Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أعزف بقلمي أوتار الموهبة !!؟ أعزف بقلمي أوتار الموهبة !!؟

حقيقة شدني ذلك الموضوع القابع في زاوية «نبض الشارع» ليوم الأربعاء 9/1/1424هـ في عدد الجزيرة «11122» والذي كان يحمل عنوان «اكتشاف الموهوبين مهمة مشتركة بين البيت والمدرسة»، عندها بدأ قلمي برحلة الانعتاق من ركونه محبرته إلى أن يضع له خط سير باحثاً عن المواهب.. وداعياً بهذه الأحرف الماثلة أمامكم إلى الكشف والتنقيب عنها!! ويسطر قلمي كلماته مستلهماً روح الموهبة قائلاً «ما أجمل أن تحرص مجتمعاتنا الإنسانية على تبني المواهب الشابة وفي كافة المجالات وليست العلمية فقط ذلك أن التقدم أساسه رعاية المواهب».
أحبتي كل لديه رغبة جامحة لرعاية المواهب والموهوبين.. وما أجمل أن يعيش قلمي هذه اللحظات.. وفي فضاءات الموهبة.. ويسير قلمي عازفاً أوتار أحرفها م و هـ ب هـ نعم أسير على أوتار هذه المواهب.. وأعزف بقلمي أنشودة لكل موهبة ولد على صفحات «عزيزتي الجزيرة» كلمات هذه الأنشودة نسجتها من أصول الموهبة!!.
نعم موضوع الموهبة والموهوبين من المواضيع والتي منها ما يكون مرتبطاً بذات الإنسان .. وتولد معه.. والموهبة بحد ذاتها تحقق أنموذجاً لما يطرح على «صفحات العزيزة» من موضوعات تفوح منها رائحة .. الموهبة .. والإبداع والجمال اللفظي والمعنوي!!؟
ولو سألتموني .. ما الموهبة في نظرك !!؟
لقلت ما هي إلا من المطالعات .. والمراجعات .. والمفاوضات التي تقودنا إلى التنبه لإمكانياتنا ووعينا.. ومداراتها.. وهي لا تزال تنمّي فينا ميولنا الأدبية، وتغذي فينا سهولة الكتابة وسلاستها.. وتحفز الخوافي من طاقاتنا الفكرية .. حتى تتكون لدينا رغبة عفوية جامحة .. تدعو القلم طيّعاً بين أناملنا .. سيالاً بخواطرنا .. متدفقاً مع عواطفنا.. ناطقاً بأفكارنا.
وموهبة كل فرد من أفراد المجتمع ملك لا يُستهان به، ورصيد لا يستعاض عنه، وسلاح صائب يدفع به في خضم صراعه مع الحياة.. ويقذفه وسط جلبة معتركة مع الحياة أيضا.
وأقولها وبكل صراحة لو رجعنا.. إلى مواهب شبابنا سائلين.. وعن أخبارها مستفهمين لعدنا وفي الكبد حسرة الخائبين وفي القلب جرح الخاسرين!!
إن بلادنا الفتيّة حفظها الله من كل سوء ليست بالبلاد التي تنضب فيها المواهب.. غير أنها تحتاج لأن يطلق لها العنان لتنمو بحرية في أجوائها المناسبة، لتفيض بما ذخرت بها نفسها .. ولتبوح بما أسرَّت في كوامنها.
والواقع يشهد على ما ذكرت .. وما زلنا نشهد بين الحين والآخر بزوغ فجر موهبة فذة جديدة.. بل ما زلنا ننقّب ونكتشف الكم الهائل من المواهب المدفونة!! ولكن أين نحن من تشجيع هذه المواهب .. ودفع عجلتها قدماً إلى الأمام.. لكي لا تذبل وتضعف في بداية طريقها كل ما أريده.. هو رعاية هذه المواهب.. وتشجيعها!!.
نعم الموهبة منحة ربانية غير أنها حظيت بدعم كبير من لدن حكومتنا الرشيدة.. تلك العناية والدعم اللامحدود للمواهب ومن خلال العديد من المؤسسات والفعاليات والتي تشجع الإبداع والتفوق.. ويأتي من أبرزها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والتي تأسست عام 1419هـ .
قرأت عن رأي البعض في أن الوراثة هي العامل الوحيد المؤدي إلى النجاح والتميُّز في الحياة .. وإن كنت أعطيها ما نسبته 20% إلا أني أؤكد أن التنشئة الاجتماعية في المنزل والمدرسة وغيرها من المرافق التعليمية لها الدور الأكبر في إبراز الموهبة وصقلها.
وإذا ما رجعنا إلى ذلك الموهوب لوجدنا نسبة الذكاء وقدرة الاستيعاب للغة والتعلّم المبكر للقراءة والكتابة أيضا له الدور الأكبر في إبراز هذه الموهبة وتفتّقها منذ البداية.. فكثيراً ما نجد صاحب الموهبة.. من الذكاء بمكان.. ومن الصعوبة أن تقنعه بأمر ما إلا بالاستدلال والمنطق والأخذ والرد بنطاق أسئلة متكررة يطرحها عليك الموهوب مستفسراً علّه يؤول الى ما يقتنع بطرحه فعلاً .. أيضا على الجانب الآخر من شخصية ذلك الموهوب نجد الاعتماد على النفس والاعتداد بها .. هما من بوادر تفتّق هذه الموهبة ونهوضها بشكل مبكر!!
والسؤال الذي يطرح نفسه .. أين نحن من هذه المراجعات والمحاولات من هؤلاء الموهوبين .. هل فكرنا في اكتشاف موهبة.. في المنزل أو في المدرسة.. أو هل نقّبْنا عن مواهب شبابنا المدفونة.. وأعطيناها مبدأ الحرية.. وفرصة تحقيق ما تمليه عليهم هذه الموهبة من طموحات.
سررت كثيرا لرعاية «مركز الرياض للموهوبين» ل 200 طالب موهوب في الفصل الحالي معظمهم من المرحلة المتوسطة وفي مختلف التخصصات العلمية والعربية والشرعية.
ختاماً فتشوا عن مواهب مدفونة.. وتعهدوا هذه المواهب بالرعاية ووفروا لها الأرض الخصبة لتنمو على أديم هذا الوطن المعطاء .. فتنتج الكثير من العطاء ولكنه ليس أي عطاء انه عطاء موهوب !!

سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved