اصابات العمود الفقري من أخطر الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الانسان نتيجة لحادث ما، وخاصة إصابات الفقرات العنقية الموجود بأعلى العمود الفقري، نظرا للمضاعفات المترتبة عليها ومن بينها الشلل الرباعي أو النصفي، وما يترتب على ذلك من من أضرار صحية ونفسية واجتماعية.
لكن هل ثمة احتياطات لحماية العمود الفقري والفقرات العنقية من خطر الاصابة وامكانية العلاج في حالة اصابتها.
د. خالد عابدين
د. خالد عابدين استشاري جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري بمستشفى الحمادي بالرياض يؤكد أن الوقاية خير من العلاج ولاسيما فيما يتعلق بالعمود الفقري مشيراً إلى أن احتمالات الاصابة في العمود الفقري تحدث بصورة اكبر في سن أقل من (40) عاما، وتحدث في الذكور أكثر من الإناث، والوقاية من إصابات وكسور العمود الفقري خاصة الفقرات العنقية تعتمد على وعي الأفراد بطرق الإصابة، وفي مقدمتها الحوادث المرورية لذا يجب الالتزام بتعليمات ادارة المرور في مراعاة الحفاظ على عدم تجاوز السرعة المحددة، والحفاظ على المسافة بين السيارات أثناء السير، واستخدام حزام الأمان أثناء قيادة السيارات ، وذلك لتفادي الإصابة بتمزق أربطة الفقرات العنقية، وكذلك كسور الفقرات وتأثيرها على النخاع الشوكي، وتجنب ركوب الأطفال في المقاعد الأمامية أو مع قائد السيارة في الأمام، أو تناول الأدوية المهدئة أو مضادات الحساسية أو الكحوليات أثناء قيادة السيارات كما ينصح راكبي الدراجات البخارية بارتداء غطاء الرأس وتفادي الغطس في حمامات السباحة أو مياه البحر في المناطق الساحلية الضحلة.
ويضيف الدكتور/ خالد عابدين أن إصابات الفقرات العنقية تتنوع ويصاحبها انقباض في العضلات وحدوث تمزق في الأربطة للفقرات العنقية، مما يؤدي إلى حدوث ضغط على النخاع الشوكي، وهو ما يؤدي إلى حدوث ضعف وشلل بالذراعين وأيضاً بالساقين باسم الشلل الرباعي QUADRI PARESIS ، وهذه الإصابات تؤدي إلى أضرار صحية ونفسية واجتماعية للفرد وكذلك تشكل عبئاً على الأسرة، حيث أن المصاب يحتاج إلى رعاية في العلاج والطعام والحركة والعلاج الطبيعي.
وحول كيفية اكتشاف حدوث اصابة في الفقرات العنقية يقول د. خالد عابدين: ومن الأعراض السريرية لحدوث الإصابة وجود كدمات بمقدمة الرأس وكدمات بالعين، وكذلك آلام بالرقبة، مع صعوبة في حركة الفقرات العنقية مما يسمى ب(Whiplash injury(، ويعتمد تشخيص حالات إصابات الفقرات العنقية على استخدام الأشعة العادية للفقرات العنقية وأشعة الرنين المغناطيسي.
وتتفاوت طرق العلاج من حالة إلى أخرى وتبدأ بالعقاقير أو إرتداء رقبة بلاستيك، والعلاج الطبيعي أو التدخل الجراحي ويتضمن:
أ إزالة الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب حيث يكون الضغط بواسطة العظام المكسورة، أو انزلاق الغضروف العنقي، أو حدوث تجمع دموي.
ب- تثبيت الفقرات العنقية وذلك بواسطة عملية زرع عظام تؤخذ من عظام الحوض، ويتم إجراء تثبيت للفقرات باستخدام أقفاص معدنية من مادة التيتانيوم، ويتم ملؤها بعظام من المريض، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن أفضل النتائج لعمليات زراعة العظام هي زرع العظام من المريض نفسه.
ج- تثبيت الفقرات والعظم المزروع بواسطة تركيب شرائح ومسامير معدنية من مادة التيتانيوم ويؤكد استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الحمادي على توافر أحدث وأفضل الإمكانيات في التشخيص والعلاج الجراحي، مما أدى إلى نجاح عملية إزالة الضغط على النخاع الشوكي، وزرع العظام، والتثبيت بواسطة الشرائح والمسامير لمريض كان يعاني من كسر بالفقرة العنقية السادسة، وكذلك الضغط على النخاع الشوكي، وأيضاً على نجاح عملية تثبيت الفقرات.
| 
