ولذا فإنني أنصح كل سيدة تعاني من هذه المشكلة بأن تبادر بعرضها على الطبيب النفسي لمعرفة أسباب ورواسب هذه المشكلة ومساعدتها في التخلص منها لتعود الأمور لوضعها الطبيعي في علاقتها الزوجية الخاصة ليحدث الإشباع والمتعة لكلا الطرفين لتنعم الأسرة بدفء العواطف تفادياً لأي احتمالات قد تدفع الزوج أو الزوجة لانحرافات جنسية نتيجة لسوء المعاشرة الزوجية الجنسية المرتبطة بحالة البرود والفتور الجنسي. إن هذه المشكلة تحتاج للشجاعة والصراحة معاً من جانب الزوجين طرفي العلاقة الجنسية لأنها أخذ وعطاء من الجانبين وأي مشكلة لدى أحدهما تؤثر على الآخر في هذه العلاقة ولهذا من الأفضل علاج حالة البرود الجنسي لدى الزوجة من خلال جلسات نفسية إرشادية للتغلب على أسباب هذه المشكلة سواء كانت من جانب الزوجة أو أحياناً الزوج هو السبب ويلزم وجوده في هذه الجلسات النفسية وربما نحتاج لبعض العلاج الدوائي.
في النهاية أنصح الأخت أو كل من لديه نفس مشكلتها بالإسراع في عرض هذه المشكلة على طبيبها النفسي بدون تردد أو خجل حتى تعيش حياتها على كل المستويات بصورة طيبة تستمتع فيها بكل مباهج الحياة الحلال لتسعد ويسعد معها الزوج وتستقر الأسرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved