Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المغص عند الأطفال المغص عند الأطفال
د. عبد الحليم حمود ( * )

كثيرا ماتراجع الأمهات عيادات أطباء الأطفال بعد الولادة بشكوى أن مولودها يعاني من نوبات متكررة من الصراخ التي لاتتحسن ولاتستجيب بسهولة للعلاجات الدوائية (وغالباً ماتكون الأم قد استعملت أدوية مختلفة وربما وصفات شعبية أيضاً).
إن للبكاء عند الأطفال أسباباً متعددة يجب البحث عنها من قبل الطبيب فقد يكون الطفل مريضاً (كالتهاب أذن وسطى - التهاب أمعاء - أوجسم أجنبي في العين أوفتق إربي غاصص.. الخ) وقد يكون جائعاً أو أن رضاعته غير كافية وهذا أمر هام وسبب أساسي للبكاء المتكرر عند الأطفال.
أما إذا بدا الطفل صحيحاً (غير مريض) بعد استقصائه وفحصه من قبل الطبيب فإننا نبقى أمام حالة غير مرضية بالمعنى الطبي وهي حالة (المغص المعوي ).
يعرف المغص: بأنه حالة من البكاء الاشتدادي المتكرر والمفاجىء يصيب الأطفال دون الشهر الثالث من العمر غالباً، ومنشؤه الأمعاء.
تكون حالة الطفل أثناء نوبة المغص مميزة وواضحة حيث يبدأ البكاء فجأة وبصوت عالٍ يشتد ويخف خلال النوبة وقد يستمر لعدة ساعات، يكون الوجه محتقناً وقد يشاهد شحوب حول الفم أيضاً. أما البطن فيكون متمدداً ومؤلماً ويطوي الطفل ساقيه على البطن ويديه حول الصدر وتكون النهايات (اليدان والقدمان باردتان ومبرقشتان أحياناً).
تحدث النوبة غالباً بعد الظهر أوفي الليل ويستمر بالبكاء حتى يتعب وينام.
من الأسباب المؤهبة لحدوث النوبة: ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة، فرط التغذية، بعض الأغذية الغنية بالسكريات (الكاربوهيدرات ) حيث تتخمر هذه السكريات في الأمعاء وتؤدي إلى تشكل الغازات وتمدد البطن.
العلاج:
نستطيع هنا أن نطمئن كل الأمهات إلى أن المغص هو حالة سليمة وتزول عفوياً خلال عدة أشهر (3 أشهر بعد الولادة ) لكن يجب أن يكون الطبيب حذراً أوينفي الأسباب السابقة الذكر للبكاء.
لاتستجيب حالات المغص للعلاج بسهولة، ومن المناورات المذكورة في تهدئة الطفل أثناء النوبة حمله بوضعية الوقوف أووضعه بالاستلقاء مع كمادات أوزجاجة ماء فاتر على البطن كما أن طرح الغازات أو البراز عفوياً أو بواسطة حقنة شرجية أوتحميله يساعد على إيقاف النوبة.
يمكن استعمال المهدئات في الحالات الشديدة من المغص، كما ينصح في الحالات الشديدة والمتكررة بقبول الطفل في المستشفى مؤقتاً بهدف تغيير نمط التغذية لديه وتغيير المحيط ولتأخذ الأم قسطاً من الراحة أيضاً. وفي الختام ننصح الأمهات بالتعاون مع الطبيب للمساعدة في حل هذه المشكلة التي تغيب غالباً بعد الشهر الثالث بدون أية مضاعفات لكنها تحتاج للصبر والاطمئنان فليس سهلاً على الأم أن ترى طفلها يعاني من ذلك البكاء.

( * ) استشاري الأطفال وحديثي الولادة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved